صورة تعبيرية (أرشيف)
صورة تعبيرية (أرشيف)
الإثنين 22 ديسمبر 2014 / 00:24

كاتب أمريكي: نووي إيران وكوريا الشمالية أخطر تهديد يواجه العالم

24- إعداد: طارق عليان

قال مدير تحرير مجلة "ذي ناشيونال إنترست"، زكاري كيك في مقال نشرته المجلة الأمريكية في موقعها على الإنترنت: "على الرغم من أن البرنامجين النووين الإيراني والكوري الشمالي هما الموضة الشائعة في يومنا هذا، فإن أخطر تهديد نووي يواجه العالم يمضي إلى حد كبير دون أن يلتفت إليه أحد".

تعطي القذائف العابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف البلدان القدرة على استخدام أساليب الاستهداف المتعدد وذلك بأن تستخدم قذيفتَيْن أو أكثر ضد هدف واحد،

وأضاف الكاتب "أنا أعني بهذا الصين والهند، اللتين توشك كلتاهما على نشر قذائف عابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف في منظومات قذائفها، وهو تطور يرجّح أن تكون له عواقب عميقة وواسعة المدى على المنطقة وما وراء حدودها".

وأشار إلى أن القذائف العابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف تحمل حمولة تتألف من عدة رؤوس حربية نووية، ويقبل كل رأس منها أن يتم توجيهه إلى مجموعة مختلفة من الأهداف، معتبراً هذه القذائف إخلالاً بالغاً بالتوازن الاستراتيجي في المقام الأول، لأنها تضفي أهمية بالغة على توجيه الضربة الأولى، وتخلق الذهنية النووية "استخدمها وإلا خسرتها".

وبالإضافة إلى كون هذه القذائف أقل عرضة لأن يتم استهدافها بواسطة منظومات الدفاع ضد القذائف التسيارية، فإن هذا القول صحيح لسبيَيْن رئيسَيْن، بحسب ما أفاد الكاتب.

وقال: "السبب الأول والأوضح، برأي الكاتب، هو أن قذيفة واحدة من القذائف العابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف يمكن استخدامها للقضاء على العديد من المواقع النووية المعادية في آن واحد، ومن ثم فمن الناحية النظرية على الأقل، لن تكون هناك حاجة إلا إلى مجرد جزء صغير من قوة القذائف لدى عدوي من أجل القضاء على ما لديّ من رادع استراتيجي قضاءً مبرماً.

وتابع الكتاب "ثانياً تعطي القذائف العابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف البلدان القدرة على استخدام أساليب الاستهداف المتعدد، وذلك بأن تستخدم قذيفتَيْن أو أكثر ضد هدف واحد، وهو ما يزيد احتمال التدمير".

وأوضح أن القذائف العابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف إخلال بالغ بالاستقرار لأنها تجعل ترسانات الخصم النووية عرضة لأن يتم محوها في ضربة أولى مفاجئة. وللتعويض عن هذه الحقيقة، أكد الكاتب على ضرورة أن تتوصل الدول إلى طرق مبتكرة لتأمين قوتها الرادعة من الدمار بفعل ضربة أولى يشنها ضدها العدو.

قذائف عابرة للقارات
وينطوي هذا عادةً على أن يزيد المرء من حجم ترسانته، ويفرّقها في مواقع متباعدة على نحو يصعّب على العدو أن ينفّذ ضربة أولى ناجحة.

 وساق الكاتب مثالاً على ذلك بالولايات المتحدة، عندما نشرت لأول مرة قذائف عابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف في عام 1968، كان الاتحاد السوفيتي وقتها يملك أقل من 10 آلاف رأس حربي نووي. لكن بعد ذلك الحدث بعقد من الزمان، صار لديه ما يزيد على 25 ألف رأس حربي (بطبيعة الحال كان نشر الاتحاد السوفيتي قذائفه الخاصة به من النوع العابر للفضاء الخارجي متعدد الرؤوس ومنفرد الأهداف حافزاً له لتوسع حجم ترسانته نظراً للاحتياج إلى مزيد من الرؤوس الحربية لكل قذيفة).

وأضاف قائلاً: "إذن فيما يخص الصين والهند، يمكن أن يكون لإدخالهما قذائف عابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف عواقب بليغة على وضعيهما النووين، بحسب ما أفاد الكاتب، فواحد من أبرز الجوانب التي تميز كل الدول النووية فيما عدا روسيا والولايات المتحدة هو اعتمادها على ترسانة نووية بالغة الصغر لتلبية حاجاتها إلى الردع، وهذا يصدق بوجه خاص على الهند والصين، اللتين احتفظتا بوجه عام بالحد الأدنى من الردع وتبنتا عقيدة (عدم الاستخدام أولاً)، غير أنه مع إدخال هذه القذائف التعويضية، ستكون هناك حوافز قوية لكلا الجانبين لزيادة حجم ترسانتيهما، إن لم يكن لشيء فلاتقاء تهديد ضربة أولى يشنها الجانب الآخر".

ووفقاً للكاتب، لن تقتصر عواقب حصول الصين والهند على قذائف عابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف على هذين البلدَيْن وحدهما. فمما لا جدال فيه أن حصول الهند على قذائف من هذا النوع سيهدد فوراً بقاء الأسلحة النووية الباكستانية. وسوف يسفر هذا -على المدى القصير- على الأرجح عن تشتيت إسلام أباد ترسانتها النووية على نطاق أوسع، وهو ما سيجعل هذه الترسانة بوجه عام أكثر عرضة لهجمات الجماعات الإرهابية المسلحة في البلد، وأما على المدى الطويل، فسوف تشعر باكستان بضغوط لتوسيع حجم ترسانتها بالإضافة إلى حصولها على قدرات خاصة بها من هذا النوع من القذائف.

وأفاد الكاتب بأن هذه الضغوط ذاتها ستشعر بها موسكو، فمنذ تفكك الاتحاد السوفيتي وروسيا تعتمد على ترسانتها النووية الهائلة لتعويض ضعفها النسبي في ميدان الأسلحة التقليدية، ولن يزداد هذا الأمر إلا ضرورة وإلحاحاً في عيون الزعماء الروس، وذلك في ظل مواصلة الصين تحديث قواها العسكرية التقليدية.

رؤوس نووية 
وأوضح الكاتب "في الوقت الحالي تملك روسيا رؤوساً نووية أكثر بدرجة هائلة مما تملكه الصين، وهو ما يشكل مصدر اطمئنان لروسيا، لكن فيما تزود الصين منظوماتها القذائفية بالقذائف العابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف وتوسع أيضاً -على الأرجح- حجم ترسانتها، سترى موسكو تفوقها النووي على بكين يتضاءل سريعاً، ويمكننا أن نتيقن من أنها سترد على ذلك بإلغاء معاهدات تحديد الأسلحة التي تربطها بالولايات المتحدة، وبتوسيع ترسانتها هي أيضاً، في مثل هذا الموقف، سيتعرض أي رئيس أمريكي لضغط داخلي هائل كي يضاهي تعزيز روسيا ترسانتها رأس حربياً برأس حربي.

وختم بقوله: "على الرغم من أن احتمال حصول كوريا الشمالية وإيران على ترسانتيْن نوويتيْن جاهزتيْن للعمل ربما يكون أمراً مثار قلق، فإن القذائف العابرة للفضاء الخارجي متعددة الرؤوس ومنفردة الأهداف الصينية والهندية تشكل تهديدات أعظم بكثير للعالم".