الثلاثاء 3 مارس 2015 / 14:48

واشنطن تايمز: ربع المقاتلين المتشددين ورّدهم الغرب

24 - إعداد: ميسون جحا

رأت صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية، أن أمريكا والغرب بأكمله يخوض حرباً مع الإرهاب والراديكالية، في ساحات المعارك مع داعش والقاعدة، معتبرة أنه "لا بد للمعركة الحقيقية أن تتم داخل المقاهي وأقبية بعض المساجد، وعبر شبكة الإنترنت، التي يتم من خلالها غسيل عقول الشباب السذج".

وتشير الصحيفة إلى أنه حوالي ٢٠ ألف متطرف أجنبي سافروا إلى سوريا والعراق، ينتمي ربعهم إلى أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، معظمهم من أبناء سكان أصليين، لافتة إلى أن "عدداً كبيراً من هؤلاء شباب محبطين جراء البطالة، أو الاضطرار للعمل في أعمال مرهقة وغير مجزية، أو هم يبحثون عن معنى لحياتهم في عالم مضطرب تنعدم فيه بوصلة أخلاقية قوية".

ولفتت الصحيفة إلى "استغلال المتطرفين لهذه النقاط، ودورهم في إقناع الشباب بإمكانية العيش في مجتمعات فاضلة، وبناء مجتمع أكثر عدلاً على أسس دينية، ودفعهم نحو "العنف الثوري"، سواء عبر حمل السلاح في الشرق الأوسط، أو عبر ارتكاب أعمال إرهابية داخل أوطانهم، مشيرة إلى حالة الإرهابي حامدي كوليبالي الذي ولد في فرنسا، وهو الذي قتل أربعة أشخاص في هجوم على متجر يهودي في باريس في يناير (كانون الثاني) الماضي، إذ لم تكن لديه آمال عريضة بالعمل في مهنة مشروعة، كما نشأ وسط أسرة مسلمة غير متدينة".

مهاجمة الثقافة الغربية
وأوضحت الصحيفة أن "الثقافات والمؤسسات الغربية تعرضت منذ فترة طويلة للهجمات من داخل تلك المجتمعات، وقد تأثرت بالنجاحات السياسية التي حققها المفكرون والساسة اليساريون، ومن جهة أخرى، حصدت المنظمات الراديكالية، المطالبة بوجوب المساواة بين الرجال والنساء، مشروعية عامة، ونالت تنازلات جراء ترويجها لفكرة أن جميع المؤسسات القانونية والاقتصادية تقف ضد المرأة، وحتى عندما دحضت الحقائق تلك التأكيدات"، معتبرة أن ما يثبت ذلك هو الرأي أن قرابة ٦٠٪ من الحاصلين على الشهادات الجامعية ودرجات الماجيستير في الولايات المتحدة هم من النساء.

تظلم الأقليات
وقالت الصحيفة إن "الأقليات عمدوا دوماً لتعزيز فكرة أنهم محرومون من الامتيازات جراء أخطاء قديمة، وذلك على الرغم من حيازتهم مزايا وتفضيلات دائمة في الحصول على الوظائف والمقاعد الدراسية".

أما بالنسبة للشباب، فرأت الصحيفة أن "من يكونون على هامش المجتمع، والذين لا يملكون فرص واسعة لنيل شهادات علمية وعملٍ مجز، فإن التأييد الدائم لتلك الإيديولوجيات، والحلول غير المنطقية التي تقدمها، تجعلهم في عداء مع مجتمعاتهم، مما يدفعهم للقيام بأعمال تخريبية مدمرة".

وعود
وتشير الصحيفة إلى أنه "في كل فرصة سانحة، عمد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاستمالة اليسار، واعداً بمعالجة المظالم، وللاعتذار عن أخطاء وإساءات الأمريكيين والغربيين، ففي حفل إفطار وطني تم قبل أيام، قال أوباما: لنكن متواضعين، ولنتوقف عن التفكير بأن هذا العنف الذي يتم باسم الدين خاص بمنطقة معينة بذاتها، ولنتذكر أنه إبان الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش، ارتكب البعض أعمالاً فظيعة باسم المسيح، وفي بلدنا، تم تبرير العبودية باسم المسيح أيضاً".

لا تكفي الكلمات
واختتمت الصحيفة مقالها مشيرة إلى أن "كلمات كتلك قد تساعد الرئيس أوباما في حشد الدعم من قبل أساتذة الجامعات والصحافة الليبرالية، وملايين الأشخاص الذين يعتقدون أن آراءهم منفتحة، لكن تلك الكلمات توفر الحصانة لمجندي الإرهابيين الذين يتصيدون الشباب المهمشين والمعرضين للعنف، والذين يستغلون شبكة الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي للتغرير بالشباب السذج والفتيات الصغيرات بحجة بناء مجتمع إسلامي فاضل، مخفين حقيقة أنه تجمع وليس مجتمعاً، قام على أنقاض تخريب المدن والقرى، وقتل الناس وسبي النساء والأطفال، والقضاء على كل ما يمت للحياة العصرية من علوم وفنون وآداب وفن".