الأحد 29 مارس 2015 / 09:55

تونس تنتفض اليوم ضدّ الإرهاب

تشهد تونس اليوم الأحد مسيرة "ضد الإرهاب" يتوقع أن يشارك فيها عشرات آلاف الأشخاص على رأسهم الرئيس الباجي قائد السبسي وقادة اجانب بينهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، إثر الهجوم الدامي على متحف باردو الذي أودى بحياة 22 شخصاً.

وستبدأ المسيرة الشعبية حوالى الساعة 10,00 (11,00 تغ) في ساحة باب سعدون لتختتم امام المتحف حيث وقع في 18 مارس (آذار) الاعتداء الذي أودى بحياة 22 شخصاً هم 21 سائحاً أجنبياً وشرطي.

وسيرافق مسؤولون أجانب الرئيس الباجي قائد السبسي لمئة متر في حرم المتحف قبل تدشين مسلة لذكرى ضحايا الهجوم.

وأكدت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي للتلفزيون السبت أن الهجوم على متحف باردو "لم يقتلنا وجعلنا أقوى". وأضافت أن "حسنا الوطني يجب أن يظهر الآن".

وكان السبسي وجه مساء الأربعاء نداء عبر التلفزيون دعا فيه التونسيين إلى المشاركة بكثافة في المسيرة "ليعبروا عن قوة تونس وعزيمتها في مكافحة الإرهاب" ولتوجيه رسالة "للخارج بان تونس ماضية في كفاح الإرهاب وستواصل تشبثها بالاصلاحات السياسية التي قامت بها".

وقتل في هذا الهجوم الذي شنه مسلحان فتحا النار في متحف باردو الوطني عشرون سائحاً من إيطاليا واليابان وفرنسا وإسبانيا وكولومبيا وأستراليا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا وروسيا، وشرطي تونسي. وقد ارتفعت حصيلة قتلاه الى 22 السبت بوفاة فرنسية متأثرة بجروحها.

قادة عالميون
وسيستقبل الرئيس السبسي عدداً من القادة الأجانب بينهم نظراؤه الفرنسي فرنسوا هولاند على الرغم من الدورة الثانية لانتخابات الإقليم في بلده، والبولندي برونيسلاف كوموروفسكي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

كما يتوقع أن يشارك في المسيرة رئيسا وزراء ايطاليا ماتيو رينزي والجزائري عبد المالك السلال وكذلك وزبرا خارجية اسبانيا خوسيه مانويل غارسيا مارغايو وهولندا بيرت كوندرز.

وقال القائد السبسي صرح لصحيفة ويست فرانس الفرنسية "بات كل العالم يرد اليوم بعد كل اعتداء كما لو أنه وقع على أرضه. هذا أمر جديد وأمر مهم".

وتذكر هذه المسيرة بتلك التي شهدتها باريس في كانون الثاني/يناير بمبادرة من هولاند بعد الهجوم الذي تعرضت له اسبوعية شارلي ايبدو ومتجر يهودي.

وأعلنت حركة النهضة الاسلامية التي تشارك في الائتلاف الحكومي إلى جانب خصوم الأمس، أنها ستشارك في التظاهرة واصفة الارهاب بأنه "عدو الدولة والثورة والحرية والاستقرار والتنمية".

بدوره، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) "جميع أعضائه (...) ومجمل الشعب التونسي إلى المشاركة بكثافة" في التحرك.
من جهتها، أعلنت الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة أنها لن تشارك في المسيرة "بسبب نفاق" بعض المشاركين، في إشارة واضحة إلى حركة النهضة.

وقال الناطق باسم الجبهة همة الحمامي إنه لا يريد أن تكون المسيرة "وسيلة للتغطية على المسؤوليات (...) حول انتشار الإرهاب".

وبعد الاعتداء على المتحف، نددت فئة من اليسار العلماني بمشاركة النهضة في أي شكل من الوحدة الوطنية "ضد الإرهاب"، معتبرة أن الحركة الإسلامية تربطها علاقات مشبوهة بالتيار الجهادي، وخصوصاً حين تولت السلطة بين نهاية 2011 وبداية 2014.

وترى شخصيات اليسار أن النهضة مسؤولة، وربما متورطة، في اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي المناهضين للإسلاميين في 2013.

وفي مواجهة هذه الانقسامات تحدثت صحيفة لا بريس عن "معركة عبثية"، مؤكدة أن "العالم ينتظر منا أن نبرهن على أننا نستحق دعمه وموجة التضامن التي سيعبر عنها طوال النهار".

وسيستأنف المتحف نشاطه الطبيعي الإثنين.

وقد فتح الجمعة أمام التلاميذ والطلاب. وذكرت صحافية من وكالة فرانس برس أن آثار الرصاص ما زالت واضحة على بعض الجدران.
وقالت الشابة الالمانية لينا بوتلندر لفرانس برس فيما كانت تزور المتحف "كنت خائفة بعض الشيء، لكنني الآن هنا وألاحظ أن المكان آمن".

من جهتها، أكدت سمية الشابة التونسية التي جاءت مع مجموعة أطفال أن هؤلاء "صدموا بما شاهدوه على التلفزيون، ونحن هنا لنثبت ان لا شيء نخاف منه".