الجمعة 23 يناير 2015 / 19:36

في رحيل ملك الإنسانية




غمد سيف من سيوف الحق، ذهب الذهب الذي لا يعادله قنطار، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، نودع الملك عبد الله بن عبد العزيز بأسى، ويصمت العالم العربي والإسلامي صمتاً مُراً، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نشعر بمرارة الفقد للمرة الثانية، بعد رحيل الشيخ زايد بن سلطان، واليوم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمهما الله.

ذهب الرجل الذي اصطفاه الرب في أصعب وقت مرّ على منطقة الخليج، وكان رحمه الله يعالج المشكلات الخارجية ويحاول أن يسعد شعبه بشتى الطرق، رغم التحديات الكبيرة التي واجهت المنطقة طوال فترة حكمه الممتدة لعشر سنوات.

وذهب الملك الذي لا ينام الليل قبل أن يطمئن قلبه على حال الأمتين العربية والإسلامية, الذي تمسك بالحق ضدّ منْ يعادي الأمتين، ويحاول أن يختطف الدين الحنيف من المسلمين, ذهب الذي قال أيها الأشقاء في الوقت الذي قال فيه خاطفو الدين "نحن ولاة أمركم"! 

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يغفر له وأن يجازيه عن أمة محمد جمعاء خير الجزاء, إننا من هنا نوجه لأنفسنا العزاء أولاً ومن ثمّ للشعب السعودي الشقيق ثانياً في مصابنا الجلل، مصابنا الذي لا نملك أمامه سوى الصبر وطلب السلوان من الله عز وجل.

رحل العاهل السعودي وقد ترك الأمتين العربية والإسلامي في أمنٍ وأمان، تاركاً إرثاً عظيماً، ووصية بالتمسك بالعقيدة الصادقة الصالحة، ومواصلة العمل للحفاظ على هذا الدين، ومنع المخربين النيل من الدين الحنيف.

إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله لم يكن ملكاً عادياً، وليس باستطاعتنا القول إن فترة حكمة فترة كانت عادية, بل كان رجلاً مكافحاً محافظاً على دينه وداعياً للسلام، بالإضافة إلى سعيه الدؤوب والحريص على تقريب وجهات النظر ومساعدة الجميع, فإن كانت عاصفة هدى تنطق ستحدثكم عن أفعاله القريبة مع لاجئي سوريا في المخيمات الأردنية، الآن وفي هذا الوقت لا يسعنا سوى الدعاء له بقلبٍ صادق أن يرحمه ويغفر له وأن يتغمده بواسع رحمته ويلهمنا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.