الخميس 26 مارس 2015 / 17:37

عاصفة الحزم



تسمح الأعوام الماضية لمنطقة الخليج عامة والمملكة العربية السعودية خاصة اتخاذ قرار ذي وزن ثقيل كقرار إطلاق عاصفة الحزم، ذلك أن الجماعات المتطرفة والحكومات التي تحيك للمنطقة المؤامرات، لم تترك لنا فرصة لحسن النية أو المواصلة في الحلول السياسية معهم، فمنذ عام ٢٠١١ والمنطقة تتأرجح يميناً وشمالاً، وغالباً نجد نفس الأسماء تقف خلف كل مشكلة ونزاع، ومن يحسن استخدام الميزان والإنصاف في اعتقادي لن يظلمنا بعد حادثة البحرين الشقيق ودوار اللؤلؤة.

عاصفة الحزم, اسمٌ على مسمى, لحزم ما بعثره التطرف والأيادي العابثة من بعيد, والروح المعنوية التي تجتاح النفوس ليست نابعة فحسب من الانتصارات التي حققتها الضربة، بل  من الإجماع على كلمة الحق بين الأشقاء العرب، فبمجرد متابعة الأحداث تجد بأن السعودية تضرب والأردن تقصف ومصر تدعم ,, الخ, فالجميع يعمل, الجميع وضع مصلحة الأوطان نصب عينيه, وهنا الفائدة العظمى, وهنا الركيزة التي تحدثنا عنها كثيراً بأن قادة الأوطان في الوطن العربي قلوبهم على أمن شعوبهم وليس على عروشهم كما يروج المتطرفون ودعاة الزور وغيرهم ممن يحملون ضغينة على دولنا الغالية.

سنوات صعبة مرّت على منطقتنا, تمسك الجميع خلالها بالسلمية والسلام, والحلول الدبلوماسية, بل تجرعت دول الخليج مرارة عدم استقرار الأشقاء, واستنفد القادة جميع الحلول, صغيرها وكبيرها, دفعوا من الأموال ما لا يستطيع غيرهم دفعه, ومنحوا من الصبر ما لا يستطيع غيرهم منحه, ومع هذا لم تحقق لهم الدبلوماسية السلام الذي يعيش الجميع من أجله, والأمن الذي يرخص الجميع روحه لأجله, واليوم اضطررنا لأخذ المبادرة بأيدينا, وإرسال رسالة واضحة وصريحة للجميع بأن دول الخليج لم تتخلّ سابقاً عن الأشقاء ولن تتخلى حاضراً ومستقبلاً عنهم, فرسالة هادي خلال ساعات بسيطة حشدت آلاف الجنود والمعدات والمقاتلات لأخذ الحق وحماية شعب اليمن الذي لم يحصل على أقل الحظوظ من ثورته ضد النظام في عام ٢٠١١, الشعب الذي ثار فسرقت ثورته ونهبت فرحته, الشعب الذي آن له أن يرتاح بعد هذا العناء من العبث بمكتسباته من قبل بني الحوثي والدواعش والقاعدة وغيرهم.

عاصفة العدل, عاصفة الحق, عاصفة إعادة الحقوق لأصحابها, لا يهم المسمى, كون الحق ذاته وقف على قدميه رافعاً القبعة لصانعي هذا القرار, عاصفة بكل معنى الكلمة, تضرب ليعيش الضعفاء, وليس المتسلطين, عاصفة تواجه عاصفة أخرى هبت بلا أدنى حق وبلا مناسبة, وهي عاصفة الغدر, فعذرنا واضح أما عاصفتهم فماهو عذرهم؟ إلى هذا القدر يصعب على هؤلاء تركنا نعيش بسلام؟ نعم لأن هؤلاء الأشخاص لا يهمهم إلا القتل والذبح والتشريد والتجويع, وليس العيش بسلام, وفي حياة كريمة, فهم كارهون للسلام وخططهم تذهب الى الحرب ومعداتهم للقتل! فليواجهوا اليوم عاصفة الحزم في وقت لا مأوى يحميهم ولا جدار يسترهم.