الخميس 26 فبراير 2015 / 18:21

داعش وبوكو حرام.. حُرِّمَتْ عَلَيكُمُ الحَيَاةُ



لماذا يوجد يوم للحساب؟ سؤال فلسفي للغاية. لكن العجيب أن الفلاسفة لا يفكرون فيه. من يفكر فيه هم البسطاء.

لماذا على المرء أن يُعِدَّ جواباً لكل سؤال، ومبرراً لكل سلوك، وعذراً لكل تصرف؟ سؤال أبسط من سابقه، لكن الإجابة على الأبسط تحتم الإجابة على الأعقد.

أولئك البسطاء والبسطاء جداً الذين يؤمنون بيوم الحساب ويعرفون أن عليهم أن يعدوا جواباً لكل سؤال، ومبرراً لكل سلوك، وعذراً لكل تصرف قد يكون لهم عذر في الانخداع بحزب تسمى بحزب الله، أو جماعة تسمي نفسها باسم الإسلام، أو فرقة ترفع راية التوحيد، أو مجموعة تقول إنها تناصر السنة، أو عصابة تعلن أنها دولة الإسلام، لكن كيف يمكن لفرد مهما كان بسيطاً إلى حد السذاجة أو ساذجاً إلى حد العته أن يتبع جماعة اسمها: (التعليم في المدارس حرام).

هذه ليست مزحة. إنها مأساة. إنها بوكو حرام. صحيح أنني غير مقتنع أن أربعة أحرف باللغة النيجيرية أو حرفان ممدودان بالواو - إذا أردنا الدقة – يمكن أن تحمل مثل هذا المعنى الذي لا معنى له، ولكن هذا ليس بالأمر العجب، إنما العجب من العقليات التي لا تعقل، حين قبلت الفكرة ودافعت عنها وقتلت من أجلها وستموت من أجلها.

الأسوأ لم يأت بعد، إنه قادم. إنه داعش. فحين تعلن بوكو حرام أنها ستتحالف مع داعش وستصل المغرب المتخلف بالمشرق المتطرف فإن الجسد الإسلامي الواحد موعود بطعنة نجلاء في الخاصرة. وأخرى أدهي وأنكى. وسيتمثل العرب بقول أولهم:"هذه العصا من تلكم العُصَيَّة، وهل تلد الحية إلا الحية".

نربأ بالبشر الذي علم الله أباهم الأسماء كلها أن ينغمسوا في ظلام الجهل. نربأ بأولياء الله الذين أخرجهم ربهم من الظلمات إلى النور أن يفضلوا على نور الله ظل طاغوت أسود يلبس ملابس سوداء ويرفع راية سوداء ويقود البشر إلى الظلام، فيحل لهم الجهل والقتل ويحرم عليهم العلم. نربأ بليبيا الحكمة والبداوة المستنيرة أن تكون همزة وصل تقطع أوصال الجسد العربي.

المحزن في الموضوع أن داعش مقتنعة بأن فكرها يمكن أن يكون مقبولا وجاذبا ولذلك أطلقت اليوم ما أسمته "الحملة العالمية لنصرة الدولة الإسلامية". المأساة الفعلية أن تجد من يستجيب لهذه الحملة.

لكن الأمل هو أن نجد من يتصدى لهذا الفكر القبيح بفكر جميل، الأمل يظهر في "الحملة العالمية لمواجهة داعش". الأمل هو أن نصرخ في وجوههم بكل أمل في مستقبل أجمل: داعش وبوكو حرام.. حُرِّمَتْ عَلَيكُمُ الحَيَاةُ.