عناصر من تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف)
عناصر من تنظيم داعش الإرهابي (أرشيف)
الأربعاء 1 أبريل 2015 / 23:44

ديلي بيست: داعش يبحث عن هدنة مع التحالف الدولي

24- إعداد: ميسون جحا

أشار موقع ديلي بيست الأمريكي إلى ما ورد من أخبار عن رغبة داعش بمفاوضة قوات التحالف الدولي من أجل التوصل إلى هدنة. إذ بعد أشهر من استهدافه عبر حملة جوية تقودها الولايات المتحدة، وبعد خسارته أراضٍ في العراق، وهزيمته في مدينة كوباني في سوريا، هل يحتمل أن يكون داعش يبحث عن هدنة، أم أنه يسعى فقط لزرع الفوضى بين صفوف خصومه، والقضاء على وحدتهم، وتصميمهم من خلال طرح فكرة المفاوضات؟

اللافت أن داعش طرح فكرة التفاوض على هدنة في العدد الأخير من مجلته الناطقة بالإنجليزية دابق، ومن خلال مقال كتبه أحد ما تبقى من رهائنه الغربيين، المصور البريطاني جون كانتلي، بحسب الموقع.

نقلة نوعية
ويقول مقال ديلي بيست أنه "بعد إعدامه رهائن غربيين في الصيف الماضي، استخدم داعش كانتلي، والذي اعتقل في سوريا مع الصحافية الأمريكية جيمس فولي في ٢٠١٢، لأغراض دعائية، وذلك من خلال تحرير مجلة دابق، والتعليق على أشرطة بروباغاندا التنظيم الإرهابي".

وفي مقال يحمل عنوان (نقلة نوعية)، نشر في العدد الثامن والأخير من المجلة، أشار كانتلي من خلال أسلوب ساخر يفترض أن سجانيه أملوا عليه اتباعه، بأنه "على ما يبدو، أدرك زعماء غربيون بأن داعش يختلف عن تنظيمات سابقة، وأنه بات يمتلك كل مقومات الدولة، من شرطة ومدارس إلى نظام قضائي فعال وعملة مفترضة".

وقال كانتلي: "في مرحلة ما، سوف تواجهون دولة وربما تفكرون بهدنة. وربما تضطرون للتخلي عن بعض كبريائكم"، ويضيف متسائلاً "وما البديل، سوى شن ضربات جوية في أكثر من ستة بلدان، وتدمير نصف المنطقة؟".

حملات تخويفية 
ويقول ديلي بيست في تقريره بأنه "ليست هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها كانتلي عن عدم جدوى الاستراتيجية الغربية المتبعة في محاربة المتشددين، ويدعو واشنطن لإعادة التفكير بكيفية تعاملها مع التنظيم. وكان كانتلي استخدم بلا رحمة من قبل سجانيه، كوسيلة لنشر حملاتهم التخويفية، وأجبر على الترويج للقضية الجهادية".

وكتب كانتلي في مقاله: "عندما يبدأ المجاهدون في قطع رؤوس القوات الغربية، ستوضع جميع الخيارات على الطاولة، وستكون الهدنة أحد تلك الخيارات".

وفي العدد الخامس من مجلة دابق، بدا واضحاً أن كانتلي نفذ أوامر سجانيه، عندما كتب ساخراً من الحكومات الغربية لأنها تصرفت "مثل روبوت معلق بأنشوطة، إن العمل العسكري لا يتم بهذه الطريقة، وأين دور المفاوضات؟".

وبرأي دافيد غارتينستاين روس، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدفاع عن الديموقراطيات في واشنطن أن "تلك الملاحظات بشأن تصرف الغرب كالرجل الآلي تظهر إدراكاً متأخراً بوجوب التوصل إلى هدنة".

تكتيك أم عرض حقيقي
ويضيف الموقع بأن هناك من يتساءل عما إذا كان ذلك عرضاً حقيقياً، أم دعوة لمحادثات، ويجيب عرتينستاين روس: "أعتقد بأن ذلك عبارة عن تكتيك، الهدف منه كسر معنويات الأعداء وإعطاء مصداقية للأصوات المناهضة للحرب في الغرب، وأن داعش متفهم لمختلف أنواع المجموعات التي يخاطبها، وهو فعال فيما يقوم به، وهنا أعتقد أنه يسعى لاستمالة من لا يشعرون بالرضا عن العمل العسكري".

واضطر كانتلي للكتابة في دابق بعدما عانى الأمرين عندما حاول الهرب، وعذب لأسابيع وأسابيع، كما ورد في شهادة صحافي إسباني، يدعى خافيير إيسبونوزا، كان معتقلاً لدى داعش. 

 وتر واحد
ويذكر ديلي بيست أنه في العدد الأخير من دابق، والذي صدر قبل يومين، يواصل كانتلي اللعب على وتر الأمريكيين والبريطانيين المتعبين من الحروب، ويحثهم على "الابتعاد عن تدخل أمريكي آخر في الشرق الأوسط". ومن ثم يصر كانتلي على أن داعش لا يمكن أن يهزم عسكرياً، ويستشهد بما قاله مؤخراً رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارتين ديمبسي، في مقابلة تلفزيونية إنه "ليس هناك حل عسكري وحيد لمواجهة داعش".

ويسأل كانتلي: "هل الهدنة شيء واقعي؟"، ويجيب "في الوقت الحالي، ما زال من المبكر الحديث عن هدنة، لأن الميليشيات الشيعية تعد العدة لشن عملية واسعة ضد داعش، ولكن عندما تفشل تلك العملية لأن رجال تلك الميليشيات لا يريدون أن يحترقوا وهم أحياء، وعندما تشارك القوات الخاصة في المعارك من أجل تحقيق ما لم يستطع الجيش العراقي ولا الميليشيات تحقيقه، وعندما يبدأ المجاهدون في قطع رؤوس القوات الغربية، ستطرح على الطاولة خيارات عدة، ومنها خيار الهدنة".