24 يكشف سوق خفية للخدم تدار عبر "الواصل الاجتماعي"
24 يكشف سوق خفية للخدم تدار عبر "الواصل الاجتماعي"
الأحد 1 فبراير 2015 / 10:45

بالصور: خادمات يشترطن المبيت خارج المنزل وقبول علاقاتهن الخاصة

24 - أبوظبي - هالة العسلي

استنكرت أسر إماراتية وعربية مقيمة في دولة الإمارات الشروط التي تمليها بعض الخادمات للموافقة على العمل لدى كفلائهن الجدد، في ظل الركود الذي يشهده سوق الخدم خلال الفترة الحالية، إذ ارتفع سقف تطلعات الخادمات، وبتن يطالبن بالعمل لدى أسر غربية وبرواتب تتجاوز 3 آلاف درهم، والمبيت خارج المنزل، إضافة إلى حقهن في استخدام الهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي في أي وقت، وعدم اعتراض الأسر على صداقاتهن مع الرجال.

بعضهن اشترطن العمل لدى أسر غربية وأخريات طالبن برواتب تجاوزت الثلاثة آلاف درهم

وعبر عدد ممن بحثوا عن خادمات عبر مواقع الإلكترونية الإعلانية عن استيائهم من الشروط التي يفرضها سماسرة الخدم عبر سوق خفية تدار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتفرض على العائلات التي ترغب في الحصول على خادمة من جنسية محددة وفي وقت قصير شروطاً وصفها البعض بالغريبة، كونها لا تتوافق مع عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي. ومع اعتراض الأسر المستمر على شروط الخادمات المستفزة، بات هدف الخادمات الأول هو العمل لدى أسر غربية.


سوق سوداء
24 رصد شروط الخادمات الجديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبعض اللواتي روجن لخدماتهن في مواقع إعلانية مختلفة، واطلع على سوق الخدم السوداء التي تدار من قبل سماسرة الخدم الذين يستقطبون الخادمات عبر تشجيعهن على الهروب من كفلائهن طمعاً برواتب أعلى أو جذب الخادمات اللواتي انتهت مدة خدمتهن لدى كفلائهن ويرغبن بمواصلة العمل في الدولة، ولكن لدى أسر أخرى بعد نقل كفالتهن إلى شخص آخر مقابل عمولة يحددها سمسار تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 20 ألف درهم، إضافة إلى شروط تعسفية أخرى يفرضها السمسار على المستفيد الجديد.

وقال الإماراتي محمد الحارثي: "أوشك عقد خادمتنا على الانتهاء وأبدت رغبتها بالسفر إلى بلدها، وبدأت بدوري أبحث عن خادمة بديلة للقيام بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال، إلا أن صدمتي كانت كبيرة بالحال الذي وصلت له الخادمات خلال هذه الفترة".

أسر غربية
وأضاف "فقدت الأمل في الحصول على خادمة فلبينية عن طريق مكاتب الخدم المنتشرة، إذ أكدت لي أن فك الحظر عن الخادمات الفلبينيات سيتم قريباً، وبدأت رحلتي في البحث عبر المواقع الإعلانية المنتشرة على الإنترنت، لأتفاجأ بشروط الخادمات الجديدة بعد تواصلي مع أكثر من 10 خادمات عبر الاتصال المباشر أو عن طريق واتس أب، إذ رفضت الأولى أن تحدثني كونها ترغب بالعمل لدى أسرة غربية وبراتب لا يقل عن 2700 درهم، واشترطت أخرى الحصول على هاتف محمول وإجازة أسبوعية والمبيت خارج المنزل".



سمسار الخدم
ومن جانبه، طالب طارق الحمادي بموضع حد لما اعتبرها "تجاوزات" احلت بسوق الخدم السوداء قائلاً: "ما زلت أفاوض بعض السماسرة على مبلغ 18 ألف درهم مقابل نقل كافلة خادمة فلبينية أوشك عقدها على الانتهاء مع إحدى الأسر المقيمة في الدولة، ولم تقتصر المصيبة على مبلغ التنازل عن الخادمة، وإنما في سلسلة شروط أخرى فرضها علي سمسار الخدم جاء من بينها أن الخادمة لا ترغب في طهو الطعام يومياً، كما أنها لا تجيد كي الملابس، إضافة إلى حصولها على راتب 2500 درهم وتذكرة طائرة سنوياً وإجازة سنوية لمدة 40 يوماً".

علاقات مشبوهة
وفي سياق متصل، عبّر رب الأسرة الإماراتي يوسف عبدالله عن استيائه من عدم القدرة على الحصول على خادمة قانونية لمدة تزيد عن أكثر من 6 أشهر من البحث المتواصل عن خادمة قائلاً: "أصبح العثور على خادمة جيدة أشبه بالحصول على إبرة في كومة قش، فأنا لم أرَ في حياتي موظفاً يملي شروطه بهذه الطريقة المستفزة على من سيعمل لديهم"، مؤكداً أنه "على قناعة بأنه قد تختلف الخادمة مع الأسرة المستفيدة على مقدار الأجر أو العطلة الأسبوعية، إنما أن نرضخ لشروطهن ونقبل بعلاقاتهن المشبوهة مع الغرباء فهذا أمر مرفوض وغير قابل للنقاش".