الجمعة 23 يناير 2015 / 12:12

وداعاً ملك الإنسانية

رحل فجر اليوم الجمعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تاركاً سجلاً حافلاً بالإنجازات، لا تقف عند حدود تطوير بلاده ونهضتها تنميتها، وحمايتها من المخاطر الخارجية، بل تمتد إلى السعي الدؤوب لتوحيد الصف الخليجي والعربي ودعمه الدائم للقضية الفلسطينية.

وقد عرف الملك الراحل بإسهاماته الكبيرة على الساحة العربية والخليجية والدولية عبر الدفاع عن مبادئ الأمن والسلام والعدل وصيانة حقوق الإنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري وعمله الدؤوب لمكافحة الإرهاب طبقاً لتعاليم الدين الإسلامي، الذي لطالما حرص على تقديمه بأفضل صورة، وفتح باب الحوار مع الأديان والثقافات الأخرى.

مكافحة الإرهاب
كان الملك عبد الله بن عبد العزيز سفيراً لنبذ الإرهاب في العالم من خلال مبادراته ولقاءته المكوكية حول العالم من أجل إيجاد حلول تساهم في تحقيق الأمن والسلام الدولي، وفي سياسته الداخلية حمى بلاده من الإرهاب بأوامر ملكية تتضمن حزمة إجراءات وعقوبات صارمة بحق من يثبت تورط انتمائه أو تعاطفه مع جماعات متطرفة، وفي عهده أصدرت المملكة قائمة بالمنظمات الإرهابية، لاسيما تلك التي تستغلّ الدين لبث الفتنة وإحداث الفوضى والاضطراب في المنطقة. 

توحيد الصف العربي
ترجم الملك عبد الله حرصه على توحيد الصف العربي بسلسلة مبادرات آخرها حرصه على توليه شخصياً الترتيب لملف المصالحة الخليجية الخليجية، ثم المصالحة المصرية القطرية، على الرغم من تدهور حالته الصحية، من أجل استكمال مبادرته التى أطلقها قبل ذلك ودعا فيها مصر للاستجابة للمصالحة، وهو ما ردت عليه الرئاسة المصرية ببيان رحبت فيه بمساعى العاهل السعودي.

وكانت قمة الرياض الاستثنائية التي انعقدت في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي ترسيخاً للمبادئ التي أنشئ عليها مجلس التعاون الخليجي، وتأكيداً للمصير المشترك لدول الإقليم، واستجابة إلى ما يتطلع إليه مواطنو دول المجلس.
 
القضية الفلسطينية
وفي صميم السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية  الالتزام الدائم تجاه قضايا الأمة العربية وشؤونها ومصالحها المشتركة ومشكلاتها وفى مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الاقصى المبارك والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة مع التمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربى على أسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية، ويذكر في هذا السياق رعاية الملك الراحل للمصالحة الفلسطينية، وعمله الدؤوب على تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، كما يشهد له بإطلاقه مبادرة السلام العربية، الهادفة إلى استعادة الحقوق الفلسطينية والعربية وإقامة دولة فلسطينية، كشرط أساسي لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. 

توسعة المسجد النبوي ومشروع القطار
وفي عهد الملك عبد الله، شهدت المدينة المنورة أكبر توسعة في تاريخ المسجد النبوي الشريف تمثلت في وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود حجر الأساس للتوسعة التي تقفز بالطاقة الاستيعابية إلى مليوني مصل مع نهاية أعمال المشروع، يضاف إليها مشروع القطار الأمر الذي يقدم حلولاً استباقية لحاجة المدينة على مدى 30 عاماً قادمة.

التعليم
وعاشت المملكة في عهده نهضة تعليمية شاملة ومباركة توّجت بـ21 جامعة حكومية وأربع جامعات أهلية تضم 19 كلية جامعية أهلية موزعة على جغرافيا لتغطي حاجات المملكة وبلغ عدد طلبتها نحو مليون طالب، إضافة إلى آلاف المدارس للبنين والبنات، وإنشاء كثير من المعاهد والمراكز في بعض الجامعات للأبحاث ومواكبة جديد الطب والتكنولوجيا.