الجيش الليبي (أرشيف)
الجيش الليبي (أرشيف)
الجمعة 27 فبراير 2015 / 14:10

ناشونال بوست: استقرار ليبيا مفتاح للحفاظ على الأمن في أوروبا

24. إعداد: ميسون جحا

في افتتاحيتها لهذا اليوم الجمعة، رأت صحيفة "ناشونال بوست" الكندية، أن استقرار ليبيا ربما يكون أفضل وسيلة للحفاظ على الأمن في أوروبا.

وتقول الصحيفة "شهدت ليبيا أسبوعاً آخر من الفوضى والعنف، مع استمرار الحرب الأهلية الثانية في هذا البلد، ورغم كون ليبيا قد غابت، إلى حد كبير، عن عناوين الصحف الغربية منذ مساعدة الناتو في قلب نظام الديكتاتور السابق معمر القذافي في عام، ٢٠١١، فإن السلام لم يعد إلى هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا".

عودة الحرب
وتشير ناشونال بوست إلى أنه بعد سنوات من المناوشات والمناورات السياسية، عادت في العام الماضي الحرب إلى ليبيا، واليوم، تعمل الحكومة المعترف بها دولياً من خلال غرف فندقية ومنازل مستأجرة في مدينة البيضاء شرق البلاد، فيما يسيطر تحالف من متشددين وميليشيات إثنية على العاصمة الرسمية طرابلس، وعلى الجزء الغربي من ليبيا.

وقد عارضت القوات المسلحة عامة المتشددين، لكنها، في الواقع، لم تتحالف مع الحكومة الرسمية، وربما يصح القول أن الحكومة الرسمية تعمل جاهدة للتحالف مع الجيش الذي يشن حرباً مفتوحة ضد تحالف المتشددين، وقد شاعت في جميع أنحاء البلاد عمليات الاغتيال والتفجيرات الإرهابية، وانتشرت الأسلحة الثقيلة في كل مكان.

مأساة مخيفة
وتقول الصحيفة "إن وصف ليبيا دولة فاشلة أشبه بتصريح مكبوت، إذ ليس هناك حكومة وطنية فاعلة، والجيش يخوض حروبه الشخصية، وما يملكه هذا البلد من اقتصاد صغير يعتمد إلى حد كبير على إنتاج النفط، وقد انخفض سعر النفط بشكل كبير.

وهرب الآلاف من بيوتهم، أو حاولوا مغادرة البلاد، وكل ذلك يمثل مأساة مخيفة فيما يتعلق بالمعاناة الإنسانية وضياع الفرص، ولكن الخطر الحقيقي ربما قد يكون قد تفاقم الآن، ولهذا السبب، استعاد الغرب فجأة، وخاصة حلفاء أمريكا في أوروربا، اهتمامه بليبيا من جديد".

وتمضي ناشونال بوست في عرض رأيها بالقول" في بداية الشهر الجاري، أطلق فرع لداعش في ليبيا شريط فيديو يظهر ذبح ٢١ رجلاً مصرياً، وكان هؤلاء من الأقباط المسيحيين ممن سافروا إلى ليبيا للعمل هناك. فقد ذبح إرهابيو داعش الرجال المسيحيين على شاطئ في البحر الأبيض المتوسط، وتفاخروا بأن التنظيم سيكون عما قريب قادراً على العمل في" الدول الصليبية الجنوبية" عبر الحرب، وفي الفيديو قال الراوي"سنغزو روما، بإذن الله".

الخطر حقيقي
وتشير الصحيفة إلى أنه عند وضع التهديد بغزو روما جانباً، يصبح الخطر حقيقياً، وخاصة أنه لليبيا شاطئ طويل على طول البحر الأبيض المتوسط.

وإن وطد داعش وجوده هناك، هناك فرصة كبيرة لوقوع أعمال فوضى، وحيث يمكن مهاجمة سفن الرحلات، وعرقلة حركة السفن التجارية، إن تحولت ليبيا لما حذر بعض الخبراء من حلول "الصومال على البحر الأبيض المتوسط"، كما تفاخر داعش بخططه لإدخال مقاتليه إلى جنوب أوروبا على سطح سفن تهريب المهاجرين، التي تحمل مئات الآلاف إلى القارة سنوياً، وهو الأمر الذي لم تبد الدول الأوروبية، حتى الآن اهتماماً كبيراً بمنعه أو وقفه.

ولكن، كما، تختم ناشونال بوست، يبدو أن إيطاليا بدأت في تغيير سياستها، فقد نشرت قوات في روما لحماية أهداف فائقة الأهمية، وتعتزم اتخاذ خطوات لحراسة حدودها، لكن ليست هذه مشكلة إيطاليا لوحدها، لأن جميع الدول الأوروبية عرضة لخطر تسلل متشددين، وإن إيجاد طريقة لتوطيد الاستقرار في ليبيا، ولإنقاذ حكومتها لن يكون مهمة سهلة، ولكنها قد تكون أفضل طريقة للحفاظ على أمن أوروبا".