الجمعة 30 يناير 2015 / 00:50

موسكو: انتهاء المحادثات السورية بالاتفاق على جولة ثانية

قال الوسيط الروسي فيتالي نعومكين، اليوم الخميس، إن ممثلي الرئيس السوري بشار الأسد وشخصيات المعارضة السورية اتفقوا في محادثات اليوم الخميس، على عقد جولة ثانية من المحادثات في موسكو، ولكن لم يتحدد موعد ذلك.

وأضاف نعومكين في مؤتمر بعد انتهاء المحادثات: "طلب المشاركون في المحادثات مواصلة مشاوراتهم في هذا المكان بموسكو، من أجل التحسين واحتمال زيادة عدد المشاركين على وجه الخصوص، عقد جولة ثانية من المشاورات في المستقبل القريب بموسكو، من رفضوا المشاركة في الجولة الأولى ربما يدعون للجولة الثانية".

وأردف أن المحادثات تتيح أفضل فرصة للوصول إلى جولة أخرى من مفاوضات السلام بين الحكومة والمعارضة في جنيف، وكانت آخر جولة من محادثات جنيف التي يطلق عليها جنيف الثانية، عقدت في أوائل العام الماضي.

وقال تعومكين: "لا أحد يسعى للتحول إلى جنيف أو منافسة جنيف، بل العكس تماماً، يُنظر لها باعتبارها خطوة محتملة للتقدم نحو جنيف3، فيما يتعلق بالاستعداد لجنيف3، لماذا يجب أن تتحول إلى جنيف؟ أتصور أن حكومتنا لا تعتزم جعل موسكو بديلا لجنيف بل العكس تماماً".

وجاءت المحادثات بناء على مبادرة روسية ترمي إلى إحياء جهود السلام في الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا منذ 4 أعوام، وقوبلت المحادثات بالرفض من المعارضة السياسية السورية الرئيسية.

والتقى المشاركون في المحادثات لتبني سلسلة من النقاط التي تمثل في معظمها موقف روسيا من العنف في سوريا، وموسكو مساند رئيسي للرئيس الأسد.

وقال نعومكين: "إن الفريقين اتفقا على توحيد الجهود في مواجهة خطر الإرهاب في سوريا، حيث استولى تنظيم داعش على مساحات واسعة من الأراضي مع أن موسكو وصفت عدة جماعات أخرى معادية للأسد في البلاد بأنهم إرهابيون".

وأضاف: "مسألة الإرهاب كانت أحد الموضوعات الرئيسية التي نوقشت، وهذا بالضبط ما أدى إلى التقاء الجانبين بوصفه تحدياً جسيماً لسلامة أراضي سوريا ووحدتها".

وساعد موقف روسيا من الحرب على حماية الأسد من العقوبات الغربية في مجلس الأمن، وواصلت موسكو جهودها لعقد المؤتمر على الرغم من غياب التأييد من أوروبا أو الولايات المتحدة التي توترت علاقات موسكو معها، بسبب الأزمة الأوكرانية.

وقال نعومكين إن أغلبية المشاركين وافقوا على سلسلة من النقاط تعرف باسم مبادئ موسكو وتلتزم إلى حد كبير بنقاط الحوار التي تمسك بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ودبلوماسيون آخرون خلال الصراع.

ومن بين هذه النقاط الحفاظ على سيادة سوريا ووحدتها ورفض التدخل الأجنبي ومكافحة الإرهاب وتسوية الحرب الأهلية في البلاد بالسبل السلمية.

وأشاد رئيس الوفد الحكومي السوري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري باجتماع موسكو.

وقال الجعفري في مؤتمر صحفي بالسفارة السورية في موسكو: "إن تقييم وفد حكومة الجمهورية العربية السورية للقاء التشاوري، في ساحة موسكو هو تقييم إيجابي".

وأضاف: "نحن نعتبر أن مجرد انعقاد اللقاء التشاوري في موسكو هو كسر للجمود، هذا اللقاء خلق حالة من التواصل بين بعض المعارضين".

وكانت جماعة المعارضة السياسية السورية الرئيسية، وهي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، قاطعت اجتماع موسكو قائلة إنها لن تشارك في محادثات تؤدي إلى بقاء الأسد في الحكم.

وتدعو وثيقة وافق عليها الجانبان في الجولة الأولى لمحادثات جنيف عام 2012، إلى إنشاء هيئة انتقالية حاكمة يتم تشكيلها بالتراضي.

غير أن الجانبين وأنصارهم الخارجيين ومنهم روسيا والولايات المتحدة اختلفوا حول مآل الأسد، وما زال مصير الأسد نقطة شائكة في الصراع الذي أودى بحياة ما يربو على 200 ألف شخص في قرابة 4 أعوام.