أمين عام الحزب الوطني الدستوري الأردني، الدكتور أحمد الشناق
أمين عام الحزب الوطني الدستوري الأردني، الدكتور أحمد الشناق
الأحد 1 مارس 2015 / 16:53

سياسي أردني لـ 24: داعش آلية لتفتيت المنطقة العربية

24 - الأردن: ماهر الشوابكة

أكد أمين عام الحزب الوطني الدستوري الأردني، الدكتور أحمد الشناق، أن داعش "تنظيم إرهابي إجرامي، وصنيعة كل طامع بالأرض العربية".

اعتبر الشناق أن واجب كافة أهل الدعوة الإسلامية إعلان موقف صريح ليس فقط بإدانة أفعال "أهل الشر" هؤلاء بل مطلوب من كل جماعة إسلامية بيان موقف الدين الذي لا يقبل الرمادية في الموقف

وأضاف الشناق، في تصريحات خاصة لـ 24، أن هذا التنظيم يستهدف الوجود العربي الحضاري على الأرض العربية، سواءً كان يتمثل بمطامع إقليمية أو دولية.

ووصف التنظيم بأنه "آلية لتفتيت المنطقة العربية وتفككيك المجتمعات العربية، وإسقاط الدولة العربية الوطنية، بما يحقق إعادة رسم خريطة للمنطقة، وفق مطامع إمبراطورية إقليمية من خلال استخدام المذاهب لأهداف سياسية".

تتغطى بلباس الدين
وقال أمين عام الحزب الوطني إن داعش ومن على شاكلته من تنظيمات إرهابية تتغطي بلبوس الدين، مؤكداً أن ما تقوم به من أفعال إجرامية هو لـ "تشويه صورة الدين الحنيف على شاكلة غير مسبوقة تاريخياً، حتى مراحل الحشاشين والقرامطة، الذين قتلو ا الحجيج باسم الدين، وانتزعوا الحجر الأسود باسم الدين، وهتكوا استار الكعبة".

وأضاف الشناق أن الجديد في هذه التنظيمات التي تدعي أنها تمثل الإسلام هو أنها تشوه رسالة الإسلام الحقيقية بأنه رحمة للعالمين، وذلك بممارسة أفعال بشعة، مشيراً إلى أن الخطير في هذا الأمر أن تلك الصور الإجرامية تصل إلى كل إنسان على وجه الأرض، في وجود وسائل الإعلام والاتصال الحديث.

وأشار إلى أن "بعض هذه التنظيمات، ومنها داعش، يدعي أنه جاء لحماية أهل السنة ادعاء باطلاً في مواجهة مذهب آخر، فيما هم الذين يقتلون أهل السنة، ويعملون على تهجيرهم من مناطقهم، بما يؤكد أن وجودهم في الأرض العربية هو خدمة لمشروع إمبراطوري إقليمي(في إشارة إلى إيران)، يستخدم المذهب في احتلال الجغرافيا العربية.

الخلافة الإسلامية
وعبّر الشناق عن استغرابه من انتشار داعش في العراق بسهولة، قائلاً: "كيف يمكن لمئتي شاحنة مسروقة أصلاً، وتحمل شرذمة من أن تسيطر على 6 فرق عسكرية، مع قواعد عسكرية للطيران خلال ساعات لتحتل ثلث مساحة العراق؟".

وأضاف أن "هذا يدعو للتفكير والوعي، لأن وجود هذه العناصر على أرض العراق يخدم هذا المشروع، بتبني المذهب ظلماً واستخداماً"، معتبراً أن ما يدعو إلى التعجب والاستغراب هو دخول الآلاف من الأوروبيين والأوروبيات عن طريق الحدود التركية، متسائلاً: "هل سوريا بلد مستقر لدخول السواح بهذا الحجم وهذه الكثافة؟ وهل الأوروبيات يدخلن الحدود التركية لإقامة الخلافة الإسلامية أيضاً؟".

وجوه ملثمة سوداء
وأضاف الشناق: "من متى كان الإسلام يقدم نفسه بوجوه ملثمة سوداء، ويقتل الناس والبشر بهذة الخناجر المسمومة؟ والتي لا نرى إلا أنها امتداداً للخنجر المشؤوم الذي غرز في ظهر الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو الخنجر ذاته في ظهر الخليفة الذي تستحي منه الملائكة، عثمان بن عفان، وهي ذات اليد التي طعنت على بن أبي طالب في ظهره بخنجر مسموم".

وبالتالي، يؤكد الشناق أننا في مرحلة تاريخية، تستخدم فيها كافة الآليات والأدوات باسم الدين الحنيف، وشعارها واحد: "دعهم يتقاتلون فنحن قادمون لتقاسم أرضهم، أرض العرب".

مطوب توحد عربي
وقال الشناق إن المطوب توحد عربي من الدول الصلبة المتماسكة، وعلى رأسها دول الخليج العربي ومصر والأردن، بما يدفع العاديات عن أوطان الأمة والدين الإسلامي الحنيف، لمواجهة هذه الجماعات ومن يقف من خلفها، من أطماع الشر والاستلاب والهيمنة على أرض العرب.

وشدد الشناق على ضرورة أن يُجابه داعش بفيلق عربي، مكون من الدول الصلبة المتماسكة، إضافة إلى مواجهته مواجه فكرية وثقافية لوقف هذا التمدد الخبيث، الذي نراه تارة في سوريا وتارة في العراق، وفجأة في ليبيا، بما يذكرنا بمرحلة أواخر الدولة العباسية، عندما تشتت الأمة بهذا الفكر الضال والمضلل إلى دويلات بفكر الغلو والتطرف، الذي كان من أفكار البشر، بما يمثل الاختراق لمفهوم الدين ورسالته السمحة والعقيدة الصحيحة.

وأشار إلى أنه "يلاحظ لدى داعش بأنه لم تكن يوماً مرجعيتهم "قال الله وقال رسوله"، بما يعني أنهم يستندون على تفكير بشري وليس ديني، بما يخترق العقيدة الإسلامية الصحيحة".

حد الحرابة
وطالب الشناق أن يطبق على هولاء حد الحرابة، بما يجتثهم من الأرض، ويحفظ هذا الدين على العقيدة الصحيحة ورسالته السماوية، لافتاً إلى أنه "من آفة هذه الأفكار المضللة انقسم المسلمون إلى شيع ومذاهب وجماعات، بمسميات ليس لها أصول في العقيدة الإسلامية، حيث جاء في القرآن الكريم أن الدين عند الله الإسلام، وهذا لا يعني الانتساب لمذهب أو جماعة بالإسلام".

وقال إن واجب كافة أهل الدعوة الإسلامية إعلان موقف صريح، ليس فقط بإدانة أفعال "أهل الشر" هؤلاء، بل مطلوب من كل جماعة إسلامية بيان موقف الدين الذي لا يقبل الرمادية في الموقف.