الأربعاء 28 يناير 2015 / 00:09

لوس أنجلوس تايمز: الحياة في الموصل عكس ما قاله الصحافي كانتلي

24 - إعداد ميسون جحا

وصفت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، في تقرير لها، الحياة بمدينة الموصل العراقية، بعد سبعة أشهر من استيلاء تنظيم داعش عليها، بالكئيبة بل بالمستحيلة، فالكهرباء شبه معدومة، والأرز والطحين والأدوية شحيحة، بل أخذت في النفاذ من أسواق المدينة، والمياه مشبعة بالأوحال، وأبناء الأقليات الدينية محتجزون داخل معسكرات اعتقال، ويخضع معظم سكان الموصل لقواعد دينية عشوائية متشددة.

وتشير لوس أنجلوس تايمز إلى تعرض من لا يطيعون تعليمات التنظيم الإرهابي، للجلد بالسياط، وذلك عقاباً على التدخين علانية، أو العمل خلال أوقات الصلوات الخمس، كما تقضي أوامر داعش بتغطية النساء لرؤوسهن ووجوههن بالكامل، وفي الشهر الماضي، تم إعدام طبيبين لأنهم فشلوا في إنقاذ زعيم من داعش أصيب في غارة جوية، وفق ما ذكر مسؤولين هاربين لكنهم ما زالوا يتواصلون عبر الهاتف مع سكان الموصل.

ويقول محافظ منطقة نينوى أثيل النجيفي، وهو سليل عائلة موصلية عريقة، اضطر للهرب عند سقوط المدينة بيد داعش، في بداية الصيف "من المحزن أن سكان الموصل، وكثير منهم درسوا خارج العراق، يواجهون هذه العقلية البدائية، وفي كثير من الأحوال، يعتبر ما يجري في المدينة، صدام حضارات، وهو شيء يزداد سوءاً يوماً بعد آخر، وأصبح الناس معزولين عن العام المتحضر".

تحول مذهل
وتشير الصحيفة إلى أن هذه هي نوعية الحياة التي يعيش في ظلها أكثر من مليون شخص منذ يونيو(حزيران) الماضي، منذ أن غزا داعش المدينة، وذلك بحسب هاربين وسكان تم مقابلتهم شخصياً أو التحدث إليهم عبر الهاتف خلال الأسابيع الأخيرة، ورغم صعوبة التحقق من تقاريرهم بشكل مستقل، لأن السفر إلى الموصل شبه مستحيل لغير سكانها، إلا أن أولئك الأشخاص قدموا صورة لمدينة خضعت لعملية تحول مذهل، فقد سدَّ المتشددون الطرقات، وفجروا الجسور في المدينة الواقعة شمال العراق، والتي يدعون أنها أحد عواصم وإمبراطوريتهم الإسلامية، أو خلافتهم المزعومة.

أخبار غير مطمئنة
ونقلت الصحيفة عن قائد في البشمركة الكردية، في ثكنة تقع أعلى جبل يطل على الموصل، أن الأنباء من المدينة غير مشجعة.

وقال شهود عيان آخرون أن حقيقة الحياة أكثر كآبة، فقد غابت الخدمات الأساسية، وارتفعت الأسعار، وتدنت نوعية الماء والوقود، وبقيت المشافي والمدارس وغيرها من المكاتب الحكومية مفتوحة جزئياً لأن الحكومة العراقية تواصل دفع رواتب عشرات الآلاف من العاملين الحكوميين، وهي سياسة عارضها بعض المسؤولين الأكراد، ممن يقولون أنها تدعم المحتلين المتشددين.

وقال أبو حسين، ٣٥ عاماً، وقد استطاع الخروج من الموصل قبل أيام، وهو عامل بناء وأب لأربعة أطفال، أنه على عكس ما قاله الصحافي كانتلي في برنامجه عن داعش، يقدم الموظفون الحكوميون خدماتهم لداعش، وليس للناس عامة.

وقال "استولى المقاتلون على جميع المشافي، وقد حاولت أخذ ابني المريض إلى مشفى، ولكنهم قالوا: أخرج من هنا، هذا المكان للمقاتلين"، وقد جلدوه بالسوط ٢٠ جلدة.