وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني جواد ظريف (أ{شيف)
وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني جواد ظريف (أ{شيف)
الجمعة 27 فبراير 2015 / 13:39

مجلة أمريكية: مفاوضات أوباما بشأن النووي الإيراني "كارثية"

24- إعداد: ميسون جحا

عبر مناقشتها لاحتمال قرب التوصل لاتفاق نووي مع إيران، ترى مجلة ناشونال ريفيو، نصف الشهرية الأمريكية، بأن "عقد صفقة سيئة مع إيران أسوأ بكثير من الإخفاق في التوصل إلى أي اتفاق".

وتعتبر المجلة أن مفاوضات إدارة أوباما بشأن قضايا نووية تعتبر كارثية، ولكن المدافعين عن الإدارة ينفون اتهامات بأن أوباما قدم عدداً كبيراً من التنازلات في المفاوضات حول برنامج إيران النووي، ويؤكدون بأن دفاعهم بسيط للغاية، "بحيث يقولون بأنه طالما لا يوجد بعد اتفاق، فكيف يكون منتقدوه على حق؟ وهؤلاء يؤكدون بأننا يجب أن ننتظر لحين التوصل إلى نتيجة قبل التمكن من تقييم أي اتفاق".

قلق حزبي ودولي
لكن برأي ناشونال ريفيو "يبقى القلق مسيطراً على كلا أعضاء الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الكونغرس، وعلى الساحة الدولية، إذ عبر عدد من الديموقراطيين عن قلقهم وخيبة أملهم، ومعهم عدد من الدول العربية، وكذلك إسرائيل، مما يتراءى لهم بأن إدارة أوباما اليائسة قدمت مصالح إيران على مصالح حلفائها".

ولفتت المجلة إلى أنه "بينما يصح قول المدافعين عن أوباما بأن إيران لم توافق بعد على ما طرح ضمن المفاوضات، تشير تقارير صحفية إلى معلومات قدمها مسؤولون أمريكيون بشأن قضايا أساسية يتم بحثها، والبنود الواردة في اتفاق وشيك، وإذا كانت طهران ستتمكن، في نهاية الأمر من قول كلمة نعم أو لا، وبالطبع إذا استمرت المفاوضات، فإن بنود الاتفاق قد تكون أسوأ مما سيأتي ذكره لاحقاً، ومن المؤكد أنها لن تكون أفضل".

إقرار مؤكد
وبحسب ناشونال ريفيو، أقر مسؤولون أمريكيون بما يلي:
1- لن يكون هناك قيود على قوة الصواريخ الباليستية الإيرانية، إذ تخلت الولايات المتحدة عن مطلبها بوضع حد لما تحمله تلك الصواريخ، بعدما احتج المرشد الأعلى في إيران على ذلك المطلب.

2- لن يكون هناك قرار بشأن نشاطات إيران التسليحية، قبل التوصل إلى أي اتفاق، وهي والتي وصفتها إدارة أوباما في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بأنها "مثيرة للقلق". ومن المحتمل أن تعِد إيران مجدداً بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية الدولية في تحقيقاتها، ولكن لا يتوقع أي مراقب جاد حصول أي شيء، سوى مواصلة إيران في عرقلة عمل اللجنة، وفي مرحلة ما، كان قرار بشأن عمليات التسلح النووي يعد شرطاً مسبقاً، والآن بات ينظر إليه كقضية تطبيق".

3- ومن المحتمل أن تستند عمليات التحقق على اتفاق إيران الحالي، وبوعد بتطبيق البروتوكول الإضافي، وهو وعد قدمته إيران قبل عشر سنوات، وحتى في حال مراعاة واحترام بنود الاتفاق الإضافي، ستخضع عمليات التفتيش لتعاون إيران وإرادتها، وفي وقت سابق، أصرت الولايات المتحدة بأن يتطلب التحقق الفعال الدخول إلى المنشآت والتحقيق مع العاملين عليها، والآن قبلت الولايات المتحدة وشركاؤها في التفاوض (5+ 1) بأقل من ذلك بكثير، وهكذا لن تكون هناك عمليات تفتيش لمواقع سرية كموقع لافيزان-3 الذي كشف عنه، قبل ثلاث أيام، مجلس المقاومة الوطنية في إيران".

تعديل مفاعل آراك
وقالت المجلة: "أما فيما يتعلق بمفاعل إيران للماء الثقيل، فمن المحتمل تعديله بطريقة ما، لكن ليس بشكل أساسي بحيث يمنع إيران من إنتاج البلوتونيوم لأجل صنع أسلحة، وكان المطلب الأمريكي الأولي ينص على وجوب تدمير المفاعل".

ولفتت ناشونال ريفيو إلى أن "العقوبات الاقتصادية التي كانت تؤثر على الاقتصاد الإيراني، سوف ترفع قبل بدء سريان فرض القيود على البرنامج النووي الإيراني. وفي الواقع، تلقت طهران ما قيمته مليارات الدولارات، نتيجة رفع العقوبات، لقاء مواصلة التفاوض، ومراعاة عدة قيود يمكن إبطالها بسهولة".

أجهزة الطرد المركزي
وتنبه المجلة إلى الشيء الأهم وهو أنه "سوف يسمح لإيران بالاستفادة من آلاف أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، ولمتابعة الأبحاث ولتطوير نماذج أكثر تطوراً وكفاءة. وكان الموقف الأمريكي الأولي، والذي دعمته عدة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي، يطالب بتعليق كامل لجميع نشاطات التخصيب أي (لا تخصيب ولا وجود لأجهزة الطرد المركزي).

وتحت قيادة أوباما، تم التخلي عن مبدأ "اللا تخصيب" بوصفه غير واقعي، وارتفع عدد أجهزة الطرد المسموح بها من 1000 إلى ما بين 4500 و 6000 جهازاً، وربما أكثر، ورفضت إيران كل عرض على أساس أنه غير كافٍ، فكوفئت بأفضل منه، وهكذا تم تقديم تنازل كبير عبر المفاوضات عبر التخلي عن الهدف الأمريكي الأولي بمنع إيران من امتلاك القدرة على صنع أسلحة نووية، وعندما تنتهي الصفقة تكون إيران قد أصبحت على وشك امتلاك سلاح نووي، وبمباركة المجتمع الدولي".

صورة غير واقعية
وختمت ناشونال ريفيو رأيها بأن "إدارة أوباما سوف تعمل بالتأكيد على تصوير اتفاقها النووي مع إيران بوصفه أفصل من لا شيء، وسوف تتهم كل من يعارضون الاتفاق بتفضيلهم الحرب على السلام، ولكن لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة، وأن صفقة سيئة أشد ضرراً من الإخفاق في عقد صفقة. إن صفقة سيئة تعني تمكين إيران من امتلاك القدرة على تصنيع أسلحة نووية، مما سيكون أشد أثراً من العودة إلى عقوبات قاسية، وأن اتفاقاً سيئاً يقضي على معاهدة عدم انتشار السلاح النووي، مما يقود لمخاطر إضافية حول العالم، كما يعني الاقتراب بخطوة نحو الحرب ولانتشار أكبر للسلاح النووي في منطقة للولايات المتحدة فيها مصالح حيوية".