أنشأت جماعة بوكو حرام، قناة إعلامية على الإنترنت "العروة الوثقى" (ديلي بيست)
أنشأت جماعة بوكو حرام، قناة إعلامية على الإنترنت "العروة الوثقى" (ديلي بيست)
الإثنين 2 فبراير 2015 / 00:15

ديلي بيست: تحالف غير مقدس بين داعش وبوكو حرام عبر الإنترنت

24. إعداد: طارق عليان

قال موقع "ديلي بيست" في تقرير له، أنه يبدو أن جماعة "بوكو حرام"، التي روعت نيجيريا في سعيها لخلق خلافة إسلامية، تحذو حذو حملة تنظيم "داعش" في وسائل الإعلام على الإنترنت، بما يضع حجر الأساس للتنسيق المستقبلي المحتمل بين الجماعتين.

تعاون إعلامي قد يتحول تحالف حقيقي
ونقل الموقع عن مسئولين حكوميين وخبراء أمريكيين قولهم بأن هناك احتمال مرعب بأن تتجه أكبر جماعتين جهاديتين دمويتين في العالم نحو تشكيل تحالف متطرف، يمتد من غرب أفريقيا إلى جنوب شرق، وهو ما جعل المحللين في واشنطن يسعون جاهدين للإحاطة بالوجود الحديث لجماعة بوكو حرام على الإنترنت، خشية أن يتحول تعاون إعلامي محتمل إلى تحالف حقيقي على الأرض.

وأشار التقرير إلى أن بوكو حرام أنشأت في الأيام العشر الماضية قناة إعلامية على الإنترنت، هي (العروة الوثقى)، التي تشبه كثيراً قناة الفرقان التابعة لتنظيم داعش، وتبث القناة لقطات فيديو وبيانات وغيرها من أشكال الدعاية التي تحظى بإنتاج رائع، تحتوي في بعض الحالات على الترجمة العربية والإنجليزية، في غضون ساعات من أي هجوم تدّعي القيام به.

على سبيل المثال، حمل فيديو مدته 12 دقيقة لمقابلة شخصية مع المتحدث باسم بوكو حرام العديد من السمات المميزة لتنظيم داعش مثل الرسومات الفنية، والراية السوداء التي تلوح في زاوية الشاشة، وعدم وضوح وجوه كل من المتحدث والمذيع، وتفتتح لقطات الفيديو بنشيد عام كذلك الذي يستخدمه تنظيم داعش في مواده الدعائية.

كما أنشأت "العروة الوثقى" حساباً جديداً لبوكو حرام على تويتر، وخلال الأيام القليلة الماضية، كان أنصار داعش على تويتر من بين أول من نشر رسائل بوكو حرام، ورحبوا بشدة بالقناة الإعلامية الجديدة لبوكو حرام، وكانت جميع التغريدات بالعربية على الرغم من أن الإنجليزية هي اللغة الرسمية لنيجيريا.

تقدم على الصعيد الإعلامي
وقال آرون زيلين، وهو زميل في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى حيث يدرس الحركات الجهادية وتفاصيل النشاط الإعلام الجديد "إن التقدم الذي أحرزته بوكو حرام على الصعيد الإعلامي، يؤكد أنهم قد تلقوا مساعدة خارجية"، مشيراً إلى وجود مؤشرات تدل على أن هناك شيئاً وراء الكواليس بشأن الإعلانات المستقبلية بين المجموعتين.

وأفاد مسؤول في المخابرات الأمريكية في تصريح له لموقع "ديلي بيست" أنه برغم المظاهر التي قد توحي بأن بوكو حرام استوحت حملتها الإعلامية من تنظيم داعش، فلا يوجد دليل على التعاون الراسخ بين الجماعتين، على سبيل المثال، لا يوجد أي إعلان رسمي عن التقارب بينهما ولا أي دليل قاطع على أنهما تخططان معاً.

من وجهة نظر المجتمع المخابراتي، الخطاب المشترك لا يمتد إلى خطط للعمل معا ... على الأقل في الوقت الحالي.
ونقل موقع "ديلي بيست" عن مدير مركز أفريقيا للمجلس الأطلسي بيتر فام قوله إن "هناك تقارب في الخطابة والأيديولوجية والتكتيك والخيارات التشغيلية بين بوكو حرام وتنظيم داعش، لكن لعقد تحالف بين الجماعتين، يجب أن تكون هناك رؤية استراتيجية مشتركة أو هدف نهائي".

من هذا المنطلق، يوضح مسؤول في المخابرات الأمريكية ل"ديلي بيست" أن الدعاية عبر الإنترنت تجعل التعاون والتنسيق بين الجماعات الإرهابية، يبدو أعمق من ما هو عليه في كثير من الأحيان، مضيفاً "إنه من المطمئن أن نقول إن بوكو حرام اتبعت دليل الإرشادات الإعلامية لتنظيم داعش، لكن بوكو حرام تبذ جهودها الدعائية الحالية بشكل متطور في محاولة منها لزيادة الضغط على الحكومة النيجيرية".

بوكو حرام تتبني أسلوب داعش
ولفت تقرير الموقع إلى أن بوكو حرام، حتى قبل ظهور حملتها الإعلامية الجديدة، تبنت بالفعل رسائل وتكتيكات تنظيم داعش، ففي الأيام القليلة الماضية، على سبيل المثال، أنتجت بوكو حرام صوراً ومقاطع فيديو لجنود من الأطفال، وكان تنظيم داعش قد فعل الشيء نفسه.

وفي الـ 18 شهرا الماضية، تحركت بوكو حرام للاستيلاء على الأراضي كما فعلت تنظيم داعش في العراق وسوريا وشمال أفريقيا وحتى جنوب شرق آسيا، وفي الآونة الأخيرة، تقاتل بوكو حرام بقوة من أجل السيطرة على مدينة باجا النيجيرية المجاورة لبحيرة تشاد، في الأسبوع الماضي، شنت بوكو حرام هجوماً على مايدوغوري في شمال شرق البلاد.

وقال التقرير "إن تنظيم داعش قد تسعى للتحالف مع بوكو حرام على الرغم من أنها قد تبدو استراتيجية محفوفة بالمخاطر، فهذا التحالف سيسمح للجماعة التي يهيمن عليها العرب توسيع قبضتها خارج منطقة الشرق الأوسط".

وفي شمال أفريقيا، وضع تنظيم داعش أنظاره على ليبيا التي لا تسيطر عليها الحكومة، حيث يعيش الجهاديون ويسافرن إلى سوريا، ومن الممكن أن تتحول نيجيريا إلى الدولة الرئيسية لخلافة تنظيم داعش في غرب أفريقيا، وهو ما يجعلها أكثر سيطرة من تنظيم القاعدة الأم، مما يؤهلها لتكون الجماعة الإرهابية الأولى في العالم.

وتتمثل المكاسب التي ستجنيها بوكو حرام من العمل مع تنظيم داعش، حسبما أفاد زيلين، في تعزيز شرعيتها وإكسابها زخم من حيث حشد مجندين جدد والتمويل.

مخاطر التعاون بين الجماعتين
أما مخاطر التعاون، كما يوضح التقرير، فتتمثل في صعوبة إدارة جماعة مثل بوكو حرام من جانب تنظيم داعش لأن زعيمها، أبو بكر شيكاو، مهووس بالسيطرة، ولا يزال تنظيم القاعدة له اليد العليا على بوكو حرام في داخل نيجيريا، ومن غير المرجح أن يتخلى شيكاو عن السلطة لجماعة جديدة كتنظيم داعش ليس له معها علاقات وطيدة أو ثقافة مشتركة.