الإثنين 23 فبراير 2015 / 21:57

إليوت هيغنز لـ 24: أستبعد أن يكون فيديو داعش لذبح المصريين "مفبركاً"

24 - ميسون خالد

تضاربت آراء الخبراء بعد الفيديو الصادم الذي نشره تنظيم داعش لعملية ذبح 21 مصرياً مسيحياً، الأسبوع الماضي، فرغم التأكيد على بشاعة تلك الجريمة، وقوة المؤثرات السينمائية المستخدمة، إلا أن بعض المحللين رأوا أن الفيديو مفبرك، فيما أكد آخرون صحته، معتبرين أن إتقان المؤثرات effects وتعزيزها لا يعني أن الواقعة لم تحدث.

باعتماد مؤثرات تحاكي تلك المستخدمة في ألعاب الفيديو مثل "كاونتر سترايك" و"كول أوف ديوتي" وغيرها من ألعاب الحروب التي يحبها الشباب نجد أن هدف داعش ليس إرهاب الناس فقط بل استقطاب الشباب إنها رسالة: انضموا لنا

من الصعب جداً فبركة مشاهد الشواطئ إلا إذا كانت هناك معالم رئيسية ظاهرة في الخلفية

وفي هذا السياق، تواصل موقع 24 مع الصحافي البريطاني والخبير في تحليل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، إليوت هيغنز، والذي أكدت تحليلاته من قبل استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في الحرب الأهلية الدائرة بالبلاد، كما كشف عن إحداثيات موقع قتل داعش لأول رهينة أمريكي، في 19 أغسطس(آب) 2014، الصحافي جيمس فولي.

مشاهد صعبة
وصرّح هيغنز لـ 24 قائلاً: "لم أتمكن من مشاهدة فيديو ذبح داعش لأقباط مصر سوى مرة واحدة، في الحقيقة، لكن من المؤكد بالنسبة لي أنه يبدو أصلياً".

وبخصوص تحديد الموقع الذي جرت فيه الجريمة، قال هيغنز: "للأسف، لا أملك الوقت الكافي لتحري موقع العملية الآن، لكنني أؤكد أنه من الصعب جداً "فبركة" مشاهد الشواطئ، إلا إذا بدت لنا معالم رئيسية ظاهرة في الخلفية".

وأشار هيغنز إلى أنه يعمل حالياً على مشروع بعنوان "سوريا الآن"، حيث يقوم وفريقه بجمع وترتيب قنوات التواصل الاجتماعي المرتبطة بعناصر المعارضة السورية، بعد انتهائه من العمل على ملف متعلق بالأزمة الأوكرانية أخيراً.

صنعه "عالم" أفلام
وفي سياق متصل، صرّح مصدر لـ 24، رفض الكشف عن اسمه، عن أن "اللقطات Shots المأخوذة للمياه التقطها شخص محترف، يعمل في مجال السينما، حتى أنه قد يكون من هوليوود، فالمخرج يفهم تأثير الـ effects (المؤثرات) في تأجيج عاطفة معينة للمشاهد، وكأنه "عالم" في فن صناعة الأفلام".

وأشار المصدر إلى أنه "باعتماد مؤثرات تحاكي تلك المستخدمة في ألعاب الفيديو، مثل "كاونتر سترايك" و"كول أوف ديوتي" وغيرها من ألعاب الحروب التي يحبها الشباب، نجد أن هدف داعش ليس إرهاب الناس فقط، بل استقطاب الشباب، إنها رسالة: انضموا لنا".

وأكد الخبير في المؤثرات السينمائية أن فيديو ذبح المصريين يعتمد على تصحيح الألوان Color correction بشكل كبير، لا سيما في تزويد المسطح المائي بالدماء، لتوصيل رسالة: "نحن نغطي البحر بالدماء".

وتابع المصدر: "في المرة الماضية (في فيديو إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة)، أضاف عناصر داعش مؤثر نار متأججة للمشهد، للمبالغة في الحدث الدرامي، وفي هذه المرة وضعوا دماء إضافية في البحر، ولا ننسَ أنه في كثير من الأحيان يكون مخرج أي فيديو ممتازاً فيجعلك تعتقد أن المشهد الذي أمامك حقيقي، وهو ليس كذلك".

رسائل الخوف
وتعليقاً على تصرفات الضحايا، والتي بدت غير طبيعية، حيث كانوا هادئين جداً، اعتبر المصدر أن لهذا الأمر معنى من الناحية السينمائية، حيث يريد التنظيم إيصال رسالة مفادها: "لو وقعت في يدنا، لن تستطيع المقاومة، نحن مخيفون لهذا الحد، لن تفكر حتى في مقاومتنا، من كثر خوفك منّا ستتمنى أن تُذبَح بكامل إرادتك!".

وأشار إلى أن استخدام البعد والقرب في المشاهد Zooming، يوصل رسائل للمشاهد دون كلام، وكأن عناصر التنظيم يقولون: "نحن قادمون، ولن تستطيعوا رؤيتنا حتى نصل إليكم".