بعد استقالة الهادي وسيطرت الحوثيين تساؤلات حول خطة أوباما في الشأن اليمني
بعد استقالة الهادي وسيطرت الحوثيين تساؤلات حول خطة أوباما في الشأن اليمني
الأحد 1 فبراير 2015 / 00:36

نيوريببليك: هل ينشر أوباما قواته الخاصة في اليمن؟

24 - إعداد: ميسون جحا

تسير الأحداث في اليمن بوتيرة سريعة، فقد خلع المتمردون الحوثيون، الرئيس عبد ربه هادي، المدعوم من الولايات المتحدة، بعد "انقلاب بطيء" بحسب تعبير صحيفة نيوريببليك الأمريكية، والتي رأت بأن ميليشيا الحوثيين المدعومين من إيران قد سيطروا على العاصمة، صنعاء، وباتوا يحاصرون الرئيس في قصره.

وأشارت الصحيفة إلى رد فعل الولايات المتحدة على إقالة حليفها بأن أغلقت الأقسام العامة لسفارتها، فيما شنت طائرة بدون طيار هجوماً ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية (آكاب)، وقيل أن الهجوم أدى لمقتل ثلاثة مقاتلين.
  
ولكن تساءلت الصحيفة، كيف سينتهي الوضع في اليمن؟ في حين لا أحد يعلم، حتى هذه اللحظة، ما هي نتيجة ما يجري، ولكن من المؤكد بوجوب بقاء إدارة أوباما في حالة ترقب وحذر.

طموحات خارجية
وتشير نيو ريببليك إلى أنه عشية الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" في باريس، بدا واضحاً أن أحد المهاجمين كان على صلة بآكاب. ولا يعرف بعد مدى قوة تلك العلاقة، ولكنها تذكر بأن آكاب هو التنظيم الوحيد البارز التابع للقاعدة، والذي يعبر عن طموحات خارجية، وخاصة نيته لمهاجمة "عدو بعيد"، كالولايات المتحدة وحلفائها.

وكما تقول الصحيفة، قد تسعى تنظيمات أخرى، وخاصة داعش، لنقل الحرب إلى الغرب، ولكن لهذه صلة صغيرة بالقاعدة القديمة، والتي طغت عليها خلال السنوات الأخيرة.

سؤال هام
وتقول الصحيفة بأن صلة مهاجمي شارلي إيبدو بالقاعدة في اليمن، تطرح سؤالاً هاماً عما إذا كانت السياسة الأمريكية تجاه آكاب، والتي عدت، حتى وقت قريب سياسة ناجحة، باتت ممزقة. ويأتي هذا التساؤل عشية الإطاحة بهادي، قبل أيام، من قبل المتمردين الحوثيين المرتبطين بالرئيس السابق علي عبد الله صالح، والذي أجبر على التنحي في وجه ضغط شعبي قبل عامين. ويبقى السؤال عن موقف الولايات المتحدة أكثر أهمية في ضوء استئناف الضربات الأمريكية بواسطة طائرات غير مأهولة ضد آكاب في بداية الأسبوع الماضي.

معقد وخطير
وتقول نيو ريببليك أن الوضع في اليمن خطير بشكل غير استثنائي، حيث يشارك في هذه الحرب المتمردون الحوثيون، وإيران وحركة انفصالية جنوبية، وكذلك آكاب، وكلهم يعملون في بلد يعاني من تراجع احتياطيات النفط، ومن نقص حاد في المياه، ويعيش عدد كبير من سكانه الخمس والعشرين مليوناً في فقر شديد. 
وربما يقدم لنا تحليلاً عرضته مؤخراً هيلين لاكنر (عاشت في اليمن ١٥ عاماً، وألفت كتاب "أسباب أهمية اليمن")، أفضل ما نشر حول الأزمة الأخيرة، ويؤشر لفشل الدول الغربية في تقديم المساعدة الكافية لهادي في جهوده لإجراء مصالحة في بلد نكب بطائفية بغيضة ونخب متناحرة. ويمكن في إطار هذا الفشل مناقشة سياسة الولايات المتحدة تجاه آكاب.

إضعاف الخصوم
وتقول الصحيفة إنه في سبتمبر (أيلول) الماضي، أشار باراك أوباما إلى الاستراتيجية الأمريكية في اليمن كمثال مفيد حول كيفية "معالجة الوضع في العراق وسوريا". ورأى أوباما أن ذلك النهج سيكون مثالاً لتدريب وتجهيز قوات الأمن المحلية، وذلك بشكل مستمر ودون مشاركة عالية المستوى، وإنه لا بد من تكرار التجربة اليمنية، وذلك بالاعتماد على قوات المراقبة والاستطلاع من أجل إضعاف الخصوم.

ولكن تقول الصحيفة، "لقد وصلت الحرب في العراق لأبعد من ذلك، فقد شنت أكثر من ٣٠٠٠ غارة جوية، ووجهت طيارات بلا طيار هجمات على أكثر من ٢٠٠٠ هدف في أقل من ستة أشهر، ورغم ذلك، بقيت السياسة التي اتبعت في اليمن، برأي الإدارة الأمريكية، هي الأكثر فعالية والأجدر بالتطبيق".

مشكلة أساسية
وبحسب نيو ريببليك، بقيت مشكلة رئيسية، وهي أن عمليات الطائرات غير المأهولة التي وجهتها كل من وكالة الاستخبارات المركزية وقيادة العمليات الأمريكية الخاصة المشتركة اعتمدت إلى حد كبير على المعلومات الاستخباراتية عن آكاب، والتي كانت تأتي من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية. وبالإضافة لذلك، حصلت القوات الأمريكية على موافقة الحكومة في صنعاء، بحيث كان بإمكان إدارة أوباما الادعاء بشرعية أعمالها.

فقدان القدرة على التحكم عن بعد
وتقول الصحيفة إنه "بعزل حكومة هادي، بات كلا العنصرين محل خلاف، حيث يحتمل أن تتراجع المعلومات الاستخباراتية، وإن حلت مكان الحكومة المعزولة نوع من حكومة مستقرة نسبياً، فإن النظام الجديد قد يدعي خرق السيادة. وإن سيطر الحوثيون على النظام، فإنهم، ورغم كرههم لآكاب، فهم يعارضون أيضاً السياسة الأمريكية، التي يرون فيها تدخلاً في سيادة واستقلال الدولة. ومن شأن ذلك أن يضع إدارة أوباما أمام معضلة كبرى، وهي التي اعتمدت طوال السنوات الثلاث الأخيرة على العمليات التي تتم عن طريق "الريموت كونترول"، والاستناد للطائرات الحربية غير المأهولة وللقوات الخاصة، مع الامتناع عن نشر قوات برية.

وتتساءل نيو ريببليك عما إذا كانت الإدارة الأمريكية ستلجأ لاتباع سياسة جديدة في اليمن تقوم على نشر قوات خاصة، كما بدأ يحدث في العراق وسوريا.