بالصور: كيف تبدو أول مصحة للأمراض النفسية في أمريكا؟

وكان ذلك المبنى، المسمى ببيت كريغ، هو أول مستشفى نفسي أمريكي خاص، وتخصص في العلاجات التقدمية للمرضى النفسيين باستخدام تقنيات من قبيل جلسات العلاج بالكلام، وكان المستشفى (الذي أشرف عليه طبيب يدعي جوناثان سلوكام) هو الموضع الذي يلجأ إليه المشاهير والأثرياء، طلباً للرعاية النفسية والعقلية، برغم أنه في حقيقته يبدو أشد جهامة.

وكتب زوج الروائية زيلدا  فيتزجيرالد، إف سكوت فيتزجيرالد، بعد أن دخلت ذلك المستشفى سنة 1932،  بعد أعوام من الصراع مع المرض العقلي، لدكتور سلوكام يقول "إنني أفضل أن تكون زيلدا روحانية عاقلة على أن تكون واقعية مجنونة... أو كما قلت في كتاب لي إنني أفضلها "نصابة عاقلة"، على أن تكون طهرانية مجنونة، ولئن بدا هذا أقرب إلى الفلسفة، إلا أن تخوفي العظيم هو أن الوقت ينسرب من بين أيدينا، الحياة نفسها تنسرب منا، دون أن تكون لنا حياة، ليتها كانت نافرة من المجتمع، عازفة عن الحياة الاجتماعية، راغبة في الانعزال في بيتها، ولكنها شغوفة بالحياة وعجزها المطلق عن التماشي معها يبدو مأساوياً غير قابل للاحتمال".

وساءت حالة زيلدا، وتبين أن نفقات المستشفى باهظة، فنقلت إلى مستشفى آخر في آشفيل بكارولينا الشمالية سنة 1934، ماتت فيها إثر حريق اندلع في المكان سنة 1948.


أغلق بيت كريغ أبوابه نهائية سنة 1999، وبرغم أن مستشفى النخبة تلك المزودة بحمام سباحة وصالة جمنازيوم بقيت على حالها منذ ذلك الحين، فقد بقي ماضيها المقبض يجتذب الكثيرين لتجربة المكان الآسر المقبض.


والصور التالية التقطها لوك جيه سبنسر، كاشفاً عن الفراغ المثير في المبنى الذي كان ذات يوم ممتلئاً بالمعاناة، والذي لا يزال إلى اليوم، وبرغم سنوات من الصمت، مسكوناً بأشباح الماضي، وآلامه.