شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب (أرشيف)
شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب (أرشيف)
الأربعاء 1 أبريل 2015 / 19:46

شيخ الأزهر: العبث بأمن الخليج سيقابل بالمقاومة مهما كان الثمن

24- القاهرة- منى قطيم

أكد شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن "سياسات الولايات المتحدة في المنطقة تساهم بشكل كبير في اضطراب المنطقة، وتقف عائقاً في وجه إحلال السلم العالمي بالازدواجية والكيل بمكيالين في كثير من القضايا الإقليمية والدولية، وفي الوقت الذي تعلن دعمها للتحالف العربي ضد الجماعات الحوثية، تدعم على الجانب الآخر قوى إقليمية تمول وتساند هذه الجماعات وتعبث بأمن منطقة الخليج، ولن يقابل هذا العبث إلا بالمقاومة مهما كان الثمن".

وتساءل: "هل الولايات المتحدة الأمريكية على استعداد أن تغير سياساتها وتستمتع إلى رأي الحكمة؟".

وأوضح الإمام الأكبر، خلال استقباله ظهر اليوم الأربعاء وفد مساعدي أعضاء الكونغرس، للاستماع إلى رؤية الأزهر الشريف حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية والتعرف على جهود الأزهر في مواجهة التطرف والإرهاب، أن "الأزهر على استعداد للتعاون الثقافي والعلمي لإيصال صوت الأزهر الشريف إلى الشعب الأمريكي وإلى العالم كافة"، مضيفاً أن "الأزهر سوف يقوم قريباً بإطلاق فضائية تحمل صوته وفكره المعتدل إلى العالم أجمع، موجهاً الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لدعمها لجهود الأزهر الشريف في هذا الصدد".

وقال الدكتور أحمد الطيب إن "الأزهر الشريف يحافظ على تراث المسلمين الذي يتسم بالوسطية والاعتدال من خلال مؤسساته التعليمية والدعوية"، موضحاً أن "منهج الأزهر ورسالته قائمان على التعددية الفكرية والمذهبية، لذلك لا يوجد من بين المتطرفين والمتشددين مَن تخرج من الأزهر الشريف، لأن فكر هذه الجماعات يعتمد على الإقصاء والتكفير، بينما يعتمد المنهج الأزهري على التعدد وقبول الآخر ومزج التراث القديم بالنظريات الحديثة".

وتابع أن "الرؤية الشاملة للأزهر تعمل على إقرار السلام على كافة المستويات، كما أن فلسفة الأزهر تقوم على إيجاد صيغة تفاهمية لإزالة الخلافات بين السنة والشيعة، والأزهر الشريف عقد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي مؤتمراً عالمياً لمواجهة التطرف والإرهاب، ودعا إليه رموز علماء السنة والشيعة ورؤساء الكنائس الشرقية وبعض الطوائف الأخرى، وفيه أعلن الأزهر موقفه الواضح والرافض لتهجير الأقليات"، مؤكداً أن "المسلمين وغيرهم على أرض الشرق متساوون في الحقوق والواجبات".

وأكد أن "الإسلام بريء من الإرهاب ومن الجماعات المسلحة والميليشيات الطائفية التي تمارس القتل والذبح، فسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لم يُبعث بالسكين بل بعث رحمة للعالمين"، موضحاً أن "الأزهر سيحضر مؤتمراً يجمع بين حكماء الشرق والغرب في مدينة فلورنسا الإيطالية خلال مايو (أيار) المقبل لبحث حلول للمشاكل العالمية القائمة، وإيجاد صيغة للتعاون بين الحضارتين الشرقية والغربية".

وأشار الإمام الأكبر إلى جهود بيت العائلة المصري في نشر ثقافة السلام والتعايش بين المسلمين وغير المسلمين في مصر، حيث تنبثق منه عدة لجان، منها لجنة تقوم بتنقيح مناهج التربية والتعليم لاستبعاد ما يمكن أن يثير الفتنة، ولجنة للمصالحة تعمل على معالجة المشاكل بين كافة أطياف المجتمع، وتم رصد بعض التدخلات الخارجية المقصودة لإحداث الاضطراب في الداخل المصري، ونجح بيت العائلة في مواجهتها.

ومن جهته، أعرب الوفد الأمريكي عن سعادته بوجوده في أعرق مؤسسة إسلامية في العالم، مؤكداً حرص الولايات المتحدة على الاستماع إلى صوت الأزهر الذي يمثل صوت الوسطية والاعتدال. ووجه الوفد الشكر لفضيلة الإمام على شفافيته في تقديم النصح إلى الولايات المتحدة، ووعدوا بإيصال صوت الأزهر إلى الإدارة الأمريكية.