الأهالي لا يكاد يستر أجسادهم شيء
الأحد 1 مارس 2015 / 23:21
تنخرط إيمان عبد المجيد في البكاء عندما تروي تفاصيل محنتها بين أيدي مقاتلين ينتمون إلى تنظيم داعش احتلوا ناحية البغدادي التي نزحت منها مع عائلتها هربا من بطشهم.
إيمان أُم لأربعة أطفال وتقول إن المتشددين قتلوا زوجها عندما سيطروا على البلدة في محافظة الأنبار التي يغلب السُنة على سكانها في غرب العراق.
وقالت إيمان "ما خَلوا أي شي علينا. أنا عندي أربع أيتام.. أربع بنات. هؤلاء بناتي. عندي بنتي الكبيرة بالصف الثالث ابتدائي وهذولي. ذبحوا.. قتلوا. هو (تنظيم داعش) طب حتى يعمر الديرة (البلدة) لو يهجمها؟ هجمها علينا وطلع. ده يذبحون.. يقتلون. لا مي (ماء).. لا كهرباء. ماء وسخ يعطونا إياه".
وتبعد بلدة البغدادي نحو 85 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من الرمادي بمحافظة الأنبار وحاصرها تنظيم داعش عدة أشهر. وقال مسؤول بوزارة الدفاع العراقية إن قوات الجيش العراقي استعادت السيطرة على البغدادي يوم الجمعة (27 فبراير شباط).
حفاة عراة
نازحة أخرى من ناحية البغدادي تُدعى ترفة سعود ذكرت أن الأهالي فروا من ديارهم حُفاة الأقدام لا يكاد يستر أجسادهم شيء.
وقالت "طلعنا نمشي حفاي. تكرم.. حتى نعال مو لابسة طلعت. هسة من هنا أخذت عباية. مستورين بيوت شيوخ كبار يا عيني. وهجموا علينا بالستة.. الصبح. صليت الفجر.. ورا صلاة الفجر خابرونا الجماعة قالوا أجوكم المسلحين. يابا احنا إيش عندنا.. عندنا اثنين منتسبين (في الشرطة)".
وأضافت ترفة أن المتشددين قتلوا أحد أبنائها واثنين من أحفادها وألقوا جثثهم في الطريق. وتمكن ابن ترفة الثاني المنتسب إلى قوات الشرطة من الفرار من منزل الأُسرة قبل هجوم المقاتلين الإسلاميين.
وقالت "ابني استشهد واثنين أولاد بنتي قتلوهم. ثلاثة راحوا لنا. ساعة الساعة رموهم. ونزحت ترفة سعود من البغدادي قبل ثلاثة أشهر وتقيم حالياً في مسكن مشترك في بغداد مع خمس عائلات أخرى.
قصي برزان منتسب في الشرطة بناحية البغدادي فقد ساقيه في انفجار قنبلة.
حرق وقتل
وقال برزان في بغداد "داعش من دخل المدينة.. منطقة البغدادي.. قام يحرق.. يعني واحد عمره 85 سنة حرقه. وقتل أطفال يعني. فجر الجوامع.. فجر البيوت.. ما خلى شيء ما فجره بالبغدادي. دوائر الدولة فجرها كلها."
ووصف مهند العبيدي قائم مقام ناحية البغدادي الوضع الإنساني في البلدة بأنه مأساوي.
وقال "الوضع الإنساني حقيقة مأساوي جداً. الوضع الإنساني حقيقة اليوم الناس تدفع ثمن باهظ. أطفال.. نساء.. شحة المياه.. مياه لا توجد.. لا مياه صالحة للشرب ولا غير صالحة للشرب. الحالة الإنسانية تعبانة. الأدوية تعبانة." وحذرت ليز جراندي نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة من كارثة إنسانية مُحتملة في البغددي إذا لم يحصل الأهالي سريعا على مواد غذائية ومياه نظيفة.
وقال جراندي في بغداد بعد أن استمعت إلى روايات بعض النازحين القصص التي رووها لنا بالغة الخطورة وتبعث على القلق الشديد. نقص الماء ونقص الطعام ونقص الدواء وكثير من العائلات في ظروف مُروعة."
وأضافت جراندي التي تتولى أيضاً مهام المسؤول المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنسق الشؤون الإنسانية في العراق "نعلم أن المساعدات الإنسانية إذا لم تصل قريباً جداً فسوف تتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل حاد"، وقالت الأمم المتحدة أن 200 عائلة أُجليت من المنطقة القريبة من قاعدة الأسد الجوية القريبة من البغدادي في الأسابيع القليلة الماضية.