عناصر من حركة حماس (أ ف ب)
عناصر من حركة حماس (أ ف ب)
الأربعاء 1 أبريل 2015 / 14:53

محلل سياسي أردني لـ24: الإخوان وُجدوا لتمرير مؤامرة تقسيم فلسطين

24 - عمّان - ماهر الشوابكة

قال المحلل السياسي الأردني خالد فهيم إن "مؤامرة تشكيل ما يسمى الإخوان المسلمين كانت جزءاً من مؤامرة القوى الاستعمارية على الأمة العربية للتمهيد لقرار تقسيم فلسطين".

وقال فهيم لـ24 إن "هذه المؤامرة خطط لتنفيذها من خلال إيجاد تنظيم ذي ميول إسلامية في ظاهره، يقوم بالتغلغل في المجتمعات التي ينشأ فيها، مركزاً على السيطرة على قلوب العوام باسم الدين، دون التفكير في مقاومة الاحتلال أو طرح فكرة تحرير الأرض".

التنظيم لم يهدد الغرب
وقال فهيم إن هذا التنظيم لم يشكل تحدياً وتهديداً على القوى الغربية، بمقدار ما شكل تهديداً للدول العربية، بل إنه سعى لتقويض وحدة الأمة العربية عبر بث روح الانقسام تحت ستار الدين، إضافة إلى المال السياسي للسيطرة على بعض الشباب العربي المثخنين بالقهر وبالبطالة والفقر.

وقال إن التنظيم عين نفسه ناطقاً باسم الإسلام وليس ناقلاً أو ناشراً لحكم الله، محاولاً الاستئثار بالسلطة وعدم الاعتراف بالسلطة السياسية العربية، بل وتجيش الشعوب للنقمة عليها، متناسياً عن قصد أنه لا يجوز شرعاً الخروج على الحاكم حتى لو كان ظالماً وفاسقاً وفاجراً ما أقام بكم الصلاة.

شكل تهديداً للعرب
وقال إن تنظيم الإخوان والحركات المرتبطة به، موجود في معظم الدول العربية منذ أن بدأ التسلل إلى المنطقة في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

وأضاف فهيم أن "التنظيم شكل تهديداً حقيقياً على القيادات العربية لمحاولاته المتكررة للوصول إلى السلطة".

ووضح قائلاً "لكنه بعد أن فشل حاول ركوب الموجة واستغلال الانتخابات كأداة مركزية، لكي يتحول إلى حكومات شرعية في دول المنطقة".

ويضرب فهيم على ذلك مثلاً كما حدث في مصر وتونس، حيث "استطاعوا بفترة من الفترات الوصول إلى مناصب سيادية، ولكن في دول عربية أخرى فهم متهمون بالإرهاب ويتم ملاحقتهم وتضييق الخناق عليهم مثل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية".

النزعة الدينية أبقتهم
وقال إن "قدرة التنظيم على البقاء لأكثر من 6 عقود تتعلق بالنزعة الدينية لدى عموم الشعب العربي، على الرغم من عدم تدينهم لكنهم ينظرون إلى المشروع الإسلامي كحل وحيد للقضايا العالقة والمعقدة، وميل هذه الشعوب نحو الله في أزماتها".

وأضاف أنه "لا يوجد في الساحة السياسية غير جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق رؤى تلك الشعوب على الرغم من تغير النظرة العامة لهم بعد فشلهم في المحافظة على الحكم في مصر، والتغير في نمط تفكير تلك الشعوب بعد الثورات الصناعية والثقافية، وبعد موجة الربيع العربي والتي أوجدت ميلاً كبيراً لدى هذه الشعوب بالدولة المدنية ومدى نجاعتها في تحسين الظروف المحيطة بتلك الشعوب".

وقال فهيم "في فلسطين ظل التنظيم الذي نشأ على أرضها منذ ستة عقود يردد أنه في مرحلة استضعاف، ولم يشارك في أية عمليات للمقاومة"، متذرعاً بأن "إقدامه على المشاركة في عمليات المقاومة المسلحة سوف يعطى للعدو المبرر للقضاء على الجماعة ومشروعها في فلسطين".

صورة الجماعة سلبية
وأضاف "استمر الأمر كذلك حتى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى التي شاركت فيها كل شرائح الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، وهنا تعرض التنظيم لضغوط شديدة من شبابها وكوادرها الذين رأوا أن صورة الجماعة باتت سلبية للغاية بسبب عدم مشاركتها في الانتفاضة الوطنية الكبرى، وبدأت الجماعة تتعرض لانقسامات حادة نتيجة رغبة شبابها في مشاركة فصائل منظمة التحرير في عمليات المقاومة".

وقال "هنا قررت الجماعة تشكيل جناح مسلح للمشاركة في عمليات المقاومة، فتشكلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد اندلاع الانتفاضة بأسبوعين، وبدأت تطلق بياناتها التي ادعت فيها أنها مفجر الانتفاضة والتي تقف وراءها".

وقال فهيم "بات واضحاً أن ظهور الحركة مثَّل عبئاً شديداً على الشعب الفلسطيني، فالحركة رفضت الانضمام إلى القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة وعملت بشكل منفصل دون تنسيق، بل إنها أنهكت المواطن الفلسطيني حيث كانت تدعو إلى الإضراب في أيام مختلفة عن تلك التي تحددها القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، بل كانت تدعو أتباعها إلى عدم الإضراب في الأيام التي تحددها القيادة الوطنية، وهو الأمر الذي أضعف كثيراً من زخم الفعل المقاوم".