الإثنين 16 مارس 2015 / 01:39

صحيفة أمريكية: تركيا تتحدى مصالح الناتو

24- طارق عليان

أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها إلى ما أقر به موقع وزارة الخارجية التركية من الدور الذي لعبه حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في حفظ الأمن في البلاد، مؤكداً أن تركيا، التي انضمت للناتو في 1952 "تبدي له أقصى اهتمام".

وفنّدت الصحيفة ما صرح به الموقع مشيرةً إلى أن "ما تفعله تركيا الآن يبدو متناقضاً تماماً، حيث تتقاعس عن دورها في قضايا مصيرية، مثل عدم إرسال قواتها لقتال تنظيم داعش، وعدم اتخاذها موقف حازم ضد العدوان الروسي على أوكرانيا".

استبدادية
وتابعت الصحيفة بأن "حكومة أردوغان لا تتعاون بشكل كامل مع الناتو وتدخل في تحدّ صريح ضد مصالحه"، موضحةً أن تركيا في ظل حكم أردوغان أصبحت أكثر استبدادية، وأنها انحرفت عن مبادئ الديمقراطية التي كانت شرطاً أساسياً لقيام التحالف".

وأشارت الصحيفة إلى أن "حلف الناتو ظل يضغط على تركيا لعدة أشهر حتى تغلق حدودها التي يسهل اختراقها من قِبَل المسلحين الذين يعبرون منها إلى سوريا للانضمام إلى داعش، والتي من خلالها يهرب التنظيم السلاح والنفط الذي يحصل منه على عائداته، إلا أن تركيا -رغم أنها اتخذت بعض الخطوات في هذا الصدد- لم تحكم سيطرتها الكاملة على الحدود، وربما تكون غير راغبة في وقف التدفق عبر الحدود".

استحالة إغلاق الحدود
وتعتقد الصحيفة أن "إغلاق الحدود الطويلة قد يكون مستحيلاً، ولكنها تلقي باللائمة على تركيا لعدم قيامها بدور أكبر في ضوء امتلاكها قوات مسلحة ضخمة واستخبارات واسعة النطاق"، مشيرةً إلى "ضرورة أن تضع تركيا قواعدها العسكرية في خدمة قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة".

ولفتت إلى أن "استطلاعات الرأي العام تبين أن أردوغان لا ينظر إلى داعش كتهديد، ويهتم بصورة أكبر بمعارضة الحكم الذاتي الكردي في سوريا وإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد".

تصرفات مثيرة للقلق
وسلطت الصحيفة الضوء على جوانب أخرى مثيرة للقلق في تصرفات تركيا، مشيرةً إلى نية حكومتها شراء نظام دفاع جوي من الصين بقيمة 3.4 مليار يتضمن رادارات طويلة المدى وصواريخ أرض جو طويلة المدى، يمكنها إسقاط صواريخ العدو. وتعارض أمريكا وحلفائها الأوربيين هذه الخطوة، لأنهم يعتبرون الشراء من الصين مخاطرة، فضلاً عن أنهم يشعرون بالانزعاج من عدم شراء تركيا منهم، بعد أن تحملوا تكاليف الدفاع عن تركيا، ضد هجوم سوري بوضع بطاريات صواريخ باتريوت على الأراضي التركية.

وأشارت إلى أن "حلف شمال الأطلسي لن يدمج نظامه التسليحي مع نظام صيني لأنهما غير متوافقان، فقد يحتوي النظام الصيني على برمجيات محفوفة بالمخاطر، ويبدي أعضاء من الكونغرس معارضتهم لهذا الأمر".

التوافق التركي الروسي
في الوقت نفسه، أبدت الصحيفة انزعاجها من نية تركيا توقيع اتفاق هذا العام مع روسيا، لتتمكن من بناء خط أنابيب غاز طبيعي إلى تركيا لا يمر بأوكرانيا، مؤكدةً أن حكومة أردوغان تتجاهل بذلك العقوبات الغربية وتستغل الخلاف بين روسيا والغرب بشأن غزو روسيا لأوكرانيا للحصول على إمدادات الطاقة بأسعار منافسة، وتخطط روسيا أيضاً لبناء أول محطة للطاقة النووية في تركيا.

ورأت الصحيفة في الختام أنها لا تعتقد حسبما صرح مسؤولون أمريكيون، أن تركيا لن تنسحب أبداً من الناتو لأنها ستكون خطوة كارثية، ولكن مجرد طرح هذا الاحتمال يوحي بمدى القلق الذي يساور حلف الناتو في الاعتماد على تركيا في أي أزمة.