الأربعاء 15 أبريل 2015 / 13:35

محمد بن راشد .. لغة للحياة

لأنه يعشق التَّفرد والتَّمَيز، يُنَظِّرُ له، ويُؤطر، ويخطط، ويبدع، ويبتكر، ويلهم. يقدم اﻷنموذج النموذج فيبهر، يرسم المثال المتمثِّل فيظهر، ومن ثم يسهر الخلق ويقتدون، ويتعلم العالم.

جاء إعلان جائزة الشيخ زايد للكتاب عن اختيار نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "شخصية العام الثقافية" للدورة التاسعة 2015– 2016، ليرسم أنموذجاً للمثقف كما ينبغي أن يكون، وللثقافة كما ينبغي أن تُقَدَّم.

لأنه يعشق التَّفرد والتَّمَيز، رأي في الهوية الثقافية مرتكزاً أساسياً لا يمكن تجاوزه أو الارتكاز على سواه، رأى هوية الأمة مرتبطة بالإسلام، فكانت جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم. عالمية بدأت وعالمية تستمر، لتنقل سماحة الدين ووسطيته وتقدم الإسلام رُوحاً، ورَوْحاً، ورَيْحَاناً، وأمناً واطمئناناً.

لأنه يعشق التَّفرد والتَّمَيز، حرر العربية من الجمود والقيود، بث فيها روح الشباب، ومن عجب أن "ميثاق اللغة العربية" على بساطة فكرته، وعلى إيجازه، كان له من الأثر ما لم تستطع مؤسسات عريقة متخصصة في اللغة العربية وعلى مدى سنوات عديدة بل عقود مديدة تحقيقه، أذكر تماماً قصيدة سموه (اللغة الخالدة) وأذكر كيف كانت الشاعرية ملهمة للتخطيط، منتجة لمشاريع ومبادرات في اللغة العربية، اتسمت بالابتكار، وحققت الإبهار. وأقِرُّ وأنا الذي قضيت في تعليم العربية والتنظير لمناهجها ولتطويرها عشرين سنة، أن الخطة جاوزت المنظور والمألوف والمتخيَّل حين جعلت من شعار خطة تطوير التعليم (العربية لغة حياة) مرتكزة على أيقونة حرف اللام في خروج عن نمطية الضاد، وفي مراجعة لأساليب تعليم العربية وتطوير لمعاييرها في تجربة ستظل العربية تحمد أثرها.

لأنه يعشق التَّفرد والتَّمَيز، يأتي منتوجه الثقافي والإبداعي مبهراً، أقرَّ مجدداً وأنا اللصيق بالكتب والكتّاب والنشر والإنتاج أني أقلِّب عشرات الكتب لأختار نصاً صالحا للمناهج، فلا أجد، وأقلب كتاب "رؤيتي" أو كتاب "ومضات من فكر" لأجد أن كل صفحة يجب أن تدرس، إنه منهج للحياة.

إن من يبحث في منجز سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الثقافي، فسوف يجده في الإنسان الإماراتي، فرداً، وموظفاً، وقائداً، ورائد أعمال، وشخصية عالمية، سوف يجده في الشخصية الإماراتية طيبة، ومبادرة، وتواصلاً، وانفتاحاً على العالم، سوف يجده في التماهي بين الشعب والقيادة، سوف يجده متمثلاً حقا في عهد الليالي الذي قطعه على نفسه ووفى به:
بيني وبين الليالي عَهدْ ما أردَّهْ إنِّي وشعبي نحب المركز الأول
هنيئا لنا بسموكم، وهنئياً للجائزة التي تحمل الاسم الأغلى أن تفتخر بأنها اختارت هامة وطنية وعالمية استثنائية.
إنكم يا صاحب السمو لغة مقروؤة بكل ألسنة العالم. إنكم يا صاحب السمو لغة للحياة.