نتانياهو يستعرض غطرسة ونكران جميل تجاه الإدارة الأمريكية (أرشيف)
نتانياهو يستعرض غطرسة ونكران جميل تجاه الإدارة الأمريكية (أرشيف)
الأحد 25 يناير 2015 / 13:13

صحيفة أمريكية: غطرسة نتانياهو أمام أوباما تثير الجدل في واشنطن

24 - إعداد: ميسون جحا

أثارت دعوة رئيس مجلس النواب الأمريكي، جون بينر، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي، جدلاً واسعاً في واشنطن، لأن الدعوة برأي صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية، وعدد كبير من المحللين، تنطلي على تجاوز لصلاحيات الرئيس، ومحاولة للقضاء على مبادرات أوباما الدبلوماسية.

والأدهى من ذلك كله، بحسب الصحيفة، هو قبول نتانياهو للدعوة، والتي يظهر تلبيتها استعراضاً لغطرسة ونكران جميل نادراً ما شهدتها العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. وسوف يلقي نتانياهو كلمة يهدف من ورائها للحديث عن "الإسلام الراديكالي والدعوة لفرض مزيد من العقوبات على إيران".

خطوة وصدمة
وتشير بوسطن غلوب إلى أن نتانياهو، وعبر تلبيته الدعوة، لم يصدم إدارة أوباما وحسب، بل وربما قضى على حظوظه السياسية، مما يدعو للسخرية. ولكن هذا النوع من السلوك ليس جديداً على رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث عمل طوال عهد أوباما على معارضته وإحراجه.

وبدأ كل ذلك برفض إسرائيل الطلب الأمريكي لتجميد بناء المستوطنات، وتفاقمت الأمور في عام 2011، عندما أعطى نتانياهو "درساً تاريخياً" لأوباما، معيباً في المكتب البيضاوي بشأن التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل. وسدد نتانياهو ضربة أخرى لأوباما عندما أيَّد المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2012، ميت رومني، ومرة أخرى عندما هاجم الاتفاق النووي لعام 2013 بين الولايات المتحدة وإيران، وحاول جعل الكونغرس يبطل الاتفاق عبر اقتراح عقوبات جديدة. وبين هذا وذاك، دأب مسؤولون إسرائيليون على الاستخفاف بالإدارة، علانية وعلى نحو خاص الاستهانة بوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري.

مواصلة الدعم
وتلفت بوسطن غلوب إلى أنه ورغم كل تلك التجاوزات الإسرائيلية، ظل أوباما يقدم لإسرائيل الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري. وفي هذا الشهر بالذات، عملت الولايات المتحدة كل ما في وسعها لإحباط مساعٍ لإصدار قرار من مجلس الأمن يصادق على قيام دولة فلسطينية، وكذلك لمنع تحويل ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة لمحكمة الجنايات الدولية. وبعد أن قتلت الطائرات الإسرائيلية جنرال إيراني في سوريا، قامت الولايات المتحدة بمبادرة دبلوماسية لتخفيف التوترات الناتجة عن ذلك الهجوم.

محاربة الإدارة
وتقول الصحيفة إنه "رغم كل تلك المواقف الأمريكية الداعمة لإسرائيل، والمدافعة عنها، يصر نتانياهو على محاربة الإدارة عبر دفع الكونغرس لفرض عقوبات جديدة على طهران، وهو الأمر الذي تسعى واشنطن لتفاديه على أمل التوصل لاتفاق نووي مع إيران".

ورأت بوسطن غلوب، أنه مع اقتراب موعد الانتخابات العامة في مارس (آذار)، ومع تراجع شعبية الليكود، في استطلاعات الرأي، أمام حزب العمل الناهض من جديد، يبدو رئيس الوزراء الإسرائيلي سعيداً بمهاجمة البيت الأبيض إذا كان يعني تحسين صورته بين الناخبين الإسرائيليين.

حسابات خاطئة
لكن، كما تشير الصحيفة، قد يكون نتانياهو قد ارتكب خطأ كبيراً، إذ قد يرتد كيده عليه في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. فمن جهة قد يصعب إصدار تشريع لفرض عقوبات أشد بحق طهران، لأنه ورغم هيمنة الجمهوريين على الكونغرس، فإن احتمال صدور القانون بأغلبية كبيرة في وجه معارضة الرئيس، شيء بعيد الاحتمال، فضلاً عن وقوف جميع الديموقراطيين في صف أوباما في وجه نتانياهو وبوينر المؤيدين للقضية.

وتذكر بوسطن غلوب إلى أنه، ومنذ سنين، ذهب زعماء إسرائيل، ومؤيدوهم في الولايات المتحدة، إلى أبعد مدى في استغلال السياسات الحزبية في واشنطن، من أجل الحصول على الدعم لإسرائيل. لكن نتانياهو وقف مراراً مع الحزب الجمهوري ضد أوباما، لدرجة أنه غالباً ما يُسخر منه عند الإشارة إليه بوصفه السيناتور الجمهوري من إسرائيل. ولن يفيد القرار الأخير سوى في زيادة الانقسام الحزبي، وفي إضعاف دعم الديموقراطيين لإسرائيل تحت قيادة نتانياهو.

لا مبالاة
لكن، بحسب الصحيفة، فإنه يبدو أن نتانياهو غير مبالٍ بهذا الشيء، لأن همه الرئيسي والأهم ينصب الآن على الفوز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. ولكن حتى في هذه النقطة، فقد تجاوز رئيس الوزراء الإسرائيلي حدوده. كما يبدو واضحاً أن الإسرائيليين باتوا قلقين بشكل متزايد من تدهور العلاقات بين بلدهم والولايات المتحدة، وهم يشعرون أن نتانياهو يتحمل جزءاً من المسؤولية.