الأربعاء 4 مارس 2015 / 09:16

"عين الصقر" كشفت ملابسات جريمة قتل الأمريكية في "الريم"

كشف مسؤولون أمنيون إماراتيون عن تقنيات متقدمة، استخدمت في حل قضايا معقدة، منها تقنية "عين الصقر" التي لعبت دوراً كبيراً في كشف غموض الجريمة التي ارتكبتها آلاء عبدالله بدر بحق مدرسة أمريكية في جزيرة الريم في أبوظبي، بالإضافة إلى كاميرات المراقبة المتطورة المرتبطة بغرفة عمليات شرطة دبي والتي ساهمت في إحباط سرقة مجوهرات قيمتها 12 مليون درهم، نفذتها عصابة دولية، إضافة إلى تقنية استخدمت للمرة الأولى في معالجة دليل ضعيف، أسهم في تحويل دفة التحقيق في حادث سير إلى جريمة قتل.

وقدم مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، العقيد عيد بن ثاني تجربة "عملية الأنابيب"، وهي قضية مخدرات، تم القبض فيها على شخصين قاما بتهريب المخدرات إلى الدولة عبر عدد كبير من الأنابيب المعدنية، مشيراً إلى أن العملية تتميز بنقطتين مهمتين، دقة المعلومات الاستخباراتية التي تم الحصول عليها، والأسلوب الإجرامي المستخدم والاحترافية في إخفاء المخدرات.

وأضاف أن "فريق العمل استطاع ضبط كمية كبيرة من أقراص "كبتاغون"، وعددها ستة ملايين و500 ألف قرص، وبقيمة 65 مليون درهم"، موضحاً أن "عوامل نجاح العملية تتمثل في دقة وصحة المعلومات التي تم جمعها، والتخطيط المدروس للعملية، وتوزيع الأدوار على أعضاء الفريق".

ومن جهة أخرى قال المسؤول في فريق التحقيق بقضية القتل التي ارتكبتها آلاء بدر عبدالله في جزيرة الريم، مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، العقيد دكتور راشد محمد بورشيد، خلال ورقة عمل قدمها في محور مكافحة الإرهاب بملتقى أفضل التطبيقات الشرطية الذي تنظمه شرطة دبي، إن "قضية شبح الريم تعد من أهم القضايا التي حظيت بمتابعة مباشرة من القيادة العليا في الدولة، وأشرف على سير العمل فيها وزير الداخلية الفريق الشيخ سيف بن زايد".

عين الصقر

وأضاف أنه "تم استدعاء جميع ضباط وأفراد الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية للعمل في هذه القضية، كما استخدمت تقنيات حديثة للغاية، أسهمت في حل غموض الجريمة خلال وقت قياسي، ومنها برنامج "عين الصقر" الذي يعتمد على كاميرات ذكية تغطي طرق وشوارع إمارة أبوظبي"، لافتاً إلى أن "الفريق التقني في القضية قام بتحليل التسجيلات في الموقعين اللذين استهدفتهما المتهمة، وهما مركز تجاري في جزيرة الريم، حيث قتلت مدرسة أميركية، ثم بناية علي وأولاده، حيث وضعت قنبلة بدائية الصنع أمام شقة طبيب أميركي من أصل عربي".

اللوحة الأمامية
وشرح أن "التحدي الذي واجه الفريق التقني بالقضية، قيام المتهمة بإخفاء اللوحة الخلفية للسيارة التي استخدمتها في التنقل من طراز "أرمادا" بعلم الدولة، لذا لجأ إلى تحليل التسجيلات الخاصة ببرنامج عين الصقر، حتى رصد اللوحة الأمامية للسيارة، أثناء دورانها وهي في طريقها للخروج من منطقة الكورنيش، ومن ثم تم الربط بين الجريمتين، وتدفقت المعلومات التي قادت إلى ضبط السيارة والقبض على المتهمة لاحقاً".

وأكد بورشيد أن "جميع الفرق التي شاركت في القضية أدت أدواراً مهمة، بما فيها الإعلام الأمني الذي عمل بتوجيهات الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في توفير المعلومات في ظل الاهتمام العالمي بالواقعة"، لافتاً إلى أن "فيديو القضية حظي بـ12 مليون مشاهدة عبر "يوتيوب"، فضلاً عن ملايين التغريدات والمتابعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

عملية البرنس

إلى ذلك، عرض مدير إدارة البحث الجنائي بالإدارة العامة للتحريات في شرطة دبي، الرائد عادل الجوكر، آليات البحث والتحري في جريمة سرقة مجوهرات بـ12 مليون درهم، نفذتها عصابة دولية في عملية أطلق عليها "البرنسط، نظراً لأناقة المتهم الرئيس فيها، لافتاً إلى أن "القضية بدأت من باريس، حين استدرجت عصابة صاحب متجر مجوهرات في دبي، وأجبرته على الاتصال بمدير متجره، وتسليم المجوهرات إلى أفراد العصابة الذين قدموا إلى الدولة".

وقال الجوكر إن "التحديات التي واجهت فريق العمل هي وضع أفراد العصابة الأوروبية ــ وهم ثلاثة رجال وامرأة ــ تحت المراقبة طوال الوقت، وعدم الاستعجال في القبض عليهم، لأن الأوروبيين لا يرشدون بسهولة إلى مكان المسروقات، ولو قبض عليهم قبل التوصل إلى موقعها فربما تضيع إلى الأبد".

رصد المتهمين
وأضاف أنه" إضافة إلى الكوادر المحترفة التي شاركت في القضية، تحت إشراف القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، ونائبه لشؤون البحث والتحري، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، تمت الاستعانة بالكاميرات الأمنية المرتبطة بغرفة العمليات في رصد المتهمين أثناء خروجهم من المتجر، ومشيهم بين الأزقة نحو ثلاثة كيلومترات، ثم انتقالهم بالمترو من محطة بني ياس إلى محطة مول الإمارات، وتجولهم، وتناولهم الطعام".

حادث السير
في سياق متصل، قدم مدير إدارة التدريب والتطوير في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، الدكتور خبير أول فؤاد علي تربح، ورقة بعنوان إنقاذ الدليل "حادث سير أم جرعة قاتلة من الأنسولين"، كاشفاً عن واقعة استطاع فيها إثبات أن المجني عليه رجل يبلغ من العمر 55 عاماً في واقعة تدهور سيارة بمنطقة جبلية في إحدى الإمارات الشمالية، وسقوطها من ارتفاع 50 متراً، حُقن بجرعة زائدة من الأنسولين.

شكوك
وقال تربح لـ"الإمارات اليوم"، إن "ثمة شكوكاً راودت فريق التحقيق في القضية، حين عثر على المجني عليه جالساً على المقعد المجاور للسائق، ومكبل القدمين، وعزت نتائج التشريح وفاته إلى تهتك في الجمجمة مع كسر في العنق".
وأشار إلى أن "تحقيقات إدارة المباحث الجنائية كشفت أن زوجة المتوفى، بالتنسيق مع شريكين آخرين، قامت بحقن الضحية بجرعة زائدة من الأنسولين".

طريقة علمية
وواجهت الفحص إشكالية في عدم جاهزية العينة لفحص الأنسولين، لأنها لم تؤخذ بالأنبوب المناسب، وبات من الصعب التوصل بطريقة تقليدية لدليل مهم، لكن بعد التواصل مع جهات علمية دولية، توصل المختبر الجنائي بشرطة دبي إلى إيجاد طريقة علمية تستخدم للمرة لأول للمحافظة على الدليل الوحيد.