متظاهرون متضامنون مع ضحايا حادثة شارلي إيبدو
متظاهرون متضامنون مع ضحايا حادثة شارلي إيبدو
الأحد 11 يناير 2015 / 22:59

دير شبيغل: 3 تداعيات عميقة للهجوم على شارلي إيبدو

24 - طارق عليان

اعتبرت افتتاحية مجلة "دير شبيغل" الألمانية الهجوم الإرهابي على مجلة شارلي إيبدو في باريس "اعتداءً على الديمقراطية"، مشيرةً إلى أن الحادث سيترك آثاراً عميقةً على فن الكاريكاتير، والتضامن العالمي ضد الإرهاب، والقلق من الإسلام.

من الممكن أن يصب حادث شارلي إيبدو الزيت على النار فيما يتعلق بالقلق الفرنسي واسع النطاق من الإسلام الذي يعتقد كثيرون بأنه يهدد نسيج الهوية ذاتها في البلاد

وأشارت المجلة إلى أن هناك عدداً قليلاً من البلدان التي تتمتع بثقافة رسوم كاريكاتيرية غنية مثل فرنسا، التي تحتضن ثقافة تعبر عن فهم عميق للفكاهة، سواءً كانت فكاهة تهكمية أو تعليمية أو إقصائية أو شاملة.

الكاريكاتير: تقليد عريق تحت التهديد
وكان رسامو الكاريكاتير في صحيفة شارلي إيبدو يستمتعون بأكبر قدر من حرية التعبير في أعمالهم، وكرد فعل على فضيحة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية التي صورت النبي محمد في عام 2005، أراد محررو مجلة شارلي إيبدو في البداية العمل على العنوان "الضحك يقتل"، ولكنهم تراجعوا في نهاية المطاف لشعورهم بأنه راديكالي بصورة زائدة عن اللزوم، وفي عام 2012، نشرو صورة كاريكاتورية للنبي محمد وهو عارٍ.

كانوا يريدون فقط التأكيد على أن الهجاء لا حدود له، وكان آخر كرتون نشرته المجلة لفنانها "تشارب" عبارة عن جهادي كاريكاتوري مدجج بالسلاح ومعه تعليق يقول: "لم تتعرض فرنسا لأي هجوم بعد، لننتظر، فلا يزال لدينا وقت حتى نهاية يناير (كانون الثاني) لإرسال تحيات العام الجديد"، وكانت تلك صدفة غريبة، لكنها أيقظت الروح العنيدة التي يتوقعها القراء من "شارلي إيبدو" دائماً، وكان لهم ما أرادوا لها أن تكون.

صدمة عالمية وتضامن ضد الإرهاب
وذكرت افتتاحية دير شبيغل أن الصدمة التي خلّفها الهجوم انتشرت كالنار في الهشيم عبر أرجاء فرنسا، حيث وصفه الناس بأنه "اعتداء على الديمقراطية" كلّها، وليس على الصحيفة الساخرة فحسب، وأصبح 7 يناير (كانون الثاني) 2015 بالنسبة للفرنسيين يشبه ما يمثله هجوم 9/11 بالنسبة للأمريكيين، وأثار نقاشاً حول القضايا الأساسية للحرية والإنسانية، لذلك انتشرت صور التضامن عبر الرسائل أو الوقفات أو رسوم الكاريكاتير التي تبين عدم المساواة في الأسلحة والأقلام، وصلى البابا من أجل الموتى.

وأوضحت المجلة أن الشخصيات الإسلامية، من باكستان إلى تركيا، عبرت عن آلامها للنأي بأنفسها عن الحادث، واستخدموا كلمات شديدة اللهجة لإدانة الهجمات، حيث أصدر حزب النهضة الإسلامي في تونس بياناً يدين فيه "العمل الجبان والإجرامي"، وبعث الزعيم الروحي في مصر أيضاً بتعازيه.

القلق من الإسلام
ورأت افتتاحية المجلة أنه من الممكن أن يصب حادث شارلي إيبدو الزيت على النار فيما يتعلق بالقلق الفرنسي واسع النطاق من الإسلام، الذي يعتقد كثيرون بأنه يهدد نسيج الهوية ذاتها في البلاد، جنباً إلى جنب المخاوف من أن يقوم إسلاميون راديكاليون آخرون بشن هجمات مماثلة.

وبطبيعة الحال، لا ينطبق هذا الموقف على فرنسا فقط، وإنما العالم الغربي بالكامل، بما في ذلك ألمانيا، والتي لا تزال حتى الآن بمنأى عن هجمات مماثلة من حيث الحجم، ومع ذلك، خرجت أخيراً مظاهرات في مدينة دريسدن على شكل احتجاجات لمجموعة تُدعى "الأوروبيون الوطنيون" للتنديد بأسلمة الغرب.

وختمت المجلة افتتاحيتها بالقول بأن الناس باتوا غير قادرين على ما يبدو على التفريق بين المسلمين والإرهابيين القتلة، واستعر وطيس النقاش، ولا سيّما في فرنسا، حيث يحصد حزب "الجبهة الوطنية" اليميني عدداً كبيراً من أصوات الناخبين لسنوات، بفضل رسائله حول كراهية الإسلام، ولا يزال الفرنسيون يتذكرون مذبحة مارس (آذار) 2012 التي شنها محمد ميراه (23 عاماً)، والتي راح ضحيتها سبعة فرنسيين.