المؤلف والصحفي السياسي الفرنسي إريك زيمور
المؤلف والصحفي السياسي الفرنسي إريك زيمور
الإثنين 22 ديسمبر 2014 / 17:43

تقرير: جدل في فرنسا بعد قول معلق سياسي "يجب ترحيل المسلمين لتجنب حرب أهلية"

24 - إعداد. ميسون خالد

انقسم الرأي العام في فرنسا، بعد إقالة أكثر شخصية مفضلة (ومكروهة في نفس الوقت) مصابة بالإسلاموفوبيا والعنصرية ضد النساء، إريك زيمور(56 عاماً)، من قناة "آي تيلي"، بعد قوله لصحفي إيطالي إن الخمسة ملايين مسلم المقيمين في فرنسا يجب "ترحيلهم"، لتجنب "الفوضى والدخول في حرب أهلية"، بحسب ما أفادت صحيفة "إندبندنت"، أمس الأحد.

اعتبر زيمور أن الهوية الفرنسية دمرت على يد الهجرة والنسوية والمثلية الجنسية وأوروبا والتجارة الحرة والشعور بالذنب غير المبرر تجاه اضطهاد اليهود في الحرب العالمية الثانية

تمكن زيمور من رفع معدل الرغبة الشعبية في الترحيل القسري للمهاجرين من فرنسا بنسبة تزيد عن 8%

ولاقى قرار القناة موافقة من جماعات مناهضة للعنصرية، ومن سياسيين يساريين في البلاد، فيما اعترض عليه سياسيون مخضرمون من اليمين في فرنسا(والذين يكنون كل الحب والاحترام لزيمور)، إلى جانب يساريين آخرين(لا يطيقونه) ولكن دافعوا عنه من منطلق الحق في حرية التعبير.

كما تتعرض محطة "ار تي ال" لضغوط أيضاً، لإقالة زيمور من المجال المعطى له للتعليق مرتين أسبوعياً في برنامج سياسي على الشبكة.

الهوية الفرنسية
وكان صدر لزيمور(56 عاماً)، الكاتب والصحفي اليهودي من أصل جزائري، كتاب بعنوان "الانتحار الفرنسي"، باع منه 250 ألف نسخة، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، حيث زعم فيه أن الهوية الفرنسية دمرت على يد الهجرة، والنسوية، والمثلية الجنسية، وأوروبا، والتجارة الحرة، والشعور بالذنب غير المبرر تجاه اضطهاد اليهود في الحرب العالمية الثانية.

وتشير إندبندنت إلى أن رد الفعل العام في قضية زيمور، التي تعد الأبرز على الساحة الفرنسية اليوم، يشير إلى أنه، خلافاً لما ناقشه في كتابه، فإن "فرنسا تبقى فرنسا"، حيث ما كانت هذه القضية لتثير كل هذه الضجة، وتؤدي لانقسام السياسيين على جناحي اليمين واليسار، مدافعين عن حقه في حرية التعبير، سوى في بلدان قليلة أخرى.

كما أن القضية تحمل "دلالات لفظية" تجعل منها "فرنسية" بجدارة، ففي مقابلة مع الصحيفة الإيطالية "كوريار دي لا سيرا"، صرّح زيمور أن إبعاد مسلمي فرنسا يبدو "غير واقعي"، لكنه قد يكون ضرورياً لتجنب "الفوضى والحرب الأهلية".

ترحيل
وكانت هذه المقابلة مع زيمور مرت دون أن يلاحظها أحد، حتى أخذها السياسي اليساري الفرنسي المتعصب، جون لوك ميلونكون، وقام بترجمتها، قائلاً إن زيمور طالب بتهجير المسلمين الفرنسيين، فيما بات الكثيرون منهم مواطنين من الجيل الثاني والثالث في فرنسا.

يذكر أن تعبير "ترحيل المهاجرين" يحمل دلالات مظلمة في فرنسا، حول مصير مئات الآلاف من اليهود والمواطنين الفرنسيين الآخرين الذين أرسلوا إلى معسكرات الموت النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وصرّح الصحفي الإيطالي الذي أجرى المقابلة أن كلمة "ترحيل" جاءت في سؤوله هو الذي وجهه لزيمور، وليس في إجابة زيمور نفسها، مشدداً على أن كلمة deportare (ترحيل) في الإيطالية تعني ببساطة repatriate(أي إعادة أحدهم إلى وطنه).

متحدث باسم اليمين المتعصب
وعلى الرغم من ذلك، شكّك سياسيون كبار في الحكومة الفرنسية في إذا ما كان يجب السماح لزيمور بالاستمرار في الظهور في ثلاثة برامج على التلفاز والراديو، معلقاً على الأحداث الجارية، مشيرين إلى أنه تمكن من رفع معدل الرغبة الشعبية في الترحيل القسري للمهاجرين من فرنسا بنسبة تزيد عن 8%.

واعتبر الصحفيون في شبكة "ار تي ال" أن زيمور تخطى حدود التحريض الذي ظل يمارسه طويلاً، وعليه يجب حرمانه من التعليق يومي الثلاثاء والخميس، كما جرت العادة، في برنامج إذاعي صباحي، فيما ادعى هو أنه ضحية "تلاعب كبير".

يذكر أن إريك زيمور كان المتحدث البارع باسم الجناح اليمين المتعصب في فرنسا على مدى عشر سنوات.

إسلاموفوبيا ومناهضة للمرأة
وتشكل الإسلاموفوبيا ورفض المهاجرين الفكرتين الرئيسيتين في تحليلات زيمور، كما يعتبر أن النسوية أدت إلى "إضعاف" الرجل الفرنسي، معتبراً أنه من "الطبيعي" أن يكونوا الرجال عنيفين تجاه النساء (حتى وإن كان من الأفضل أن يسيطروا على غرائزهم في معظم الأوقات).

وتمكن زيمور من جعل نفسه يبدو كالأحمق في مناسبات أخرى أيضاً، مثل قوله، في كأس العالم الماضي، إنه من المستحيل أن يفوز الفريق الألماني على البرازيلي، لأنه يضم لاعبين من أصول تركية وشمال أفريقية بين صفوفه، فيما فاز الفريق بالفعل على نظيره البرازيلي بـ 7 أهداف مقابل واحد، ثم فاز بكأس العالم بعد تغلبه على الأرجنتين في المباراة النهائية.