الجمعة 27 فبراير 2015 / 20:35

جثمان نيرودا يعود إلى وطنه بأمر القضاء

إعداد وترجمة: أحمد شافعي

أصدر قاض تشيلي أخيراً تعليماته بإرجاع جثمان الشاعر التشيلي بابلو نيرودا لإعادة دفنه في مقبرته، بجوار رفات زوجته الثالثة ماتلدا أوروتيا، منهياً بذلك تحقيقاً دولياً في سبب وفاة الشاعر سنة 1973، بحسب ما ذكرت صحيفة غارديان البريطانية.

ولنحو عشرين عاماَ ظلت بقايا نيرودا في مختبرات الطب الشرعي في ثلاث بلاد ـ وابتداء من مطلع هذا العام في بلد رابع ـ في محاولة لتحديد ما إذا كانت وفاته ناتجة عن السم.

نيرودا، الذي حصل على نوبل في الأدب سنة 1971، كان يعالج من السرطان. وكان يعتزم مفاجأة العالم بثمانية كتب في عيد ميلاده السبعين سنة 1974، لكنه مات في الثالث والعشرين من سبتمبر سنة 1973، بعد اثني عشر يوماً من انقلاب أوغست بينوشيه العسكري، لتصدر الكتب الثمانية جميعاً بعد وفاته.

كان مانويل أرايا ـ الذي عمل سائقاً لدى نيرودا ـ قد قال في 2011 لمجلة بروسيسكا المكسيكية إن نيرودا ـ العضو القديم في الحزب الشيوعي التشيلي ـ قد اغتيل بحقنة سم في معدته على أيدي أعدائه السياسيين وهو في مستشفى بسنتياجو عاصمة تشيلي. فأمر القاضي في 2013 باستخراج رفات نيرودا للتحقيق في مزاعم أرايا.

قام علماء الطب الشرعي في سنتياغو بكارولينا الشمالية وفي مورسيا بأسبانيا بفحص العظام. وفي نوفمبر 2013، قال خبراء الطب الشرعي إنهم لم يعثروا على أثر للسم، برغم أن الفحوصات لم تنته رسميا.

في 21 يناير 2015، أعلنت الحكومة التشيلية أنها تعيد فتح القضية. وصدرت الأوامر بإجراء اختبارات جديدة، فبدلا من البحث عن آثار السم، بدأ البحث عما لو كانت مواد غير عضوية أو معدنية ثقيلة هي السبب غير المباشر في موت الشاعر. وبدأت اختبارات جديدة أخرى في مختبر بسويسرا.

والآن، أصدر ماريو كاروثا، القاضي التشيلي المسؤول عن القضية، تعليمات جديدة بإرجاع جثمان نيرودا في ابريل القادم ليدفن في مقبرة ببيته الساحلي الأثير لديه في أيزلا نيغرا، وهو قرار استنكره رودلفو ريس أحد أقارب نيرودا.

قال رييس، وهو محامٍ، إن من المهم استنفاد جميع الاختبارات الممكنة على جثمان الشاعر قبل إعادة دفنه. فلا يزال رييس على قناعة بأن مزاعم القتل بالسم تستحق تعاملا جادا.

يشير أنصار نظرية القتل بالسم إلى أن نيرودا كان قد تلقى قبل يوم من موته عرضا بتصريح بالخروج الآمن من تشيلي إلى المكسيك حيث كان من المنتظر أن يمثل بإقامته في المكسيك تهديدا سياسيا جديا على المجلس العسكري الحاكم في العاصمة سنتياغو. ولكن الشاعر آثر أن يرجئ الرحيل.

أشير كذلك إلى أن أحد الخصوم السياسيين للنظام، وهو الرئيس الأسبق إدواردو فراي مونتالفا قد مات في نفس المستشفى، وهي مستشفى سانتا ماريا كلينيك، سنة 1982 بعد إعلانه معارضته للدكتاتورية العسكرية. وقد أرجعت وفاة فراي في البداية إلى صدمة وقعت له أثناء عملية روتينية، ولكن تحقيقا في 2006 أثبت أنه اغتيل بغاز الخردل.

من أقارب نيرودا أيضا برناردو رييس الذي أعرب عن سعادته بعودة بقايا الشاعر إلى وطنه. وفي بيان حاد اللهجة قال إنه قد "آن الأوان لأن يصمت المدعون والمتقولون. وإن من يزعمون أنهم شهود عيان على الاغتيال الموهوم سوف يتحملون عواقب مزاعمهم"