الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الخميس 26 فبراير 2015 / 14:03

خطاب نتانياهو أمام الكونغرس الأمريكي يهدد بنسف العلاقة مع أوباما

يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يوم الثلاثاء المقبل، خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي من شأنه أن ينسف العلاقات الهشة أساساً مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأن يشكل تحدياً للروابط بين البلدين.

ومنذ وصول أوباما ونتانياهو إلى السلطة في 2009 والعلاقات بينهما متوترة بسبب الخلافات حول بناء المستوطنات وعملية السلام المتوقفة في الشرق الاوسط.

لكن نتانياهو سيلقي بدعوة من الجمهوريين خطاباً أمام الكونغرس الأمريكي الثلاثاء المقبل، يطالب فيه بمعارضة سياسة يعتبرها البيت الأبيض أساسية للأمن الوطني الأمريكي. وهدف نتانياهو نسف أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران حول الملف النووي حتى لو أدى ذلك الى تدمير العلاقات مع أوباما.

الاتفاق النووي
ويرى نتانياهو أن الاتفاق الذي بات في المراحل الأخيرة من المفاوضات سيجيز لإيران ضمنياً أن تطور سلاحاً نووياً بعد انتهائه بحلول عقد من الزمن.

وفيما يمكن أن تشكل إيران تهديداً لأمن إسرائيل في حال حصولها على السلاح النووي أو أن يؤدي ذلك إلى انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، إلا أن نسف الاتفاق قد يشكل نكسة لرئيس أمريكي سيصبح رئيساً سابقاً بعد عامين فقط.

وصرح نتانياهو قبل أن يغادر متوجهاً إلى واشنطن "احترم البيت الأبيض والرئيس الأمريكي لكن عندما يتعلق الأمر بمسائل جدية، من واجبي أن أقوم بكل ما يلزم لضمان أمن إسرائيل".

ويرى دبلوماسيون أن أوباما يمكن أن يتوصل إلى اتفاق وتطبيق القسم الأكبر منه من دون الكونغرس، إلا أن النواب الذين يريدون إبراز علاقاتهم مع إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية في 2016 يمكن أن يطرحوا عراقيل عدة.

ويمكن أن يؤدي رفضهم لرفع بعض العقوبات أو حتى فرض عقوبات جديدة، أن يحمل إيران على العدول عن توقيع اتفاق.

وإزاء ما يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية الأمريكية من قبل نتانياهو، رد البيت الابيض بقوة إلى حد زعزعة دعمه لنتانياهو المرشح في انتخابات 17 مارس (آذار) المقبل.

الأثر المدمر
واعتبرت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس، أن القاء نتانياهو خطابه أمام الكونغرس بدون الحصول على موافقة مسبقة من البيت الأبيض، سيترك "أثراً مدمراً" على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

ورفض أوباما لقاء نتانياهو عندما يزور واشنطن كما تعهد ديموقراطيون معتدلون بعدم حضور كلمته أمام الكونغرس، ولن يكون نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أو وزير الخارجية جون كيري في البلاد خلال زيارة نتانياهو.

واعتبر ارون ديفيد ميلر المستشار السابق لوزراء خارجية جمهوريين وديموقراطيين سابقين أنهم "يحاولون توجيه رسالة لا لبس فيها قبل الانتخابات بأنه ليس مرشحهم".

وأضاف "لا يمكنهم أن يقولوا ذلك وسينفون الأمر لكن من الواضح أنهم يريدون أن يرحل".

مكانة نتانياهو
ولم يتبين بعد ما إذا كان ذلك سيجعل نتانياهو يبدو في موقع معزول أو حازم في نظر الناخبين الإسرائيليين، إلا أنه يحافظ على مكانة قوية في استطلاعات الرأي.

وبما أن إعادة انتخاب نتانياهو تبدو مرجحة، فإن المجموعات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن تريد أن تتفادي أن يتحول الخلاف بين أوباما ونتانياهو إلى شقاق استراتيجي بين البلدين.