تحركات الرئيس السيسي ودبلوماسيته الجديدة تجاه   دول أفريقيا أعادت الروح إلى الدور المصري في القارة السمراء(أرشيف)
تحركات الرئيس السيسي ودبلوماسيته الجديدة تجاه دول أفريقيا أعادت الروح إلى الدور المصري في القارة السمراء(أرشيف)
السبت 31 يناير 2015 / 20:02

مصر: سريان الروح من جديد في التأثير المصري في أفريقيا

24-القاهرة – أمل القاضي

سلطت المشاركة المصرية الفاعلة في القمة الأفريقية في أديس أبابا، الضوء على مستقبل واعدٍ للعلاقات المصرية الأفريقية، خاصة بعد دعم دول الاتحاد الأفريقي لمصر للفوز بالمقعد غير الدائم بمجلس الأمن، ما يُعزز من فرص مصر في الفوز بهذا المقعد باسم أفريقيا.

وفي هذا الصدد، أكدت رئيس الوحدة الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتورة أماني الطويل، أن "الدبلوماسية المصرية تمكنت من إحراز تقدم ملموس في أفريقيا، مقارنةً بفترة الرئيس الأسبق حسني مبارك، وخلفه محمد مرسي"، مشيرةً إلى أن "تأييد دول الاتحاد الأفريقي ودعم وزراء الخارجية الأفارقة لحصول مصر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن عن شمال أفريقيا" أكبر دليل على ذلك.

رؤية وتنفيذ
وأرجعت الطويل، في تصريحات خاصة لـ24، أسباب عودة الروح للحضور المصري في أفريقيا ، إلى توفر تصور مصري "لمحاربة المنظمات المتطرفة في صحراء أفريقيا، والمليشيات المسلحة، وهي التي تنفذ هذه الرؤية ميدانياً، سواءً بتعاونها مع تشاد، أو عن طريق دورها الفاعل في الأزمة الليبية، والمبادرة التي طرحتها مع دول الجوار لنزع السلاح من الأطراف الليبية للوصول إلى حلّ سلمي" في طرابلس.

وأوضحت رئيس الوحدة الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن "مصر أصبحت شريكًا إيجابياً لأفريقيا؛ إذ تتفهم مشاكل القارة السمراء، وتُساهم في حلها وفقاً لرؤى مناسبة للمرحلة والتحديات التي تواجهها، إضافة إلى تعاملها الحالي مع أزمة سد النهضة الأثيوبي المتسم بالتوازن، بعد تردي العلاقات بين البلدين في أزمة حادة خلال السنوات الماضية، خاصة في عهد مُرسي".

تحديات
أما عن التحديات التي تواجه الدور المصري في أفريقيا، فقالت الطويل إن "أهم التحديات تكمن في الوضع الداخلي المصري و مدى قدرة الدولة بمؤسساتها وأحزابها على التفاعل مع الشأن الأفريقي، إلى جانب إيجاد رؤية مناسبة ووضع آليات المتابعة والتنفيذ في الواقع". أما على الصعيد الخارجي، فيتمثل في القدرة على التعامل مع مواقفة الدول المؤثرة حاليا" في القارة السمراء، سواء من آسيا أو من أفريقيا نفسها".

وفي السياق ذاته، أشار الدبلوماسي المصري وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير عبد الرؤوف الريدي، إلى أن "الدول الأفريقية تقدر الوضع السياسي الناشئ في مصر، ما يجعل أي محاولة لعرقلة أي دور مصري في القارة السمراء، محكومةً بالفشل".

نجاح
وقال الريدي، في تصريحات خاصة لـ24، إن "أهم النتائج الأخيرة، لاستعادة الدور المصري في القارة، دعم دول شمال أفريقيا حصول مصر على مقعد غير دائم بمجلس الأمن، الذي كلّل الجهود المصرية المبذولة في هذا السياق، ويُعزز من فرصة تمثيلها عن دول أفريقيا داخل مجلس الأمن، بما يمنحها القوة والشرعية في عرض قضايا القارة السمراء أمام دول العالم وتحريك قرارات من شأنها حل الأزمات الراهنة، وفي مقدمتها الأزمة الليبية".

دور
ولفت الدبلوماسي المصري، إلى أن "تطور الدور المصري بالقارة الأفريقية، انطلق بعد عودتها لعضوية الاتحاد الأفريقي، ما يقطع الطريق عل أي محاولة من جماعة الإخوان لإحراجها أو عرقلتها أمام دول أفريقيا، سيما وأن مصر اتخذت خطوات إيجابية تجاه حل أزمة سد النهضة الإثيوبي، إضافةً إلى تحركات الرئيس السيسي والدبلوماسية المصرية في دول أفريقيا، والتي تُعد تحركات سريعة ومتوازنة وتؤتي ثمارها".