الجيش الأردني(أرشيف)
الجيش الأردني(أرشيف)
الثلاثاء 14 أبريل 2015 / 15:15

عسكريون أردنيون لـ24: الجيش مستعد لمحاولة استغلال داعش للأنبار

24 - عمّان: ماهر الشوابكة

تتخوف أوساط أردنية من أن تفرز معركة الأنبار التي يجري الاستعداد لها في العراق لتحرير المحافظة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، اختراقات للحدود الأردنية من قبل أفراد هذا التنظيم، مستغلين حالة الفوضى العسكرية على الحدود.

الجيش الأردني يتدرب منذ 18 عاماً على خوض حروب عصابات وغابات وصحراء

محاددة محافظة الأنبار للأردن و البعد الديمغرافي السكاني لها هما السبب وراء اهتمام تنظيم داعش بالاستيلاء عليها وفصلها عن العراق وإقامة إمارة بها

غير أن خبراء عسكريين أردنيين وإن كانوا أقروا باحتمال وقوع محاولات لاختراق الحدود من قبل أفراد هذا التنظيم، إلا أنهم قللوا من خطرها، مرجعين ذلك إلى قدرات الجيش الأردني الفائقة في قتال حرب العصابات والصحراء.

وأوضحوا لـ 24 أن داعش في حال فكر في اختراق هذة الحدود، التي تقابلها صحراء واسعة فسيكون من السهل القضاء عليه، خاصة وأنه يقاتل في مناطق مكشوفة مع جيش محصن ومجهز لخوض مثل هذا القتال.

اضرب واهرب
من جانبه، لم يستبعد العميد الركن المتقاعد، حافظ الخصاونة، حدوث "حالات تسلل على الحدود العراقية الأردنية، من قبل أفراد ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي وقيامهم بعمليات على طريقة (اضرب واهرب)".

غير أن الخصاونة أكد أن وقوع هذه الحوادث يعني أن الأشخاص الذين حرضوهم على ذلك يريدون القضاء عليهم.

وفسر العميد الخصاونة ذلك بأن "الجيش الأردني ومنذ 18 عاماً يتدرب على خوض حروب عصابات وغابات وصحراء".

وأضاف أن "الجيش الأردني مجهز بأسلحة أتوماتيكية خفيفة متطورة لحرب الشوارع، ومتوسطة لحروب الغابات، وأخرى ثقيلة وآليات قادرة على المناورة والحركة في الصحراء".

موجات نزوح
أما العميد الركن المتقاعد، محمد العلاونة، فيرى أن معركة الأنبار "من أكبر المخاطر التي يمكن أن تواجه الأردن، خاصة مع توقع أن تفرز هذه المعركة حدوث موجات نزوح للاجئين عراقيين باتجاه الحدود الأردنية، يمكن استغلالها من قبل داعش في محاولة تحقيق تسلل لمقاتليه للحدود".

بيد أن العلاونة أكد بأن "هذه المحاولات لن تتحقق على أرض الواقع بسبب أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرة تماماً على التعامل مع مثل هذه المخاطر"، مؤكداً بأن "القوات المسلحة الأردنية مدربة للتعامل مع مثل هذه الجماعات".

وأوضح أن "داعش سيستميت من أجل عدم خسارته للأنبار، والتي تعتبر العمق الاستراتيجي له مع سوريا، وبالتالي فإن خسارتها تعني فقدان التنظيم لأهم خطوط الإمداد".

ثلث العراق
ويسيطر التنظيم على 70 % من محافظة الأنبار، والتي تشمل أقضية القائم، الرطبة، عانة، راوة، هيت، والفلوجة التي تبعد 60 كليو متراً عن بغداد وتتحكم بالطريق الدولي الذي يربط العراق بالأردن وسوريا.

وتعد الأنبار، التي تقدر مساحتها بثلث مساحة العراق وتشكل الصحراء أكثر من ثلثيها، ولها حدود مع الأردن وسوريا والسعودية "بوابة رئيسيّة للحرب الدائرة على الجانب السوري، خصوصاً مع تمكن تنظيم داعش من نشر نفوذه في العديد من البلدات على امتداد الحدود السورية مع محافظتي الأنبار ونينوى العراقيتين".

معارك مفتوحة
من جانبه، لم يخف اللواء المتقاعد فارس كريشان قلقه من احتمال أن "يدفع داعش بعناصره لمحاولة اختراق الحدود، مستغلاً حالة الفوضى العسكرية على الحدود بين الأردن والعراق، وخوض معارك مفتوحة مع القوات المسلحة الأردنية في صحراء ممتدّة على الحدود الشرقية للمملكة".

غير أن كريشان أكد أن "داعش لا يمتلك الكفاءة والإمكانات القتالية والتسليح، في حال قرر التوجه إلى الحدود الأردنية، ومواجهة القوات المسلحة الأردنية التي تعد في مقدمة جيوش المنطقة، وتضاهي معظم جيوش العالم كفاءة وتسليحاً وانضباطاً".

واعتبر كريشان أن "محاددة محافظة الأنبار للأردن، و البعد الديمغرافي السكاني لها، هو السبب وراء اهتمام تنظيم داعش بالاستيلاء عليها وفصلها عن العراق وإقامة إمارة بها".

وفسر كريشان ذلك بأن "معظم سكان المحافظة من السنة، وهو ما يعتبر مورداً بشرياً هاماً، ودعماً سياسياً لكيان انفصالي على أساس طائفي فى مواجهة المناطق الشيعية بالعراق".