السبت 7 فبراير 2015 / 21:53

الإمارات والأردن: تحالف الضمير والمصير



لم تتأخر دولة الإمارات العربية المتحدة، ليس في مد يد العون لشقيق وعزيز بحجم الأردن فحسب، بل في تأكيد موقفها الحازم والحاسم، أولاً من الإرهاب، متمثلاً هذه المرة في تنظيم داعش الذي عاث في الأرض خراباً، وثانياً من الإسلام نفسه، بل في رؤيتها للإسلام وضرورة الوقوف والدفاع عنه والتصدي لمن يشوهون صورته ووسطيته ويحاولون اختزاله بالدم وإلباسه ثوب الجهل والظلامية والظلام.

من هنا، فإن توجيه صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأمر ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم السبت، بإرسال سرب من طائرات اف 16 إلى الأردن، لدعم ومساندة القوات الأردنية في مواجهة تنظيم داعش وضرب معاقله، يأتي رداً من الإمارات على وحشية التنظيم الإرهابي الذي أعدم الطيار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة، بأبشع الصور وأكثرها انتهاكا للقيم الإنسانية والدينية، وهذا الرد يبعث في الوقت رسائل عدة بالغة الأهمية:

أولها: أن التحالف بين الإمارات والأردن ليس ظرفياً أو مؤقتاً، بل هو تحالف المصير والضمير معاً، ومن هنا خطوة إرسال الطائرات إلى الشقيق الأردني، حتى يأتي القول، مقروناً بالفعل، بل إن الفعل سابق على القول ومؤكد له، على ما أورد البيان الإماراتي بهذا الخصوص.

ثانياً: إن دولة الإمارات، وعلى عكس كل الشائعات المغرضة التي انتشرت في الأيام القليلة الماضية، لم تدخل في التحالف الدولي ضد داعش، اعتقاداً منها أن الحرب نزهة أو أن المشاركة "رمزية" فحسب، تعبر عن موقف عابر، بل إنها مشاركة نابعة من قراءة قيادة الإمارات الحكيمة المتبصرة، للخطر الكبير الذي تشكله التنظيمات الظلامية الإرهابية، من مثل داعش، على مستقبل المنطقة وشعوبها.

هذه رسالة جوهرية في مرحلة مصيرية، والإمارات التي أثبتت مرات ومرات، أنها على قدر التحديات، ستثبت مرة أخرى مدى صوابية رؤيتها ومواقفها، وهي المواقف النابعة من ثوابت الدولة وقناعات القيادة الراسخة، كما أنها تبعث برسالة قوية إلى العالم أجمع، وإلى القريب والبعيد على السواء، بأن التخلص من شبح داعش لا يكون بالكلام والتنظير وإطلاق الوعود فحسب، بل يكون بالخطوات العملية والعمل الدؤوب، والأهم بالعلاقات الراسخة، خصوصا بين الأطراف العربية في التحالف، لأنها صاحبة المصلحة الأكبر بتطهير المنطقة من داعش وكل ما يمت إليه بصلة من تنظيمات وكيانات إرهابية.