مقاتلات سوريات ينضمين للميلشيات المسلحة الموالية للنظام، دمشق - (أرشيف)
مقاتلات سوريات ينضمين للميلشيات المسلحة الموالية للنظام، دمشق - (أرشيف)
الأحد 21 أبريل 2013 / 19:23

النظام السوري يفكك جيشه تدريجياً ويحوّله لوحدات قتالية طائفية

يروج النظام السوري منذ بدء الثورة المطالبة بإسقاطه قبل عامين، أنه يملك جيشاً وطنياً يضم أطياف النسيج المجتمعي، لكن هذه الدعاية السياسية لم تخف حقيقة أن القوات النظامية بدأت تفكيك بنيتها والدفع بقياداتها المنتمين للطائفة العلوية لإنشاء مليشيات تضم أبناء الطائفة وغيرها من الطوائف المناهضة للمعارضة التي منيت بضربة كبيرة إزاء إعلان "جبهة النصرة" ولائها لتنظيم القاعدة.

ففي تقرير حصري لرويترز، أقر قياديون علويون أنهم "غير مرتاحين بالتواجد مع جنود ينتمي غالبيتهم للطائفة السنية"، فضلاً عن أن القوات النظامية خسرت العديد من كوادرها منذ بدء الثورة، وذلك لتعاطف الجنود السنة مع أبناء طائفتهم الذين تعرضت مناطقهم لقصف عنيف أودى بحياة أكثر من 70 ألفاً،  كما حدث في حمص وحماة وغيرهما.

ويشير التقرير أن النظام السوري بدأ بتنظيم القوات القتالية التي تطلق عليها المعارضة اسم "الشبيحة"، تحت اسم "قوات الدفاع الوطني"، وهي تضم إلى جانب العلويين الدروز والمسيحيين، ويكشف التقرير أن هؤلاء يتلقون راتباً ثابتاً ومنحهم الحق في التصرف "بالغنائم التي يحصلون عليها أثناء مهاجمتهم القرى والمناطق المنتفضة على الرئيس السوري بشار الأسد".

وتنقل رويترز عن أحد قيادات الميلشيات الموالية للنظام ويدعى نادر (30 عاماً) قوله :"إن "ميزات الميلشيات المسلحة تتمثل بعدم إجبارنا على مغادرة المناطق التي نعيش فيها، ومنحنا راتباً ثابتاً يوازي 160 دولاراً شهرياً، إضافة لسماح النظام لنا بالاحتفاظ بحصة من منهوبات المنازل والقرى التي نقتحمها".

ويضيف نادر:" لا أريد أن أقتل في مكان أخر غير حمص، ولست ملزماً للصحو باكراً لأداء التمرينات العسكرية، فكل ما أقوم به هو تدريب أبناء طائفتي على حمل السلاح الذي وفره لنا النظام، وشن هجمات على القرى الموالية للمعارضة".

وأشار أحد قادة القوات النظامية رفض الكشف عن اسمه، أن هذه السياسة سينتج عنها تفكيك بنية الجيش الوطنية وتحويلها إلى ميلشيات طائفية، لافتاً إلى أنه يكره ذلك، لكنه مجبر عليه "فهو لا يثق بالجنود السنة، والجنود السنة لا يثقون به"، فقد انشق وهرب من الجيش منذ بدء الأزمة أكثر من 500 ألف مجند، منوهاً إلى أن الرعب من الجنود السنة وصل إلى حد دفع قادة الجيش إلى اتخاذ مسلحين من الطائفة العلوية لحمايتهم، وهذا مؤشر على "انهيار الثقة والوحدة والوطنية".

وكشفت بعض أفراد الميلشيات الموالية للأسد أنهم باتوا من القوة على نحو جعل دور القوات النظامية يقتصر على مدهم بالسلاح والعتاد ومنح الرواتب وتأمين غطاء جوي من خلال قصف الطائرات الحربية، في الوقت الذين يخوضون هم حرب شوارع مع مسلحي المعارضة، كما أنهم باتوا يسيطرون على معظم مناطق الساحل السوري، خاصة في محافظة اللاذقية التي تنحدر منها عائلة الأسد.

في المقابل، أثارت هذه الميلشيات سخط وجهاء وشيوخ الطائفة العلوية التي رأوا فيها خطوة لشرذمة المجتمع وعسكرته، متهمين المنتمين إلى هذه الميلشيات بـ"عدم الشرف والوطنية"، مؤكدين أن كل هؤلاء مجرد عصابات تستولي على مقرات حكومية ومدارس أطفال وتحولها لثكنات عسكرية وكل ما تفعله هو نهب القرى والمدن"

ويتساءل أحد شيوخ الطائفة العلوية رفض الكشف عن اسمه: "من أين لقائد "قوات الدفاع الوطني كل هذه الأموال، نحن أبناء منطقة واحدة وأعرفه جيداً، من أين له بثمن الأراضي التي اشتراها والسيارات والمنازل، إنها سرقة بدعوى "القومية" وحماية الوطن".

في حين يحاول بعض أبناء الطائفة العلوية الهرب إلى بلدان مجاورة لإنقاذ أنفسهم وعائلتهم من التجنيد ضمن الميلشيات، والذي بدأ يأخذ صيغة إجبارية في الآونة الأخيرة، ويقول فادي :"ليس أمامي خيار، إما أن أنضم إليهم أو أرحل، وسأرحل فأنا لن أشارك في تمزيق سوريا وعسكرة مجتمعنا".