الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (أرشيف)
الجمعة 30 يناير 2015 / 12:56

صحيفة أمريكية: غياب الرؤى في سياسة أوباما الخارجية

24- إعداد: ميسون جحا

رأت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في مواقف إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، على الساحة الخارجية، في صفحتها للرأي، أن التخبط واللخبطة يسودان هذه السياسة. فإن وزير الخارجية، جون كيري، الجوال من عاصمة إلى أخرى، نادراً ما يحقق، برأي الصحيفة، نتائج طيبة.

وتدلل الصحيفة على رأيها، بالزيارة الأخيرة والسريعة التي قام بها كيري، قبل أسبوعين، لباريس لكي "يعانق جميع الباريسيين" وفق تعبير الصحيفة، وليؤكد لهم وقوف الولايات المتحدة مع الصديقة فرنسا، ولكن معانقة كيري السريعة، جاءت متساوقة مع مواقف إدارة أوباما غير الجادة في التعامل مع عدد من القضايا الخارجية.

جهود غير مثمرة
وتقول لوس أنجلوس تايمز إنه "لم تثمر أي من مبادرات الرئيس أوباما، خلال فترة رئاسته الأولى عن أية نتائج مثمرة، ويصح هذا الرأي عند ذكر الإخفاق في صنع بداية جديدة مع العالم الإسلامي، بعد إنهاء الحرب "الغبية" في العراق (والتأكيد في ذات الوقت على أهمية الحرب الأخرى في أفغانستان)، وكذلك الفشل في إعادة العلاقات الأمريكية- الروسية إلى سابق عهدها، والاتجاه، عوضاً عنه، نحو آسيا. ومن ثم جاءت مبادرة كيري، في فترة أوباما الثانية، بشأن السلام الفلسطيني- الإسرائيلي لتنتهي، وللأسف للاشيء.

وحري بالقول، كما تشير الصحيفة، أن فريق أوباما قضى على أسامة بن لادن، وأنه يستحق التقدير لإنهائه قطيعة دامت خمسين عاماً مع كوبا، ولتوقيعه اتفاقية واعدة حول التغير المناخي مع الصين، وفيما وراء ذلك، يكاد يخلو سجل الإدارة من إنجازات تذكر، بدءاً بقراره بإغلاق سجن غوانتانامو، في أول يوم دخل فيه إلى البيت الأبيض.

لا توقعات
وتمضي الصحيفة للقول بأنه "لا ينتظر الكثير من أوباما في الفترة الباقية له في الرئاسة، ولربما تلوح في الأفق صفقة مع إيران بشأن برنامجها النووي، ولكن مؤشرات الإخفاق بادية للعيان".

وفيما تقول الحكمة المعروفة "في غياب البصيرة، يموت الناس"، فإنه لا مجال للادعاء بأن إدارة أوباما حققت شيئاً ما في مجال السياسة الخارجية.

وتقول الصحيفة إن "كل ذلك يستدعي شعوراً بالاستياء، وحتى بالرعب، داخل الأوساط التي يجتمع فيه نخبة خبراء السياسة الخارجية، مما دعى ليسلي غيلب، رئيس سابق لمجلس العلاقات الخارجية لطرح اقتراح من أجل حل المشكلة، وهي تطهير البيت الأبيض، وجلب أصحاب رؤى".

شخصيات باهتة
ولفتت لوس أنجلوس تايمز إلى "كون الرئيس أوباما أظهر بالفعل نزعة لإحاطة نفسه بشخصيات باهتة، وذلك الوصف ينطبق فعلياً على مستشارة الأمن القومي، سوزان رايس (وسلفها)، وصولاً إلى كيري (وسلفه) وقائد البنتاغون أشتون كارتر (وسلفه).

وتقول الصحيفة بأنه "لا شك في أنه للأفكار العظيمة مكانها، وهي ضرورية حقاً، عندما تكون القضايا المطروحة محددة، ولكن رغم صحة وجهة نظر غيلب، وسواه من الخبراء، بأن مكانة أمريكا كقوة عظمى في خطر، فإننا لا نواجه حالياً خطراً كبيراً وحيداً، بل جملة من التطورات الباعثة على القلق، كتدهور البيئة، ونهوض الصين وغيرها من القوى الصاعدة، وانتشار التشدد الإسلامي، والوضع الهش للاقتصاد العالمي، وكلها أشياء تستدعي المراقبة والحذر والصبر، ووضع استراتيجيات حكيمة طويلة الأمد.

وتختم لوس أنجلوس تايمز بأنه بينما أخفق أوباما وفريقه في تسوية وحل العديد من القضايا الخارجية، فإنهم وهم في طريقهم نحو الخط النهائي في عهدهم، نجحوا في مواجهة عدد من الكوارث، وخاضوا في وحل عدد من القضايا الشائكة، وحيث لم يكن بوسعهم تجنبها، فهم يستحقون كلمة شكر وامتنان.