الثلاثاء 17 فبراير 2015 / 18:37

خبير لـ 24: مصر اتخذت قراراً صارماً بالرد على "بلطجية" داعش

24 - ميسون خالد

نشر تنظيم داعش الإرهابي، مساء الأحد، فيديو يظهر ذبح 21 مصرياً قبطياً كان احتجزهم في ليبيا، في صورة دموية فاقت في بشاعتها الفيديوهات السابقة للتنظيم، حيث برر قتلهم بالانتقام للمصريتين كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، اللتين يدعي التنظيم أنهما تحولتا للدين الإسلامي وتعرضتا لـ "الاضطهاد"، من قبل من أسماهم بـ "الأقباط الصليبيين" في مصر"، مهدداً باختطاف وقتل المزيد ممن وصفهم بـ"رعايا الصليب من أتباع الكنيسة المصرية المحاربة".

يجب أن نخرج داعش من فكرة أنه قراءة معينة للإسلام، فهؤلاء متطرفون على أية حال مثل قاتل يجد سكيناً أو مسدساً فيستعمله ولكن استغلالاً لبعض العقول الضعيفة وضع التنظيم في البداية المفهوم الديني نصب أعين الموالين له

وتعليقاً على هذه التطورات، اعتبر البروفيسور بالجامعة الأمريكية بالشارقة، عماد نصيري، أن مطالب داعش التي يدعيها في كل فيديو يسبق إعدام رهينة معينة ما هي إلا حجج واهية، مشيراً إلى أن "هؤلاء أشخاص يحبون العنف، وإثارة الصدمة"، وسيقومون بإعداماتهم على أية حال، سواءً نفذت مطالبهم أم لا.

عقيدة التطرف
وعند سؤاله عما إذا كان لا يزال بوسعنا الحديث عن داعش في إطار أيديولوجية دينية، قال الخبير في الشؤون السياسية لـ 24 إن "هؤلاء بلطجية أكثر منهم أشخاص لهم علاقة بالدين، والإشكال الأكبر أن هؤلاء عقيدتهم التطرف، وكان بوسعهم أن يكونوا متطرفين بأية طريقة، فهم أشخاص غاضبون يحبون العنف، وسيطلون عبر أي منبر يجدونه مناسباً، فلا أيديولوجية أو مشروع ديني لهم، بل يمتطون الدين وسيلة".

وأضاف "يجب أن نخرج داعش من فكرة أنه قراءة معينة للإسلام، هؤلاء متطرفون على أية حال، مثل قاتل يجد سكيناً أو مسدساً فيستعمله، ولكن استغلالاً لبعض العقول الضعيفة، وضع التنظيم في البداية المفهوم الديني نصب أعين الموالين له، لكنه في واقعه تحدٍ صارخ على الدين".

وبخصوص التوسع الداعشي في ليبيا، في ظل الفوضى وانعدام الأمن، اعتبر نصيري أن "الانفلات الأمني هو المشكلة الأساسية، فالكثير من هؤلاء بلطجية كما أسلفنا، متى ما كان هناك أمن وقوانين اندسوا في جحورهم، ومتى ما انعدم الأمن خرجوا من مخابئهم، وقد بدأت تونس تأمين حدودها أخيراً لمنع دخول هؤلاء، فغياب السلطة هو ما يسمح بحدوث هذه الأمور، لكن يبقى التخوف موجوداً من انتشارهم في شمال أفريقيا".

الاقتصاد والتعليم حلاً
ونظراً للإحصائيات التي تشير إلى أن الكثير من المغاربة والتونسيين والجزائريين انضموا لصفوف داعش، أكد الخبير لـ 24 أن هذا أمر مقلق، مشدداً في القوت نفسه على أنه "يجب النظر إلى كل هذه الأمور في إطار علاقتها بالاقتصاد، فعندما تكون الأوضاع المادية صعبة، لاسيما في جنوب تونس والجزائر والمغرب، وهي المناطق التي تعرضت للتهميش لمدة طويلة، فإنه من السهل على هؤلاء الاندفاع نحو التطرف، لأن "الجوع كافر"، وهو المؤدي للإحساس بالظلم والعنف الداخلي، ولأن هذه تراكمات إهمال، فإذا أردنا محاربة داعش، علينا التركيز على الأمن الثقافي والفكري والعلمي، والخوف هو أن بلداننا تتجه لأمن السلاح وتنسى الأمن الأهم، ممثلاً في الاقتصاد والتعليم".

وعند سؤاله عما إذا كنا سنشهد صراعات طائفية في المنطقة، بسبب المتطرفين اليوم، اعتبر نصيري أنه "مادام التعليم في المدارس العربية لا يزال ضعيفاً، ومادام ابن الرجل الفقير يعلم أنه سيعيش فقيراً(إذ أن هذه مبادئ الرأسمالية منذ الثمانينيات)، ومع غياب الفرص وسوء الاقتصاد في العالم أجمع، سيتواصل التطرف، اعتماداً على العرق أو الدين أو أي شيء، فعندما تكون غاضباً وجائعاً، ستبحث عن شخص آخر تلومه دون لوم نفسك، وتأثير هؤلاء الغاضبين يأتي ممثلاً في عناصر داعش المتطرفين".

القرار المصري

وتعليقاً على الخطوة التي قامت بها القوات المسلحة المصرية، رأى البروفيسور أن الأمر يحمل دلالات إيجابية وغير إيجابية في نفس الوقت، فمن ناحية، "كان يجب اتخاذ هذه الخطوة لترهيب عناصر داعش، ومن ناحية أخرى، قد يرى فريق ثانٍ أنه من الأولى التأني لحين ضمان سلامة الصيادين المختطفين الباقين في ليبيا"، لكن الوقت وحده، على حد تعبيره، هو الذي سيكشف مدى سلامة هذه الخطوة من عدمها، مشدداً على أن "القيادة المصرية أدرى بقراراتها، ومن المؤكد أن عندها معلومات أكبر بخصوص رعاياها هناك، نجهلها نحن، وعلى الأقل اتخذت قراراً".

يذكر أن التلفزيون المصري أعلن في وقت سابق، اليوم الثلاثاء، عن إطلاق سراح 21 مصرياً الذين كانوا لا يزالون محتجزين في ليبيا.