وزير الخارجية ظريف
وزير الخارجية ظريف
الجمعة 27 مارس 2015 / 21:54

إيران والدول الكبرى تتبادلان الضغوط لتقديم تنازلات في المحادثات النووية

قال مسؤولون إن الدول الكبرى وإيران تتبادلان ممارسة الضغوط على بعضهما البعض لتقديم تنازلات اليوم الجمعة قبل نهاية مارس (آذار) للتوصل إلى اتفاق مبدئي نووي مع طهران التي تطالب بنهاية فورية للعقوبات وبالحرية في مواصلة إجراء أبحاث نووية حساسة.

وتجتمع طهران والقوى الكبرى - الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين- في لوزان بسويسرا لإعداد اتفاق إطار سياسي بحلول نهاية الشهر الحالي يضع الأسس لاتفاق شامل بحلول 30 يونيو (حزيران).

وبموجب التسوية النهائية توقف طهران الأنشطة النووية الحساسة لمدة عشر سنوات على الأقل مقابل رفع العقوبات المالية والنفطية الدولية المفروضة عليها. ويهدف هذا الاتفاق إلى إنهاء المواجهة النووية المستمرة منذ 12 عاماً مع الغرب وخفض مخاطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط.

وتتفق كل الأطراف على أنها اقتربت أكثر من التوصل لاتفاق لكن لا تزال توجد اختلافات كبيرة.

إصرار إيران على رفع العقوبات
وتصر طهران على أن يكون لها حرية الاستمرار في إجراء أبحاث على أجهزة الطرد المركزي المتطورة - وهي المعدات التي تستخدم في تنقية اليورانيوم للاستخدام في محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية وإذا جرى تخصيبه بدرجة أعلى يستخدم في صناعة أسلحة نووية في منشاة فوردو المقامة تحت الأرض. وتصر طهران على الرفع الفوري لجميع عقوبات الأمم المتحدة وأكثر العقوبات الأمريكية والأوروبية صرامة.

وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز: "تحقق تقدم هائل في جميع القضايا"، وأضاف "لا تزال توجد خلافات في قضيتي الأبحاث والتطوير وعقوبات الأمم المتحدة".

وأكد مسؤول غربي قريب من المحادثات أن أبحاث أجهزة الطرد المركزي والتخصيب بصفة عامة هي أصعب القضايا التي تنتظر حلاً، "العنصر الأساسي بالنسبة لنا هو الأبحاث والتطوير والتخصيب".

وأوضح وزير الخارجية الفرنسي الذي يقول مفاوضون إنه طالب بأكثر القيود صرامة على الأنشطة النووية الإيرانية في المستقبل إذا كانت بلاده ستؤيد الاتفاق إن هناك المزيد من العمل الذي يجب إنجازه لكنه قلل في الوقت نفسه من أهمية المهلة المتاحة للتوصل إلى اتفاق.

وقال وزير الخارجية لوران فابيوس للصحافيين في الأمم المتحدة في نيويورك: "الشيء المهم هو المحتوى وليس المهلة"، وأضاف "تحقق بعض التقدم لكن توجد أشياء لم تحل بعد".

ومن المقرر أن يصل فابيوس إلى لوزان يوم السبت. وأكد وزيرا الخارجية البريطاني والروسي أيضا أنهما سينضمان إلى المحادثات في مطلع الأسبوع.

التهديد بعقوبات جديدة
وهدد الكونغرس الأمريكي الذي يهيمن عليه الجمهوريون بفرض عقوبات أمريكية جديدة على إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في مارس (آذار) وذلك على النقيض من نصيحة الرئيس باراك أوباما الذي هدد باستخدام حق النقض (الفيتو) لإحباط أي إجراء من هذا القبيل.

وقال مسؤولون غربيون إن الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين عازفون عن السماح لإيران بتشغيل أجهزة الطرد المركزي في منشاة تخصيب فوردو مضيفاً أن القضية لم تحل.

وذكر موقع للحكومة الإيرانية على الإنترنت في نوفمبر (تشرين الثاني) أن واشنطن قد تسمح لإيران بالاحتفاظ بنحو 6000 جهاز طرد مركزي من الأجيال الأولى بدلاً من نحو عشرة آلاف جهاز طرد مركزي تعمل الآن من بين 20 ألفاً تم تركيبها.

وبعد الاجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الجمعة قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للصحافيين - خارج الفندق الذي أقيم في القرن التاسع عشر على ضفاف بحيرة جنيف حيث تجري المحادثات - انه لم يتضح إن كان سيتم التوصل إلى اتفاق في الأيام القادمة.

وقال ظريف: "المفاوضات صعبة ومعقدة وتوجد لحظات اتفاق ولحظات اختلاف." وأضاف "نعتقد أن التوصل لاتفاق ما زال ممكناً لكن متى يحدث ذلك فهذه قصة أخرى. وإحساسنا هو أننا بالتأكيد سنتمكن من التوصل إلى اتفاق لكن هذا سيحتاج إلى إرادة سياسية من الجانب الآخر".

وقال ظريف إن قضية العمليات العسكرية التي تقودها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن والذين تؤيدهم طهران أثيرت على هامش المحادثات وان كانت محادثات لوزان تتركز حصريا على القضية النووية.

وتحدث الرئيس الإيراني حسن روحاني مع زعماء فرنسا وروسيا وبريطانيا والصين يوم الخميس في محاولة لكسر الجمود. وبعث برسالة إلى زعماء القوى الست ومن بينهم أوباما وان كان مسؤولون قالوا إن الرسالة لم تشر إلى أن طهران مستعدة لتقديم تنازلات.

وعندما سئل بشأن محادثة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند مع روحاني قال فابيوس إن الرئيس الإيراني "لم يكن محدداً للغاية" فيما يتعلق بالمفاوضات النووية لكنه لم يتطرق إلى تفاصيل. وقال مسؤولون غربيون إن المشكلة الرئيسية ما زالت رفض طهران تقديم تنازلات جدية. ويقول الإيرانيون نفس الشيء بشأن القوى الست ويتهمون الفرنسيين بتبني أكثر المواقف تعنتا.