في اليوم الثاني من أكبر هجوم
في اليوم الثاني من أكبر هجوم
الأربعاء 4 مارس 2015 / 01:52

قوات عراقية تحاول محاصرة مقاتلي داعش حول تكريت

سعى آلاف الجنود العراقيين والفصائل المسلحة الشيعية إلى محاصرة مقاتلي تنظيم داعش في تكريت وبلدات مجاورة اليوم الثلاثاء في اليوم الثاني من أكبر هجوم تشنه هذه القوات حتى الآن على معاقل المتشددين.

وقال شهود إن القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني - الذي ساعد في تنسيق الهجمات المضادة على داعش منذ استيلاء التنظيم على جانب كبير من شمال العراق في يونيو (حزيران) - يشرف على جزء على الأقل من العملية.

ويسلط وجوده على خط الجبهة الضوء على نفوذ ايران على المقاتلين الشيعة في العراق.

وعلى النقيض فإن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا لم يكن لها دور حتى الآن في تكريت حسبما أعلن البنتاغون أمس لأسباب ربما كان من بينها الوجود الإيراني الكبير.

وقال مسؤولون عسكريون عراقيون إن قوات الأمن التي تدعمها فصائل شيعية تعرف باسم وحدات الحشد الشعبي تتقدم تدريجيا وأن تقدمها تباطأ بسبب تفجيرات القنابل على جانب الطرق ونيران القناصة.

لم تدخل حتى الآن إلى البلدة
ولم تدخل هذه القوات حتى الآن تكريت أو بالقرب من بلدة الدور المطلة على نهر دجلة التي يصفها مسؤولون بأنها مركز رئيسي لمقاتلي داعش.

وفي الجناح الجنوبي للهجوم قال مصدر في قيادة العمليات العسكرية نقلاً عن مسؤولين في الجيش والشرطة إن القوات الحكومية طوقت وأغلقت مدينة الدور ولكنها لم تشن هجوماً على البلدة بعد.

وإلى الشمال منها قال الجيش إن القوات العراقية سيطرت على قرية قريبة من تكريت.

عمليات سليماني
وكان سليماني (قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني) يوجه العمليات ضد الجناح الشرقي من قرية تبعد نحو 55 كيلومتراً عن تكريت تدعى البو رياش بعد استعادتها من داعش قبل يومين.

وكان معه قائدان عراقيان لقوات شيعية هما قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وهادي العامري الذي يرأس منظمة بدر وهي فصيل شيعي قوي.

وقال شاهد يرافق قوات الأمن بالقرب من البو رياش "كان (سليماني) يقف على قمة تل يشير بيديه نحو المناطق التي ما زالت تعمل فيها داعش".

هجمات داعش
وشن مقاتلو تنظيم داعش عدة تفجيرات انتحارية ضد الجيش والفصائل المتحالفة معه في الأيام الماضية. وأفادت حسابات على تويتر مرتبطة بأنصار داعش أن من بين منفذي الهجمات مقاتل يدعى أبو داود الأمريكي (مما قد يدل على جنسيته) وإنه فجر سيارة ملغومة.

ويعد هذا الهجوم أكبر عملية عسكرية في محافظة صلاح الدين شمالي بغداد منذ الصيف الماضي عندما قتل متشددو داعش مئات الجنود العراقيين الذين تخلوا عن قاعدتهم العسكرية في معسكر سبايكر خارج تكريت.

ووصف العديد من مقاتلي الحشد الشعبي حملة هذا الإسبوع بأنها انتقام لقتلى معسكر سبايكر. وحثهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على حماية المدنيين في صلاح الدين وهي محافظة غالبية سكانها من السنة.

تأتي هذه الحملة بعد عدة محاولات فاشلة لطرد المتشددين من تكريت. ومنذ أن أعلن تنظيم داعش الخلافة في العام الماضي في الاراضي التي تخضع لسيطرته في العراق وسوريا لم تتمكن القوات العراقية من استعادة مدينة واحدة.

طرد التنظيم من حوالى بغداد
لكن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة بدعم من الفصائل الشيعية ومقاتلي البشمركة الأكراد والجنود العراقيين على مدى أشهر تمكنت من احتواء داعش في العراق وطردها من المناطق المحيطة ببغداد.

ومن الممكن أن يؤثر سير العمليات في تكريت بمحافظة صلاح الدين في الخطط الرامية لاستعادة مدينة الموصل الشمالية وهي أكبر مدينة تسيطر عليها داعش.

واذا تعثر الهجوم فانه سيعقد ويؤخر التحرك صوب الموصل. وتحقيق فوز سريع يمكن أن يعطي قوة دافعة لبغداد لكن أي عمليات انتقامية من السنة المحليين ستعرض للخطر الجهود الرامية للفوز بتأييد الغالبية السنية في الموصل.

وقال مصدر بارز بقوات البشمركة إنه إلى الغرب من الموصل هاجم مقاتلو داعش القوات الكردية في بلدة سنجار أمس الاثنين، وقتل تسعة من البشمركة و45 متشدداً في القتال الذي بدأ بهجوم شنه انتحاري بسيارة ملغومة في حي نصر بالبلدة.

وقال المصدر إن داعش "تريد أن تبين للشعب أنها ما زال بإمكانها شن هجوم والحاق خسائر بقوات البشمركة"، وتسيطر القوات الكردية على نحو 30 في المئة من بلدة سنجار وعلى التلال الواقعة إلى الشمال والجبل المطل عليها.