الميليشيات الشيعية (أرشيف)
الميليشيات الشيعية (أرشيف)
الأربعاء 1 أبريل 2015 / 00:51

صحيفة أمريكية: واشنطن تواجه أعداءً كثر في معركة تكريت

24- فاطمة غنيم

قالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها إنه "عقب فتح جبهة جديدة في العراق، وجدت القوات الأمريكية نفسها تحارب بجانب مجموعة من الجماعات المسلحة التي لا تعتبر الولايات المتحدة خصماً لها فحسب، ولكنها تتهمها أيضاً بتقديم دعم نشط لإرهابيي تنظيم داعش.

ولفتت الصحيفة إلى تصاعد حدة التهديدات والاتهامات الصادرة عن الميليشيات الشيعية التي تقود معركة تكريت، عندما شن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضرباته الجوية الأولى هناك، ضد أهداف تابعة لداعش، إذ زعمت العديد من الجماعات المدعومة من إيران أن طائرات التحالف قصفت أحد مقرات المقاتلين الموالين للحكومة في المدينة يوم الجمعة متوعدة بالانتقام.

وأصدرت السفارة الأمريكية في بغداد بياناً يدحض هذه المزاعم، في حين أكدت الحكومة العراقية أنه لم يقع أي هجوم مشابه لذلك.

الشائعات
واعتبرت الصحيفة هذه المزاعم هي الأحدث في سلسلة طويلة من الاتهامات التي وجهت ضد الولايات المتحدة، منذ أولى غاراتها الجوية ضد داعش في أغسطس (آب) الماضي. وأصبحت الشائعات حول إسقاط طائرات التحالف الدولي لإمدادات وأسلحة على مسلحي داعش وقصفها للمقاتلين الموالين للحكومة رائجة للغاية في بلد حافل بنظريات المؤامرة.

ورغم كونها عارية من الصحة، بحسب الصحيفة، تسلط هذه الاتهامات الضوء على الموقف الراهن للولايات المتحدة في العراق، حيث لا يرحب بوجودها العديد من الجماعات الشيعية المدعومة من إيران التي تقاتل متشددي داعش على الأرض. ويقول المحللون إن "هذه التهديدات المتنامية هي على الأرجح محاولة لضعف إرادة التحالف الدولي بينما تتنافس الولايات المتحدة وإيران على النفوذ في المعركة".

ويقول أعضاء الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران إن "تدخل الولايات المتحدة في هجوم تكريت جعلهم يشعرون بالتهميش، ورفض معظم قادة الميليشيات الشيعية المشاركة في المعركة حتى رحيل الطائرات الأمريكية، لكنهم عزفوا عن مغادرة مواقعهم، بينما هدد البعض بإسقاط الطائرات الأمريكية".

وكانت ميليشيا كتائب حزب الله، التي تصنفها الولايات المتحدة بأنها منظمة إرهابية، أول من أصدر هذا التهديد. واستعرضت هذه الجماعة في وقت سابق من هذا الشهر صواريخ تمتلكها من طراز أرض جو في مقطع فيديو يهدف إلى التخويف.

نظريات المؤامرة
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا العداء تجاه الولايات المتحدة يمتد إلى ما هو أبعد من الميليشيات التي حاربت الجنود الأمريكيين في الماضي، ويتجلى في النقاشات البرلمانية وتقارير وسائل الإعلام العراقية، وحتى بين أبرز قادة القوات المسلحة الوطنية التي تساعدها الولايات المتحدة".

وقال قائد في الجيش العراقي، العميد عابد المالكي، ومقره في مدينة سامراء، إن "الجميع يعلم أن الأمريكيين يسقطون الإمدادات على داعش"، مضيفاً أن "الغارات الجوية الأمريكية هي مجرد غطاء للجهود المبذولة لدعم التنظيم المتطرف".

ووصف مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكي، رفض الكشف عن هويته، هذه المزاعم "بأنها مثيرة للسخرية"، مشيراً إلى أن "الجنود يخاطرون بحياتهم لمقاتلة داعش".

تقاسم النفوذ
وأوضحت الصحيفة أن "هذه الإدعاءات تزداد حدة نتيجة للتدخل الأمريكي في أماكن أخرى من الشرق الأوسط، حيث تتنافس الدول السنية مثل السعودية على النفوذ مع إيران الشيعية. فرغم أن الولايات المتحدة والسعودية تؤيدان الجانب نفسه في الصراعات الجارية في سوريا واليمن، تجد واشنطن نفسها في العراق على الجانب الآخر من المعركة".

وتناول المسؤول الأمريكي حالة العداء من جانب بعض الميليشيات قائلاً إن "بعضها حاربتنا خلال حرب العراق، عندما كنا هناك في وقت سابق، لذلك نحن نأخذ ما يقولونه على محمل الجد". وأضاف: "لكن في الوقت الراهن نعتقد أن جنودنا وطائرات في أمان، وسنواصل قتالنا ضد داعش".