المعارضة السورية أمل نصر (أرشيف)
المعارضة السورية أمل نصر (أرشيف)
الثلاثاء 27 يناير 2015 / 20:04

معارضة سورية لـ24: لا يمكن التعويل على مباحثات موسكو

24- القاهرة- محمد فرج

قللت عضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية رئيس مكتب المرأة، أمل نصر، من أهمية المباحثات التي تعقد بالعاصمة الروسية موسكو بين وفدي النظام السوري والمعارضة السورية، موضحةً أنه "لا يمكن التعويل عليها"، لاسيما في ظل تعنت النظام السوري، وتصريحاته الصادرة مؤخراً بشأن تلك المباحثات، في الوقت الذي ذكرت فيه أن حل الأزمة السورية المستمرة منذ مارس (آذار) 2011 وحتى الآن، أي على مدار 4 أعوام، يحتاج إلى "توافق دولي".

المجتمع الدولي غير جاد في اعتبار حل الأزمة السورية من الأولويات عقب ظهور داعش

المرأة السورية دفعت منذ بداية الأحداث أثماناً مضاعفة من فقدان الأمن والاستقرار

وفي حوار خاص مع 24، تحدثت خلاله حول المواقف الدولية من الأزمة السورية، والاجتماعات الأخيرة لأطراف المعارضة السورية بالعاصمة المصرية القاهرة، تطرقت المعارضة السورية كذلك بالحديث عن وضع المرأة السورية المأساوي في ظل تلك الأزمة العاصفة.

ما حجم تعويلكم كجزءٍ فاعل من المعارضة السورية، على "مباحثات موسكو" الحالية، والتي من المقرر أن تنتهي يوم 29 يناير (كانون الثاني) الجاري؟
- أعتقد أن موسكو الآن، وبعد وضوح الدعوات التي وجهتها الخارجية الروسية لشخصيات وليس لهيئات سياسية، ومع عدم وجود برنامج واضح للقاء "لا يمكن التعويل عليها"؛ خاصةً أن النظام لا يأخذ اللقاء بشكل جاد من خلال الوفد الذي أرسله، ودون أن يكون مخولاً بأي شيء، عداكَ عن تصريح بشار الأسد أمس، لصحيفة أمريكية بأن التفاوض يحتاج إلى استفتاء شعبي.

ومع عدم رهانكم على مباحثات موسكو، لماذا تشارك الهيئة عبر بعض أفرادها في هذه المباحثات؟
- الهيئة أصدرت موقفها الواضح بعدم المشاركة، فيما يحق الحضور للمدعوين كشخصيات لا تمثل الهيئة بحضورها، على أن تكون صاحبة القرار بتلبية الدعوة من عدمه، بشرط ألا يتبنوا أي قرارات كهيئة، وأن يقدموا رؤيتهم وموقفهم من مجريات الأحداث بوضوح.

وبناءً على المعطيات الراهنة، كيف ترين سبل حل الأزمة السورية، المستمرة منذ أربعة أعوام، لاسيما في ظل تعنت النظام كما أشرتِ، ومن المطلوب منه أن يتحرك وكيف؟
- أعتقد أن سبل الحل السياسي الآن لم تعد بقرارنا مع هذا النظام ومع وجود حلفائه، القرار أصبح أبعد من أن يكون محلياً الآن، ويحتاج إلى توافق دولي، وهذا التوافق كما تعلم دائماً "متعلق بمصالح الدول نفسها الداعمة للنظام والداعمة للأطراف الأخرى".

متى وكيف تلتقي تلك المصالح؟
- متى وكيف تلتقي، هذا سؤال يحتاج إلى كثير من "النضالات السورية"، الآن أعتقد أنه لابد أن نبقى على تواصل جاد كسياسيين مع كل الأطراف الدولية الداعمة لكل الأطراف، لإظهار إرادتنا السورية في تحديد مستقبل سوريا؛ بناءً على جنيف 1، لإحياء جنيف 2.

وماذا عن الحلول العسكرية؟
- أعتقد أن من يؤمن بالحل العسكري وجد أنه لا طرف من الأطراف قادر على الحسم، بسبب الداعمين من الطرفين، وسوريا ستبقى في محط الهاوية باستمرار الحل العسكري، نحن نؤمن فقط بالحل السياسي، وضد أي عنف من أي طرف، وضد أي تدخل لصالح أي طرف أيضاً من أطراف النزاع العسكري نظام أو معارضة.

وما موقفكم من الرؤية التي يتداولها البعض لحل الأزمة، والمتعلقة بتشكيل حكومة انتقالية تقاسم النظام السلطة، ومواجهة النظام السوري بـ"صناديق الانتخابات" عقب أن يتم وضع دستور وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية؟
- نحن تحدثنا فقط عن هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات من كل الأطراف، وهو الأمر الذي يحدد شكلاً جديداً للانتخابات البرلمانية والرئاسية، يقوم على أسس الديمقراطية، ولم نتحدث أبداً عن حكومة انتقالية يقودها النظام، وأعتقد أن ذلك هو طرح النظام وأشباهه، ونحن لا نؤيده.

وفي سياق آخر، كيف قرأتِ بيان القاهرة الأخير، وهل تعتقدين أن هناك سبيلاً للاتفاق بين أطراف المعارضة على وجهة حل واحدة؟
- نحن ملتزمون باتفاق جنيف 1، الذي وقع عليه كل الأطراف بما فيهم النظام، وأعتقد أن مؤتمر القاهرة كان خطوة أولية جادة في تقريب وجهات النظر بين أطياف المعارضة كافة، وليس فقط بين الهيئة والائتلاف، لكن نحتاج إلى مزيد من الجهود الجادة والداعمة، للوصول إلى خارطة طريق موحدة للاتفاق عليها، وتذليل الصعوبات بين الأطراف بناء على رؤية موحدة تتضح من خلال المؤتمر التشاوري القادم نهاية مارس (آذار) المقبل.

وماذا عن علاقتكم بالائتلاف المعارض، خاصةً في ظل وجود اتهامات متبادلة وخلافات؟
- نعم ما زالت هناك خلافات بين الهيئة والائتلاف، وهذا الأمر يحتاج إلى مزيد من التشاور والحوار، لتوحيد آليات العمل، وهذا شيء طبيعي، ولذلك لأن الائتلاف كان يدعم الحل العسكري، ولازال ينظر إليه نظر الحالم أن يكون هو الحسم، بينما الهيئة كانت ومازالت ترى الحل السياسي هو الحل الوحيد لخروج آمن لسوريا.

ومن وجهة نظركم، كيف أثر ظهور داعش، ثم الحرب الدولية على التنظيم ذاته، في آليات تعاطي المجتمع الدولي مع الأزمة السورية؟لازال المجتمع الدولي، رغم وجود داعش، غير جاد في التعاون مع الملف السوري ومعاناة الشعب السوري على أنه من أولويات الحلول الآن، لازلنا نرى إمدادات لداعش لم تنقطع، مع أن الإعلام يقول غير ذلك، لكن على أرض الواقع السوري والعنف الممارس يومياً من النظام وداعش، فإن الحرب مستمرة برضاء المجتمع الدولي، وحين تلتقي المصالح للدول تنتهي النزاعات للأطراف، لكن متى وكيف وكم من الوقت؟ هذا هو مجالنا للبحث والعمل الجاد والمسؤول، بإيجاد منافذ للحل السياسي من جديد بجنيف 3.وماذا عن الدور الإيراني؟ وهل يمكن أن تتخلى طهران عن دعم النظام السوري وفق تفاهمات إقليمية؟
- أعتقد أنه عندما تنتهي مصلحة إيران بالمنطقة من ممكن أن يحدث ذلك، لكنه ليس على المستوى القريب الآن، فالمصالح المشتركة للدول هي التي تبدأ ذلك، إذ يجب أن يكون لها بدائل أخرى أو تقاسم حصص بمكان آخر، لينتهي دورها مع الأسد كما حدث بالعراق.

حديثنا عن دور ووضع المرأة السورية الآن؟
المرأة السورية دفعت منذ بداية الأحداث أثماناً مضاعفة، من فقدان أمن واستقرار وسلامة أسرتها أولاً، ومن ثم دفعت ثمن أنها أصبحت المعيل الأساسي وقد يكون الأوحد لأسرها، ناهيك عن تبدل سبل كسب العيش لها في ظل اقتصاد الحرب، مما دفعها لأن تكون في مواقع مختلفة من الحرمان والأمان، وهذا ما رأيناه من تزويج القاصرات من بناتهن وقد يكون بيعهن، وما رأيناه من تحول قسم منهن إلى سبل كسب العيش غير الشرعي، مثل الدعارة والتهريب والالتحاق بمناطق وجود داعش؛ من أجل راتب شهري وما إلى ذلك.

بالإضافة إلى حرمان التعلم وتهجيرها ونزوحها وعدم حصولها على عمل آمن، كل ذلك ستكون نتائجه المستقبلية هي الأشد خطورة من الآن، من تعصب وجهل وتخلف، وابتعاد عن الانخراط في المشاركة المجتمعية الاقتصادية والسياسية مستقبلًا، والأهم من ذلك كله الثمن الذي تدفعه الآن، إضافةً لكل ما سبق اعتقالها واختطافها وقتلها قهراً لإرادتها الحرة وحقها في التعبير عن رأيها ومشاركتها السياسية، فهناك المعتقلات، وسجن "عدرا" يضم أعداداً لا يستهان بها من النساء، بينما لازلنا نفتخر أننا رغم ذلك مصرات على وجودنا ومشاركتنا النسوية المدنية والسياسية في كثير من المجالات والنضالات الميدانية والسياسية والمجتمعية.