السبت 28 فبراير 2015 / 17:39

الشيخ السلفي إحسان العتيبي لـ 24: داعش فئة ضالة شوهت الإسلام

24 - عمان - ماهر الشوابكة

قال الشيخ السلفي الأردني إحسان العتيبي إن "الإسلام ومنهج السلفية، قد تعرضا للتشويه من قبل التكفيريين الذين يدعون الإسلام وهم منه براء"، في إشارة إلى تنظيم داعش الإرهابي.

وأضاف الشيخ العتيبي المحسوب على السلفية التقليدية لـ 24 بأنه "كما تلوثت بعض أبواب الدين كالتعليم والدعوة بالجهلة والغلاة، كذلك حصل في باب الجهاد".

ويرى العتيبي أن "من يلبي نداء الجهاد وهو جاهل بأحكامه وغير ضابط لاعتقاد السلف ومنهجه وسلوكه أو غير ضابط لعاطفته، فلا عجب بعدها أن ترى منه التكفير لمن لا يستحق وترى منه القتل وتصويب سهامه لمخالفه المسلم، تاركاً عدو الإسلام اليقيني".

عدم التهييج
وشدد العتيبي على ضرورة أن "يحرص السلفي على إيجاد شخصية مسلمة ملتزمة بالشرع، مستفيدة من النافع من الحضارة الحديثة، لتكون هذه الشخصية لبنة لأسرة ملتزمة، ويتجنب في دعوته التهييج على المخالفين للشرع".

وأوضح العتيبي أن "علاقة السلفي الحق بالتنظيمات والأحزاب الإسلامية قائمة على النصح والموعظة بالتي هي أحسن، وتنجح هذه العلاقة أو تفشل بحسب القائم عليها ومدى فهمه لحقيقة الدعوة السلفية وبحسب قبول الطرف الآخر ونفوره".
ويبرئ الشيخ العتيبي من أن يكون ما يفعله الغلاة في ساحات الدعوة من الإسلام أو من السلفية، مشيراً إلى ضلال هؤلاء وفحش أفعالهم.

التكفير على مصراعيه
وأضاف العتيبي أن "جماعة التكفير تعتمد في أفكارها ومعتقداتها على عنصر أساسي، هو التكفير على مصراعيه، فهم يكفرون الحاكم والمحكوم ويكفرون العلماء جميعهم".

وأكد أنهم "غالوا في مصطلح الجهاد ولم يراعوا فيه الشروط والضوابط التي وضعها علماء الإسلام، للأحكام الفقهية الكثيرة للجهاد كما في كتب الفقه والسنة، فعرضوا الأمة للفتنة ونشروا الفساد داخل المجتمعات"، مبيناً أن "الفكر التكفيري مبني على دمار المجتمعات وأصبح خطراً على الشعوب الإسلامية وغيرها، فأصبحوا يكفرون ويقتلون باسم الدين الذي هو منهم براء لان حججهم غير مبنية على بصيرة"، لافتاً إلى أن التكفير لا يصدر إلا عن الراسخين بالعلم والقضاة الراشدين.

ودعا العتيبي "كوادر التكفيريين إلى الرجوع إلى دينهم الحنيف بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر وأن يبتعدوا عن الفتن التي قد تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بلاد المسلمين، فالأصل أن توجه الأسلحة والسيوف إلى أعداء الأمة الإسلامية، لا إلى صدور المسلمين في بلادهم.

وقال إن الفكر التكفيري يكمن خطره في ظهوره بشكل منظم مؤصل معتمداً على الأدلة، مشيراً إلى ضرورة الانتباه إلى فئة الشباب المتحمس الذي لا يحسن تقدير الأمور وينجرون وراء عظمة خطابهم.

تحكم السفهاء بالأمة
وأوضح أن أسباب التكفير ترجع إلى البعد عن العلم والعلماء والاستغلال الخاطئ، وتحكم صغار السن والسفهاء بالأمة وضعف البصيرة بالدين وسوء الفهم.

وأشار إلى" الآثار السلبية المدمرة للفكر التكفيري على المجتمع، والمتمثلة في قتل النفس المعصومة للمسلم وأصحاب الذمة من خلال إشهار سيوفهم وأسلحتهم وهذا يجعلهم لا يفرقون بين من يستحق للقتل أو لا يستحق، وهذا يعتبر اكبر الكبائر والظلم، إضافة إلى قيامهم بالسرقة والنهب في المناطق التي يسيطرون عليها، والطعن بالعلماء وتكفير بعضهم واتهامهم باتهامات باطلة وإيذائهم للمسلمين بالقول والفعل".