الجمعة 27 فبراير 2015 / 00:06

مرّة واحد داعشي



"إنتو مش خايفين وإلا إيه، إنتوا مابتخافوش إلا من عتريس! أني أجدع من عتريس، أني بلوه سوده أني سفاح، أني شراني".

لا أعرف لماذا يحضر هذا المشهد الذى أداه ببراعة الممثل القدير أحمد توفيق في فيلم "شيء من الخوف" إلى ذهني، كلما شاهدت أحد الفيديوهات المصورة التي تبثها عصابة "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع احترامي للدماء والضحايا والحزن الذي يسكن القلوب، فإنني في الحقيقة أتوقع أن يكون مصير هذه العصابة من "مطاريد الجبل" شبيهاً بمصير عصابة "عتريس" بعد أن يقرر الناس التصدي له ولرجاله، وتحديداً مصير "رشدي" الذي استقبله فلاحو "عزبة الملاحة" بالضحك والأقلام والشلاليت فور أن عرفوا كيف يواجهون الخوف الذي بداخلهم قبل الخوف منه.

أتابع - مثلي في ذلك مثل الكثيرين حول العالم- ما تبثه عصابة الدواعش - مطاريد الجبل- من فيديوهات وأخبار مصنوعة بحرفية بهدف بث الرعب في نفوس الناس من جهة، واستقطاب الشباب الباحثين عن بطولة وهمية من جهة أخرى.

لكنني بالتوازي مع ذلك أتابع - بارتياح شديد- الاستراتيجيات التلقائية التي يطورها الناس للتعامل مع تلك الفقاعة الإعلامية، بعد أن تحولت على أيديهم إلى عصابة "عتريس" التي انتهت أسطورتها، أو إلى شخصية "رشدي" الباحث عن البطولة.

تحول "داعش" إلى مسخرة المصريين، مضغوه وطحنوه وهضموه ولفوا منه سجائرهم ونفثوا دخانه في الهواء، هزم المصريون داعش لأنهم تعاملوا معها بفطرتهم الانسانية، بعيداً عن السياسة والأدلجة والتقعر، فإذا أردنا هزيمة عصابة مطاريد الجبل، علينا أن لا نخوف أبناءنا منهم.

وإذا كانت عصابة مطاريد الجبل أطلقت هاشتاقاً لبث الرعب، فلنطلق نحن هاشتاق "اضحك مع الدواعش"، أو "مرة واحد داعشي"، لتجميع إبداعات المصريين - وغيرهم- في هذا المجال: ريميكس مسخرة لأغنية صلصل الصوارم، أغاني مهرجانات تسمعها من تكاتك القرى والمناطق الشعبية، نكات وإفيهات وقفشات تعيد صياغة خطابهم "الأوفر" وتضعهم في جمهم الطبيعي "رشدي" في فيلم "شيءمن الخوف"، كاريكاتير وكرتون ونكات واسكتشات تنزع عنهم أسطوريتهم وتنزع الوهم عن صورتهم الذهنية التي يسعون إلى النجاح من خلال ترويجها لتبدو كالحقيقة. وهم مجرد عصابة مطاريد جبل.


خذ عندك آخر نكتة عن الدواعش إن لم تكن وصلتك بالفعل على الفيس بوك أو الواتس أب، أو غيرهما، فقد أصبح الدواعش سخرية المصريين:

"نزل الدواعش لاحتلال مصر، بسيارات نصف نقل ومكربسين فيها ورافعين أعلامهم الخاصة بيهم، المهم اتزنقو على الدائرى، والريس بتاعهم بص لقى واحدة شايلة قفة على دماغها بتقول له:

- والنبى يا ابنى خدنى معاك عبود

- بس يا وليه انتى مش عارفة إحنا مين! إحنا جايين نحتل مصر

- طب ماشى وماله، خدنى معاك عبود ياخويا ينوبك ثواب

- باقولك جايين نحتل مصر، إنتى مابتفهميش!؟

- ياموكوس، ماهو انت لازم تروح عبود، اومال ها تحتل المحافظات التانية ازاى؟؟

- بس ياولية، غورى من هنا

-ضربة فى فخادك يا بعيد وغارة تاخدك.

هنا، رن الموبايل في يد الداعشى.

الداعشي: ألو.. أيوه يا شيخ بغدادى يا أمير المسلمين، وعليكم السلام… لأ لسه، ‘حنا مزنوقين ع الدائرى، زحمة قوى.

البغدادى: دائرى إيه وزحمة إيه يابغل قولهم إن انتم داعش.

الداعشى: ما انا قلت لهم لقيت واحدة بتقولى خدنى معاك موقف عبود.

البغدادى : خوفهم، اضرب كام قنبلة على كام رصاصة.

الداعشى: والله عملنا كده فى أول الدائرى الناس في الأول فكروه فرح، وبعدين وقفوا يتفرجوا على القنابل.

البغدادى: يخرب بيتك…. ألو الو.

الداعشى: الحق ده المصريين جايين يتصورو معانا سيلفى.

البغدادى : ايه التهريج ده؟

الداعشى: استنى يا أمير ... الدواعش اللى معايا فى العربية نزلو كلهم.

البغدادى: نزلوا راحو افى أنهى نصيبة؟

الداعشى: لقو المصريين ملمومين حوالين عربية كبدة نزلو ياكلو معاهم، الحقيقه ريحتها تجنن.

البغدادى: يخرب بيوتكم والله سأقتلكم كلكم.

الداعشى: ياعم هو أنت مش ها تتشطر إلا علينا... وآدى الدقن!!!. وآدى العمــه.. ..!!!.. ياللا ياحاجه اركبي..عبود... عبود.. عبود.. عبود