السبت 28 فبراير 2015 / 16:11

نيويورك تايمز: تصاعد الحرب الإلكترونية بين أمريكا وإيران

24 - إعداد: فاطمة غنيم

علقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في افتتاحيتها على وثيقة لوكالة الأمن القومي كُشف عنها أخيراً، حول تصاعد الهجمات الإلكترونية بين الولايات المتحدة وإيران، مشيرةً إلى أنها تقدم ملخصاً تقشعر له الأبدان حول كيفية تطور الحرب الإلكترونية بسرعة، من الشرارة الإلكترونية الأولى ضد البرنامج النووي الإيراني قبل بضع سنوات، إلى سباق تسلح إلكتروني كامل.

تم تأكيد الهجمات الإلكترونية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية بما في ذلك الهجوم بفيروس "ستكسنت" الإسرائيلي الأمريكي ضد أجهزة الكمبيوتر الإيرانية

وذكرت الصحيفة أن الهجمات والهجمات المضادة نمت وتوسعت في نطاقها بينما حاولت الولايات المتحدة وشركاؤها الغربيون كبح طموحات إيران النووية، بما عزز المعنى بأن قنابل يوم الحساب في الماضي ولّت، وحل محلها أسلحة مستقبلية أسهل بكثير من حيث التطوير والنشر، لكنها تتمتع بإمكانات تدميرية هائلة.

ولفتت الصحيفة إلى أن وثيقة الأمن القومي، التي أُعدّت في أبريل (نيسان) 2013 للعرض على مدير الوكالة، ظهرت هذا الشهر على موقع "إنترسيبت" Intercept على شبكة الإنترنت، وهو موقع ويب ينشر تسريبات موظف وكالة الأمن القومي السابق، إدوارد سنودن.

إيران تهاجم
وأكد الموقع لأول مرة الهجمات الإلكترونية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك الهجوم بفيروس "ستكسنت" الإسرائيلي الأمريكي ضد أجهزة الكمبيوتر الإيرانية، والذي يُعتبر الطلقة الأولى في الحرب الإلكترونية، وقد دفع إيران للرد في عام 2012 ضد البنوك الأمريكية وشركة النفط الوطنية السعودية.

وأثبتت إيران، حسبما أعلنت الوثيقة، "قدرة واضحة على التعلُّم من قدرات وأفعال الآخرين" وستستمر على الأرجح في هذه الهجمات.

وقالت الصحيفة إنه كان من السهل على الوثيقة أن تذكر لنا طرفاً من التعامل مع الصين أو روسيا أو كوريا الشمالية، أو عشرات من الدول الأخرى التي تعمل من أجل الدفاع عن أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها، أو تخريب أجهزة الدول الأخرى.

الضبابية
وتكمن المشكلة، بحسب الصحيفة، في أنه على عكس الأسلحة التقليدية، "ليس هناك خط واضح بين الهجوم والدفاع بالأسلحة الإلكترونية"، حسبما أشار الرئيس أوباما هذا الشهر في مقابلة مع موقع "ريكود"، المعني بنشر الأخبار التقنية.

ويكون الدفاع في الحرب الإلكترونية من خلال التحديد الوقائي المسبق لنقاط ضعف العدو، وهو ما يعني الدخول في شبكاته، وتبين الهجمات الأخيرة كيف يبدو اختراق الأنظمة سهلاً، حيث تعرضت البنوك الكبرى وسوني بيكتشرز إنترتينمنت ومنشأة كهربائية للغزو الإلكتروني.

وقالت الصحيفة إن وثيقة الأمن القومي تذكر أن إيران لا تزال تقوم بتكييف تقنياتها لـ "تجنّب الآثار السلبية وتقليلها"، مثل غيرها من المحاربين الإلكترونيين على الأرجح، بما يضيف زخماً مستمراً لسباق التسلح الرقمي، وكلما تسارعت وتيرة السباق، زاد الصدام بين الخصوصية والأمن الإلكتروني.

ورأت الصحيفة أن الرئيس أوباما كان محقاً في الدعوة إلى "حوار عام" لإيجاد توازن مناسب بين الخصوصية والأمان.

عواقب وخيمة
وخَلُصَت الصحيفة إلى أن التحدي الأكبر يقع على المستوى العالمي، فالحرب الإلكترونية تسببت في إحداث أضرار كبيرة، ويمكن أن تؤدي إلى عواقب وخيمة.

وتتمثّل أفضل طريقة لكبحها في تسريع الجهود الدولية للتفاوض حول فرض قيود على سباق التسلح الإلكتروني، على غرار معاهدات الحد ّمن التسلح أثناء الحرب الباردة، وباستثناء ذلك، فلا توجد طرق سانحة لإخضاع هذه الأسلحة الجديدة تحت السيطرة.