طائرة تابعة لسلاح الجو السعودي (أرشيف)
طائرة تابعة لسلاح الجو السعودي (أرشيف)
الخميس 2 أبريل 2015 / 01:00

ناشونال إنترست: على الحوثيين أن يخشوا كثيراً "سلاح المملكة"

24 - طارق عليان

بدأ ائتلاف مكون من دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية تدخلاً في الحرب الأهلية المعقدة الدائرة في اليمن. وما زالت سرعة هذا العمل السعودي ونطاقه وحسمه تدهش العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي لم تتلق إلا "إنذاراً مسبقاً بفترة وجيزة يفيد بأن القوة النيرانية الجوية السعودية توشك أن يُطلق لها العنان".

وهناك أسباب قوية تجعل المتمردين الحوثيين المدعومين إيرانيّاً، الذين ينتمون إلى الطائفة الزيدية، وهي إحدى طوائف المذهب الشيعي الإسلامي، ويمثلون هدف التدخل السعودي، يخشون المملكة العربية السعودية، وهي بلد يملك القدرة اللوجستية اللازمة لتجمع ائتلاف قتالي وترسانة مخيفة. وقد حشدت المملكة العربية السعودية حالياً ما يربو على 150 ألف جندي على حدودها مع اليمن، مما يثير مخاوف من التهاب واسع النطاق في الأوضاع في الشرق الأوسط قريباً. وفيما يلي نقدم إليكم ثلاثة أسلحة حربية سعودية ينبغي أن تجعل الحوثيين يرتجفون خوفاً، وذلك بحسب ما أفاد تقرير نشرته "ناشونال إنترست" وأعده أكيليش بيلالاماري، محرر مساعد بالمجلة الأمريكية.

الطائرات المقاتلة إف-15 إس أيه
وقال مسؤولون سعوديون يومي الأربعاء والخميس إنهم نشروا ما يزيد على 100 طائرة مقاتلة لدحر الحوثيين. وحسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، فإن "كثيراً من تلك الطائرات على الراجح مقاتلات من طراز إف-15 إس أيه، وهي نسخة معدلة من الطائرة أمريكية الصنع "إف-15 إي سترايك إيغل"، التي ما زال سلاح الجو الأمريكي يطيّرها بانتظام لتنفيذ ضربات جوية ضد مواقع "تنظيم داعش" في كل من العراق وسوريا. وحصل السعوديون على هذه الطائرات في إطار صفقة قوامها 29.4 مليار دولار في في عام 2010 عندما اشتروا أربعة وثمانين مقاتلة جديدة طراز إف-15 إس أيه، ضمن أنواع أخرى من الطائرات. وقد حصل السعوديون في ذلك الحين أيضاً على آلاف القنابل التي تُحمل على متن هذه الطائرات، وذلك في صفقة عسكرية هي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.

تشتمل مواصفات الطائرة إف-15 إس أيه على "نظام تحكم كهربائي، ومنظومة حرب إلكترونية رقمية، ونظام بحث وتتبع بالأشعة تحت الحمراء طراز AN/AAS-42 من إنتاج لوكهيد مارتن، ورادار من فئة مجموعة المسح النشط إلكترونيا طراز APG-63(v)3 من إنتاج شركة رايثيون. وتضم الطائرة قمرتي قيادة أمامية وخلفية، وهما مجهزتان لتركيب نظام التسديد باستخدام الخوذة الذي يمكّن الطاقم من تصويب المستشعرات والأسلحة من خلال وحدة الرؤية المثبتة بالخوذة. وتشتمل الطائرة أيضاً على محطتي جناحيتين إضافيتين لزيادة حمولتها من الأسلحة".

منذ بداية التدخل والطائرات السعودية تقصف القواعد الجوية والقواعد العسكرية ومواقع الأسلحة المضادة للطائرات في العاصمة اليمنية صنعاء. كما ضربت أيضاً قاعدة حوثية في مدينة تعز في الجنوب اليمني. ومن الواضح أن الطائرات السعودية تؤدي مهمتها على الوجه الأكمل، حيث أعطت الحملة – في غضون يومين أو نحو ذلك – المملكة العربية السيطرة الكاملة على المجال الجوي لليمن وقضت على الكثير من قادة الحوثيين.

مروحيات الأباتشي الهجومية
تملك المملكة العربية السعودية أيضاً مروحيات أباتشي هجومية من طراز H-64D، اشترت من بينها ستاً وثلاثين من الولايات المتحدة في عام 2010 لاستخدامها من قِبل القوات البرية الملكية السعودية. ويمكن أن تكون هذه المروحيات سلاحاً مفيداً في أي عملية برية. وتذكر بعض التقارير أنه المروحيات الهجومية السعودية استُخدمت في اليمن من قبل. ففي عام 2009، شنت الحكومة اليمنية "عملية الأرض المحروقة" ضد الحوثيين، وسرعان ما تورط السعوديون أيضاً في تلك العملية بعد أن هاجم الحوثيون أرضاً سعودية.

تشتمل مروحية الأباتشي التي يبلغ طولها 57 قدماً على مروحة رئيسية رباعية الرِّيش طول قطرها 48 قدماً، ومروحة ذيل رباعية الريش، وهي "قادرة على حمل مجموعة متنوعة من الأسلحة في الأعمال القتالية لاستخدامها في البيئات النهارية أو الليلية". وتشتمل المروحية على محركين وتتسع لطاقم من فردين، حيث "يشْغل الطيار المحطة الخلفية بينما يشْغل مساعد الطيار/ الرامي المحطة الأمامية". وهي قادرة على الطيران بسرعة 100-120 عقدة تقريباً، على الرغم من قدرتها على زيادة سرعتها إلى ما يصل إلى 164 عقدة. ويبلغ نصف قطرها القتالي نحو 150 كيلومترا.

لكن القوات البرية لم تدخل اليمن بعد. وقد صرّح وزير الخارجية اليمني رياض ياسين قائلاً إن كانت هناك حاجة إلى حملة "قصيرة وحاسمة" لإضعاف المتمردين، مضيفاً بقوله إنه لا أحد سعيد بهذا التدخل العسكري، لكنه ضروري. ومع ذلك فإن إمكانية القيام بحملة برية واضحة، حيث قالت مصر إنها قد ترسل قوات إلى اليمن لمحاربة الحوثيين مع المملكة العربية السعودية. وسوف يكون بمقدور ترسانة المملكة العربية السعودية من المروحيات تدمير الحوثيين في أي عملية برية تشنها هناك. فالمملكة مسلّحة بأفضل الأسلحة الأمريكية، وأما الحوثيون فما هم إلا قوة فضفاضة من مقاتلي العصابات.

منظومة صواريخ التاو
صواريخ التاو جزء من منظومة الصواريخ التي يتم إطلاقها بواسطة أنبوب ويتم تتبعها بصريّاً وتوجيهها سلكيّاً، وهي تضم الصواريخ متعددة المهام "تاو 2 أيه" والصواريخ "تاو 2 بي أيرو" وصواريخ "تاو بنْكر بسْتر" المضادة للتحصينات الخرسانية. ويعتبر صاروخ التاو صاروخ الاقتحام الثقيل دقيق الإصابة المضاد للدروع والمضاد للتحصينات الخرسانية والمضاد للمركبات البرمائية طويل المدى الأول استخداماً في كل أنحاء العالم اليوم.

وقد باعت الولايات المتحدة العديد من صواريخ التاو التي طورتها شركة رايثيون إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وفي أبريل (نيسان) 2014، أعلنت رايثيون عن إبرام المملكة العربية السعودية عقد مبيعات عسكرية خارجية مع الحكومة الأمريكية لبيع 14 ألف صاروخ "تاو 2" في صفقة تقدر قيمتها بنحو 750 مليون دولار أمريكي. والصاروخ "تاو 2 أيه" صاروخ مضاد للدبابات ومضاد للدروع، وهو "سلاح من فئة الإصابة المباشرة ومصمم ليكون قاتلاً للدبابات".

وحسبما قال إد دانلاب، مدير تنمية أعمال التاو لدى شركة رايثيون ميسايل سيستمز، فإن صاروخ "تاو 2 بي" هو السلاح الرئيس الذي تنتجه شركته من فئة "الصواريخ المضادة للدبابات علوية التحليق والضرب".

يقول دانلاب: "يحلق الصاروخ [تاو 2 بي] فوق الدبابة، واستناداً إلى المستشعرات المجهز بها، يطلق رأسين حربيتين إلى أسفل في اتجاه أعلى الدبابة، الذي هو أضعف جزء في أي دبابة. ويستخدم الصاروخ "تاو 2 بي" رأسين حربيتين عبارة عن مقذوفين خارقين، حيث تخرج الرصاصة المنصهرة من الرأس الحربي وتخترق أعلى الدبابة".

الصاروخ "تاو بنْكر بسْتر" هو سلاح من فئة الإصابة المباشرة، وقد طُور "لاختراق الأبنية والتحصينات والمركبات الخفيفة".
فإذا قررت المملكة العربية السعودية نشر منظومتها من أسلحة التاو في اليمن، فبإمكانها أن تلحق الدمار بالحوثيين بحرمانهم من الحيز العملياتي واللوجستي. وسيجد المتمردون الحوثيون صعوبة في التراجع إلى المعاقل الجبلية الحصينة في قواعدهم الموجودة في المرتفعات وفي تسيير القوافل، علماً أن جزءاً كبيراً من تقدم الحوثيين اعتمد على قدرتهم على التحرك بسرعة من دون عوائق (لم يشهد سقوط صنعاء إلا مقاومة لا تكاد تُذكر).

وخلصت المجلة في تقريرها إلى أن ترسانة أسلحة المملكة العربية السعودية الفتّاكة يمكنها أن تضعف الحركة الحوثية بشدة وتدمرها، وعلى الحوثيين أن يخافوا كثيراً.