جانب من مسيرة حداد بعد اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف (أرشيف)
جانب من مسيرة حداد بعد اغتيال المعارض الروسي بوريس نيمتسوف (أرشيف)
الجمعة 6 مارس 2015 / 14:47

آخر ما كتبه نيمتسوف كان عن مقتل جنود روس شرق أوكرانيا

قد تكون ملحوظة دوّنها المعارض الروسي بوريس نيمتسوف بخط يده على عجل هي آخر ما كتبه قبل مقتله.

فقبل يوم من مقتله بالرصاص قرب الكرملين الأسبوع الماضي، كان نيمتسوف ومساعدته المقربة أولغا شورينا يناقشان تحقيقاً حساساً يعده عن دعم موسكو للمقاتلين الانفصاليين في شرق أوكرانيا.

وخوفاً من تنصت المخابرات الروسية على مكتبهما لجأ نيمتسوف إلى الكتابة بخط يده.

مقتل جنود
وجاء في الملحوظة التي أطلعت شورينا رويترز عليها "بعض المظليين من إيفانوفو اتصلوا بي. قتل 17. لا يريدون دفع مستحقاتهم المالية لكنهم يخافون الحديث في الوقت الحالي".

وقالت شورينا: "لم يكن يريد أن يقول أي شيء. لم يرد النطق بشيء لذا كتبها لي".

ولم يتسن التأكد على نحو مستقل من صحة الملحوظة المكتوبة بخط اليد.

ومنذ الصيف الماضي تفيد تقارير في روسيا بأن الكثير من الجنود الروس قتلوا في الاشتباكات بشرق أوكرانيا. وتدور في المنطقة حرب انفصالية قتل فيها أكثر من ستة آلاف شخص.

ورغم ما تقوله أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بوجود دليل دامغ على ضلوع روسيا في القتال فإن موسكو تنفي بشدة إرسال أسلحة أو جنود إلى المنطقة وتقول إن الروس الذين يقاتلون في أوكرانيا متطوعون.

ولهذا السبب كان أحدث تقارير نيمتسوف حساساً لدرجة تجعل بعض أصدقائه يقولون إنه جزء من الدافع وراء قتله لكنهم يشككون في أنه السبب الرئيسي.

عملية الاغتيال
وبعد أن تناول العشاء بالقرب من الميدان الأحمر بموسكو يوم الجمعة، أطلق الرصاص أربع مرات على نيمتسوف (55 عاماً) وهو نائب سابق لرئيس الوزراء الروسي على جسر قريب من الكرملين في طريق عودته إلى المنزل مع صديقته.

ونيمتسوف هو أشهر شخصية معارضة تقتل منذ مجيء الرئيس فلاديمير بوتين إلى السلطة قبل 15 عاماً.

وكان نيمتسوف جزءاً من معارضة ليبرالية تدعمها أقلية من الروس. ولم تكن برامج التلفزيون والإذاعة الرسمية تستضيفه تقريباً.

ولذلك فمن غير المرجح أن يلقى نشر تقريره صدى لدى جموع الروس الذين تشير استطلاعات الرأي إلى أنهم يدعمون سياسة بوتين في أوكرانيا. لكن شورينا قالت إنه كان يعتزم نشر مليون نسخة للوصول إلى أكبر جمهور ممكن.

حراك نيمتسوف
وقالت إن "نيمتسوف اتصل في إطار تحقيقه بأقارب مجموعة من الجنود الروس يقول إنهم خاضوا القتال في شرق أوكرانيا. وكان يحاول إقناعهم بأن يتحدثوا علانية عن الأمر".

وكان هؤلاء هم الجنود الذين كتب نيمتسوف في ملحوظته إنهم من مدينة إيفانوفو الواقعة على بعد نحو 300 كيلومتر شمال شرقي موسكو.

وقالت شورينا "كان على اتصال بهم. كيف كان على اتصال بهم؟ لا أعلم. لم يجعلني على اتصال بأحد".