الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الإثنين 22 ديسمبر 2014 / 01:07

صحيفة أمريكية: أوباما يبحث عن إنجاز قبل انقضاء فترة ولايته

24- فاطمة غنيم

قال الكاتب والمحلل السياسي ديفيد إجناتيوس، في مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست، إن "الرئيس الأمريكي ما زال غير قادر على تحقيق تقدم كبير، لكن يبدو أنه اكتشف موقفه كزعيم".

وأشار إلى أن "أوباما أقدم الشهر المنصرم على إبرام اتفاقيات في مجالات المناخ والعلاقات العسكرية والاستثمار مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومؤخراً، اقترح أوباما إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع كوبا، وما يزال يفاوض حول ما يمكن أن يكون صفقة نووية ناجحة مع إيران".

تحالف لدحر داعش
وأوضح الكاتب أن أوباما يحث الخطى نحو تشكيل تحالف عالمي لهزيمة داعش، وفي الداخل، عندما لم ينجح الكونغرس في التعامل مع قضايا الهجرة، أعلن بجرأة تدابير أحادية الجانب.

ولفت إلى أن جميع هذه الإجراءات تسببت في إزعاج الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس، ولكن ماذا هم فاعلون؟ هل سيقاضونه؟ يتساءل الكاتب ويجيب بقوله: "في الواقع، إنهم يحاولون أكثر مما فعلوا بشأن برنامج أوباما للرعاية الصحية "أوباما كير"، حيث يعمّقون انطباع الجمهور بأن الحزب الجمهوري ينتقد بأفضل مما يحكم".

ورأى الكاتب أن ما يميز تحركات أوباما الأخيرة أنه يسير بخطوات حذرة لكنها مدروسة، منوهاً إلى أنه لا يزال الرئيس الذي لا يحب تحمل مخاطر كبيرة، باستثناء العمليات السرية لقتل إرهابيين أو تحرير رهائن، حيث يمكن القول بأنه أكثر عدوانية من أي سلف له في هذا الصدد. إنه يحكم بطريقة هادئة، مزدرياً الخطاب الصاخب حول التدخل العسكري.

روسيا.. الاختبار الحقيقي لنهج أوباما
ووفقاً للكاتب، يكمن الاختبار الحقيقي لنهج أوباما في تعامله مع روسيا، موضحاً أنه في فصل الربيع، حيث كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر عدائية من أي وقت مضى في أوكرانيا، ترك أوباما ما كان يفضل أن يسميه "طريق العودة الفرعي" مفتوحاً، برغم أنه فرض المزيد من العقوبات ضد موسكو وجمع تحالفاً أوروبيّاً غير مستقرٍ لمعاقبة روسيا، وبينما رفع النقاد عقيرتهم بالشكوى حول سلبية الولايات المتحدة، أشار مسؤولون في الإدارة أن روسيا حفرت قبرها بيدها، إذ كان اقتصادها ضعيفاً جدّاً لدعم توسع بوتين.

وقال الكاتب: "الآن، يبدو كما لو كان أوباما على حق من أن العقوبات (يدعمها انهيار أسعار النفط) ستضع بوتين تحت ضغط شديد في نهاية المطاف، إن الظهور الروسي على غرار ما حدث في القرن التاسع عشر أعطى انطباعاً بقوتها، ولكن من المرجح أن يكون للقوة الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين تأثير مستدام أقوى".

الأزمات الخارجية
وقال الكاتب إن "أوباما في التعامل مع الأزمات الخارجية كان يحوم كثيراً حول ما يسميه السناتور جون ماكين "سياسة خارجية عاجزة حيث لا يؤمن أحد بقوة أمريكا"، مضيفاً أن "هناك وجاهة في جزء من هذا النقد، لا سيما في ما يتعلق بسوريا والعراق حيث أدى حذر أوباما المبكر وعدم تدخله إلى تدهور الأوضاع، ولكن على نطاق أوسع، ربما تنجح حجج أوباما بأن الولايات المتحدة تحتاج إلى كسر السياسات القائمة على التدخل أحادي الجانب التي سادت في العقد السابق وأفقدتها التأييد في الداخل والخارج".

وأوضح الكاتب أن وجهة نظر أوباما من التغيير تبدو واضحة أفضل ما يكون في استراتيجيته المتعلقة بالتعامل مع خصوم مثل إيران وكوبا، وإبقائه الباب مفتوحا للتعاون مع منافسين مثل روسيا والصين، منوهاً إلى أنه "لن تسمع عن ذلك في أروقة واشنطن، لكنني وجدت دعماً واسع النطاق لهذه الاستراتيجية أثناء رحلاتي الأخيرة إلى الصين وأوروبا والشرق الأوسط".

وأشار الكاتب إلى أن "ثمة وجهة نظر مشتركة في الخارج تفيد بأن الولايات المتحدة فتحت شارعاً مسدوداً خلال سنوات جورج دبليو بوش، وأبدت الكثير من الاهتمام لاستراتيجيات بديلة".

ولفت الكاتب إلى أنه "منذ أن تراجع الديمقراطيون قبل ستة أسابيع في انتخابات التجديد النصفي، بدا أوباما أكثر تحرراً في الحكم"، موضحاً أن "البعض قد يعتقد العكس، نظراً للهزيمة الساحقة، لكن يبدو أوباما الآن أقرب إلى تطلعات ما بعد السياسية التي ناقشها خلال حملته الرئاسية الأولى"، وأضاف أنه "وربما نرى خلال هذين العامين الأخيرين عرضاً أفضل لما وعد به أوباما قبل ذلك في عام 2008".