الخميس 26 مارس 2015 / 20:13

العقبى لحوثيي سوريا الدواعش بعد عاصفة الحزم



ليست "عاصفة الحزم" في حد ذاتها، غاية للدول المشاركة فيها. ومَثُلُ هذه "العاصفة" مثل الجراحة الضرورية للدمل الذي يخزن قيحاً ولا ينفجر، والغاية تفريغ قيح الدمل عبر الجراحة أولاً، ومن ثم معالجة الجرح.

هذا ما كان يحتاجه الحوثي الذي اغتر بمنطق القوة، ونسي أن المصالح والحلول الوسط بين أهل البيت اليمني الواحد هي الأكثر دواماً، أما لغة الجبر والقوة المستندة إلى السلاح وحده فعارض سيسقط وإن طال الزمن.

ردود أفعال الحوثيين بعد انطلاق الضربة الأولى للعاصفة كانت لافتة للنظر، هاجموا فيها أمريكا والصهيونية، وأطلقوا من الصفات ما لا تفسره سوى حالة من فقد أعصابه مرة واحدة بعدما كان يتكلم طوال أشهر بصفته المنتصر الكريم الذي يريد توزيع الأعطيات على اليمنيين، شعباً وقيادات سياسية، في شمال الدولة وجنوبها. هاجم الحوثيون الدول المشاركة في الضربة، بل وشعوب تلك الدول، بعبارات كلامية هذه المرة، وأسندوا هذيانهم تحت ارتفاع درجات حرارتهم المفاجئة إلى آيات بتفاسير تتناسب مع وهم منطق القوة الذي ظنوا به أن اليمن أصبح تحت قبضتهم إلى الأبد، مستندين في وهمهم على الدعم الإيراني منذ أيلول (سبتمبر) الماضي، وعلى وهم غلاة ملالي طهران الذين أعلنوا أن اليمن أصبح "محافظة إيرانية"، بعد سوريا.

كان لابد للحصيف في السياسة، أو العسكر، من الحوثيين، إن وُجد، أن يعرف أن مصيرهم سيكون مشابهاً لمصير الديكتاتور علي عبدالله صالح. فالدور الخليجي السياسي، الذي ساعد الشعب اليمني في الإطاحة بصالح، حاول التقريب بين السياسيين اليمنيين والحوثيين في السياسة، لكن الحوثي أخذته العزة بالإثم، وظن أن دعايته السياسية والتحدث باسم الثوار سينطلي على اليمنيين والخليجيين.

حسم الخليجيون، أمرهم، وحانت ساعة الصفر الليلة الماضية، بعد مشاورات إقليمية وعالمية مهدت لهذه الخطوة التي فاجأت الحوثيين. إيران نفسها تفاجأت بالعاصفة، وأبدت حتى الآن رد فعل خجولاً، حتى سياسياً. فهي مدركة، ولابد، أن أي خطوة مغامرة ستنعكس عليها قبل انعكاسها على الحوثيين.

ووفق ما أعلن سياسيون يمنيون، العاصفة مستمرة حتى تحقيق أهدافها بتحجيم قوة الحوثي وحليفه صالح. والعاصفة مستمرة حتى ينقاد الحوثيين، مقتنعين، إلى طاولة مفاوضات سياسية يحضرون إليها كيمنيين فقط، ليتقاسموا عبء بناء بلدهم الذي مكث في ثورته أكثر من أربع سنوات، ودفع فقراءه الثمن من أمنهم وحياتهم وجوع أطفالهم.

والعقبى لحوثيي سوريا: الدواعش.