السبت 4 أبريل 2015 / 09:46

مفارقات حول عاصفة الحزم وأشياء أخرى

مفارقات عديدة يتسم بها مشهد بعض المعلقين "العرب" على بعض الفضائيات أو الصحف، حول قراءتهم لعملية عاصفة الحزم.

مفارقة رقم 1:
من المفارقات التي تحدث حولنا، كعرب، أن نجد "القوميين" العرب يتحالفون مع الفرس، ويقبلون بغزواتهم التي تريد طي الجغرافيا العربية وفرشها بالسّجاد الإيراني الفاخر. هذه إحدى المفارقات التي يجرّها القوميون لنا حين ينادون بقداسة الاحتلال الفارسي في أكثر من عاصمة ودولة عربية تشكل مجتمعة عمقنا العربي والقومي!

مفارقة رقم 2:
يسمّون عاصفة الحزم حرباً على اليمن! لكن إن أردنا مداراة هؤلاء للرد عليهم كمراهقين سياسيين أو كمخدّرين بحقن الإعلام الإيراني/العربي، نسألهم: من بدأ الحرب؟ طيران من الذي وصل إلى اليمن محمّلاً بالصواريخ والذخيرة؟ من الدولة الوحيدة في العالم التي أعلنت عن تسيير رحلات إلى صنعاء بعد استلاء الحوثيين عليها؟ من دفع الحوثيين وعصاباهم للانقلاب على الشعب اليمني وسلطته الشرعية.. ومن أجل ماذا حدث ذلك؟ هل من أجل تحرير اليمن ورفاهيته مثلاً؟ أم من أجل التوسّع والتمدّد الإيران على الأراضي العربية (العراق، سوريا، لبنان، اليمن....) ؟!

مفارقة رقم 3: 
بعض الذين يخرجون على شاشات التلفزة والبرامج الإخبارية المحرِّضة ضد السعودية وتحركها لوقف الزحف الإيراني، هم ذاتهم الذين استنكروا "صمت الخليج والعرب" كما وصفوه على ما يحدث للعالم العربي من تدخلات أجنبية (إيرانية على وجه الخصوص). وهم ذاتهم الذين كانوا سيخرجون من خلال قنوات تلفزة أخرى للتنديد بالصمت السعودي والخليجي لو لم تأخذ السعودية خطوة مماثلة للرد على إيران!

مفارقة رقم 4:
يقولون إن عاصفة الحزم حرب طائفية، ستؤدي إلى شرخ واسع في العالم الإسلامي! ماذا عن المواطنين الشيعة من أبناء الخليج الذي يعيشون بين إخوانهم ويتمتعون بجميع حقوق المواطنة، وهم أصحاب مراكز ومواقع في الحكومات والمؤسسات. بينما تقوم إيران بتجريد أهل السنة من حقوقهم، وتحاصرهم وتجبر حلفاءها في المنطقة العربية على اعتماد ذات السلوك المخزي ضدهم.. من الطائفي في هذه الحالة؟ من الذي يدعم الجماعات انطلاقاً من انتمائها وولائها الطائفي لا الوطني؟ هنا نذكّر إيران بأن العرب لا يحملون عُقدَها، وإذا أرادت دليلاً على ذلك، فلتسأل نفسها عن أبناء الجيش العراقي الذين كانوا يقاتلونها ببسالة دون الالتفات إلى الطائفة أو المذهب.. علماً بأن قسماً كبيراً من أفراد ذلك الجيش كانوا من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة.

للتذكير فقط.. 
السعودية تقود العاصفة، ولكنها ليست وحدها. ومن ينتقد التعاون والتحالف العربي معها عليه أن يتذكّر أن الخليج ليس مصرفاً للاقتراض وطلب الهبات المالية فقط.. إنما هو أرض عربية تتشارك معنا بجميع همومنا وقضايانا المصيرية أيضاً.