الخميس 26 مارس 2015 / 22:20

عاصفة الحزم.. ليست مجرّد ردّة فعل



لن نستند في تحليل الأحداث الجارية حالياً على أرض اليمن، بمقولة (لكل فعل ردة فعل) لأن القضية هنا تتجاوز تلك البساطة في الوصف، وتتوغل في منطقة عميقة، ليس سهلاً أن نحصرها في تعبير مباشر، أو أن نحتويها في عاطفة نحتكم إليها عندما يتعلق الأمر بالأرض والعروبة، لا بل بالمعتقد وأرض بيت الله.

فعندما، تدخل ميليشيات إيرانية فارسية إلى أرض عربية، وتهدد كل ما يحيط بها، وتضرب بالنار والفتنة دولة عربية شقيقة، فلا بد للفعل أن يتجاوز مسألة ردة فعل مساوية، إلى ردة فعل قاضية، تبيد كل صاحب وهم بمساس أرض العرب، ومنطقة الخليج على وجه الخصوص، المحاطة بالأعداء والجوعى.

إيران التي تعترف اليوم، بأنها وراء كل ما يحدث لليمن، بإدانتها الإرادة العربية الموحّدة للقضاء على المرتزقة الذين انقلبوا على الشعب اليمني، كما انقلبوا على السلطة الشرعية هناك، وفي أكثر من دولة عربية، تثبت أنها لم تكن يوماً دولة شقيقة، ولا إسلامية حتى، وتبرهن لكل مواطن عربي لا يزال يعتقد بحرصها عليه وعلى حقوقه أنها مجرّد مهرج يسعى لإضحاك وإسعاد من حوله عبر خداعه.

يليق بإيران أن تأخذ دور البطولة في فيلم كوميدي يبكي المشاهد أكثر مما يضحكه، كما يليق بها أن تبدأ بإعداد مسلسل هزيمتها، وإخراجه بالطريقة التي لن تحددها هي هذه المرة، لأنها ستجد نفسها مجبرة على الرضوخ لحالة من الحرج والتراجع الأكيد.

عاصفة الحزم، حاجة عربية ملحة، كنا بانتظارها وتحققت، بعد صلف وتمرد ووقاحة من بعض الشواذ، الذين قرروا خراب أوطانهم لخدمة الغريب، المتربص، الجائع، الذي يتمدد في الأوهام، ويحاول أن يفعل ذلك على أرض الواقع، وأرض العرب.

القرار الذي انتظرناه ولم تتأخر السعودية باتخاذه، وقد حظي بدعم عربي كبير على الصعيدين الرسمي والشعبي، بدليل المشاركة العسكرية الواسعة، والوعي الذي أبداه المتابع العربي عبر جميع وسائل التواصل، سيمهد الطريق أمام حالة عربية جديدة، أكثر تماسكاً سياسياً وعسكرياً، وقد تسهم في تغيير شكل ومضمون الصراعات والحروب الدائرة اليوم في أكثر من بلد عربي، تؤججها عصابات الفتنة التي ينتمي أصحابها لطوائف ومذاهب لا لأوطان وآمال مشتركة.

إذاً ستتجاوز العاصفة مسألة (ردة الفعل)، وستفرض مساراً جديداً للتعاطي مع جميع التهديدات والاختراقات من هنا وهناك، ليصبح فيما بعد من الصعب على أي دولة أن تتحول من موقع "الجار" إلى موقع العدو الذي يحاول الدخول إلينا حتى من ثقب الإبرة .