مدينة نمرود (أرشيف)
مدينة نمرود (أرشيف)
الجمعة 6 مارس 2015 / 14:57

مدينة نمرود الأثرية درة الحضارة الآشورية

تعد مدينة نمرود الأثرية، التي أعلنت الحكومة العراقية أنها تعرضت لـ "تجريف" على يد تنظيم داعش، درة الحضارة الآشورية وموطناً لكنز يعد من أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين.

وقالت وزارة السياحة والآثار العراقية الخميس إن "عصابات" التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة من البلاد، قامت "بالاعتداء على مدينة نمرود الأثرية وتجريفها بالآليات الثقيلة مستبيحة بذلك المعالم الأثرية التي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد وما بعده".

وجاء الإعلان عن جرف مدينة نمرود بعد أيام من نشر التنظيم شريطاً يظهر قيامه بتدمير آثار في الموصل.

تاريخ أثري
وتقع المدينة التاريخية عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم إلى الجنوب من الموصل، كبرى مدن شمال العراق وأولى المناطق التي سقطت في وجه الهجوم الكاسح للتنظيم في يونيو (حزيران).

وتعد نمرود التي يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، أحد أشهر المواقع الاثرية في بلد عرف بكونه مهداً للحضارات.

ويقول عالم الآثار العراقي في جامعة ستوني بروك الاميركية حيدر حمداني: "نمرود كانت عاصمة آشور خلال العصر الآشوري الحديث".

التراث العالمي
ونمرود من المواقع الأثرية المرشحة للإدراج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). واسمها المعتمد هو الاسم العربي للمدينة التي كانت تعرف أساساً باسم "كلحو".

بدأ ذكر المدينة من قبل علماء الآثار في العام 1820، وجرت عمليات استكشافها والتنقيب عنها في العقود اللاحقة، من قبل علماء أجانب.

وتعرضت المدينة للنهب أبان الاجتياح الأمريكي للعراق في العام 2003.

ولم يتضح مدى الضرر الذي ألحقه عناصر التنظيم بالمدينة الأثرية، إذ أن حراس الموقع ومسؤولي الآثار العراقيين غير قادرين على تقييمه بسهولة. وتقع غالبية المواقع الأثرية في محافظة نينوى، ومركزها الموصل، في مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش بالكامل.

ونقل العديد من آثار نمرود من الموقع الأثري إلى متاحف عدة بينها متحفا الموصل وبغداد، إضافة إلى متاحف في باريس ولندن وغيرها. إلا أن أبرز القطع لا سيما التماثيل الآشورية الضخمة للثيران المجنحة ذات الرأس البشرية، والقطع الحجرية المنقوشة، بقيت في الموقع.

وفي شريط تدمير الآثار داخل متحف الموصل، بدا أن العديد من التماثيل والقطع الأثرية هي من موقع مدينة نمرود.

ويقول حمداني إن هذا الموقع "كان فعلاً موقعاً مهماً جداً في تاريخ بلاد ما بين النهرين، العديد من كنوز آشور الأثرية مصدره هذا الموقع".

أبرز آثاره
ومن أبرز الآثار في الموقع "كنز نمرود" الذي اكتشف في 1988، وهو عبارة عن 613 قطعة من الأحجار الكريمة والمجوهرات المصنوعة من الذهب. ووصف العديد من علماء الآثار هذا الاكتشاف، بأنه الأهم منذ اكتشاف قبر الملك الفرعوني توت عنخ آمون في العام 1923.

وعرض الكنز الذي يعود تاريخه إلى نحو 2800 عام، لمدة وجيزة في المتحف الوطني العراقي في بغداد، قبل اجتياح العراق للكويت في صيف العام 1990. وأخفت السلطات العراقية الكنز بعد ذلك.

وعثر على الكنز محفوظاً في المصرف الوطني العراقي، بعد أسابيع من سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين إثر دخول القوات الأمريكية بغداد في إبريل (نيسان) 2003.