أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري (المصدر)
أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري سامح شكري (المصدر)
الخميس 26 مارس 2015 / 23:34

العربي: موافقة وزراء الخارجية على إنشاء قوة عربية مشتركة تقدم تاريخي

24 - شرم الشيخ - أحمد علي

أكد أمين عام جامعة الدول العربية، الدكتور نبيل العربي، أن موافقة وزراء الخارجية العرب على رفع مشروع قرار بإنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة تحديات الأمن القومي العربي، تقدم كبير وتاريخي للعمل العربي المشترك.

وقال العربي في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، في ختام أعمال مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية التي تنطلق السبت "كنتم تكتبون أين الجامعة العربية؟، والآن الجامعة العربية سيكون لديها جيش يحارب ويحرر ويعمل وهذه أول مرة تكون هناك قوة سوف تنشأ وتعمل باسم الدول العربية"، موضحاً أن هذا لابد أن يؤخذ في الاعتبار، قائلاً أنه لم يكن يتصور أن نصل لهذا اليوم الذي شهد نجاحاً كبيراً جداً.

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه استمع إلى جلسة خاصة حول تأزم الوضع في اليمن وصدر قرار يوضح عزم الدول العربية والجامعة العربية المضي قدما بانتهاج سياسة فعالة ومؤثرة تعضد الأقوال بالأفعال وتجسده الإرادة المشتركة والتضامن الحقيقي بين الدول العربية.

وقال: "هذه الروح الإيجابية التي سادت اجتماعنا اليوم هي ذاتها التي تعتزم مصر تعزيزها خلال رئاستها للقمة العربية على مدى العام القادم".

من جانبه قال العربي، إن المواطن العربي يشعر في كل مكان بقلق شديد وبأن الأمن القومي العربي مهدد وأن هناك اقتتال شرقاً وغرباً وهناك عمليات إرهابية تزداد قوتها من حين إلى آخر.

التدخل العسكري
وأوضح أن الهدف الذي تسعى إليه مصر والأمانة العامة للجامعة، التركيز على هذا الموضوع، موضحاً أنه تبين اليوم وجود حالة تستدعي تدخل عسكري من عدد من الدول العربية عبر تحالف دولي لإعادة الشرعية في اليمن، وهذه من أهم النقاط سواء في اليمن أو ليبيا أو أي مكان هو المحافظة على الشرعية المعترف بها دولياً.

وقال: "بناء على ذلك كان مهماً رفع قرار مثل مشروع قرار للقمة العربية حول صيانة الأمن القومي العربي".

تشكيل قوة عربية مشتركة
وافق مجلس وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم التحضيري للقمة العربية، على مشروع قرار سيتم رفعه للقادة العرب في اجتماع القمة يوم السبت المقبل، يؤكد على تشكيل قوة عربية مشتركة تضطلع بالتدخل السريع وما يتكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء، وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي، بما فيه تهديدات للتنظيمات الإرهابية.

كما كلّف الأمين العام بالتنسيق مع رئاسة القمة مصر لدعوة رؤساء أركان القوات المسلحة خلال شهر من صدور القرار لدراسة اقتراح كافة الإجراءات التنفيذية وآلية العمل والموازنة المطلوبة لإنشاء القوة المشتركة وتشكيلها، وعرض نتائج أعمالها في أقرب وقت في اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك.

وأكد المجلس التزامه القوي بصيانة الأمن العربي، معرباً عن قلقة الشديد إزاء التطورات في الدول العربية من جراء العمليات الإرهابية التي أصبحت تهدد الأمن القومي العربي، مشدداً على ضرورة تعزيز الأمن القومي العربي لمكافحة الإرهاب، واتخاذ جميع التدابير التي تتيح صيانة الأمن العربي والاستقرار في الدول العربية.

وجاءت هذه القرارات استناداً للمادة الثانية من ميثاق الجامعة العربية والمواد ذات الصلة من معاهدة الدفاع المشترك.

الأمن القومي العربي
وأشار العربي، أن موضوع صيانة الأمن القومي العربي يعالجه وزراء الخارجية منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، وتم إقرار مشروع حول صيانة الأمن القومي له قيمة تاريخية، حيث لأول مرة منذ سنوات سابقة، لم يجتمع العرب على أمر سياسي هام لتنفيذه مثل صيانة الأمن القومي العربي، حيث يستطيعوا أخذ قرارات في جميع جوانب الدولة.

وأوضح أنه كان هناك تأكيد من وزراء الخارجية على صيانة الأمن القومي العربي ومواجهة التهديدات بصورة شاملة، سياسياً وفكرياً وأيديلوجياً، منبهاً من أن التنظيمات الإرهابية تقدمت بطريقة غير معقولة.

انتشار الإرهاب
ولفت أن العالم يشهد منذ الخلفاء الراشدين وقبل ذلك عمليات إرهابية، لكن كانت عمليات إرهابية في مكان ما، لكن ما يحدث الآن من التنظيم الذي يطلق على نفسه داعش أن يستولى أراضي ويعتبر نفسه دولة ويصك نقود، فهذا أمر كبير وينبغي مواجهته بصورة شاملة من جميع الدول.

وقال إن وزراء الخارجية وافقوا على إقرار مبدأ هام وهو إنشاء قوة لمواجهة التهديدات.

وعن آلية الخطوات القادمة في اليمن وهل هناك خلافات حول إنشاء قوة عربية مشتركة، قال سامح شكري، إن موضوع اليمن استحوذ على اهتمام بالغ للمجلس الوزاري وتم عقد جلسة خاصة أفردت لمناقشة تطورات اليمن وصدر عنها بيان يؤكد دعم العمل الذي يقوم الائتلاف دعهما للشرعية في اليمن، وبطلب من الرئيس الشرعي، ومقاومة العناصر الانقلابية التي أدت إلى محاولة الانقضاض على السلطة، واللجوء إلى العمليات العسكرية والخروج عن إطار التسوية السلمية.

وأكد أن الدول المشاركة في هذا الائتلاف تقوم به مجموعة من مجلس التعاون الخليجي ومعظم أعضائه بالإضافة إلى مشاركة دول أخرى مثل مصر والأردن، تسير في إطار التنسيق المشترك بين الدول التي ترى أهمية العمل على تثبيت الاستقرار، منوها بوجود دعم دولي من شركاء دوليين يشعرون بأهمية اضطلاع الدول العربية بهذه المسؤولية.

وأضاف "ينبغي أن نكون على قدر التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي ولا نعتمد على التدخلات أو الإسهامات الخارجية، لأننا كعرب أدرى بظروف واحتياجات المنطقة ونستطيع أن نواجهها بفضل قدراتنا الذاتية".

وعن القوة العربية المشتركة نفى شكري، وجود اختلافات في الرؤى، مشيراً إلى أنه تم تداوله في جلسة تشاورية ثم في جلسة رسمية، وكان هناك كما هو الحال في كافة القرارات نقاش أثرى الموضوع وأضاف إليه عناصر كان يرى المجتمعون أهميتها لأهمية الموضوع الذي يتم تداوله، فكان هناك توافق حول مشروع القرار الذي تم اعتماده والذي يرفع إلى القمة للتداول والنظر فيه من قبل الزعماء.

تفاهم
بدوره قال نبيل العربي، أنه كان هناك تفاهم تام بشأن اليمن وصدر قرار هام بالرغم من أن هناك بعض التحفظات، لكن القرار في حد ذاته أعطى قوة فيما تم اعتماده من الدول، واستند القرار إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك، وميثاق الجامعة العربية، والمادة 51من ميثاق الأمم المتحدة، وكلها قواعد شرعية.

ولفت إلى أنه كان طبيعي في مثل هذا الإطار أن تكون هناك تساؤلات كثيرة، موضحا أن الكلام لأول مرة استناداً إلى معاهدة الدفاع العربي المشترك التي وقعت سنة 50، ولم يجتمع لها الا في يناير 73 قبل حرب أكتوبر ولم يحدث اجتماعات بعد ذلك، لذا ما اتخذ خطوة كبيرة جداً.

وقال العربي "هذا موضوع جديد ومن يقرأ القرار الذي صدر باعتماد إنشاء قوة عسكرية عربية تشارك فيها الدول العربية وتضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أياً من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً مباشراً للسلم والأمن العربي.